الجمعة، 20 أغسطس 2010

المحجة البيضـاء قراءة تفسيرية في القرآن والسنة


بسم الله الرحمن الرحيم

" المحجة البيضـاء قراءة تفسيرية في القرآن والسنة

: المحجة في اللغة :

" والمَحَجَّةُ الطريق وقيل جادَّةُ الطريق وقيل مَحَجَّة الطريق سَنَنُه والحَجَوَّجُ الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى وأَنشد أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً نازعه الحُجَّةَ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً غلبه على حُجَّتِه وفي الحديث فَحَجَّ آدمُ موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة واحْتَجَّ بالشيءِ اتخذه حُجَّة قال الأَزهري إِنما سميت حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها وكذلك مَحَجَّة الطريق هي المَقْصِدُ والمَسْلَكُ وفي حديث الدجال إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه والحُجَّةُ الدليل والبرهان يقال حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ فَعِيل بمعنى فاعل " والمحجة هي دائرة الإحتجاج ومناط الدليل لفاقد الدليل في العلم والدين .." ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة وأَدْلَلت بالطريق إِدْلالاً والدَّلِيلة المَحَجَّة البيضاء وهي الدَّلَّى وقوله تعالى ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً " . " والمحجة بفتحتين جادة الطريق "

: لسان العرب : ج2/ 266 ، ج11/247 = مختار الصحاح ج1/167 = المصباح المنير ج1/121

: في المصطلح الحديثي النبوي هي قرينة متوازية مع اصطلاح : " الثقلين " و" البيضاء" هي التوصيف المجمل لمحتوي التطهير المطلق المستمر وهو المتمثل في قول الحق تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 و " العترة النبوية هي المطهرة" وأهل البيت عليهم السلام هم المخصوصون ، وأحاديث : العترة والثقلين ..هي التفصيل لمجمل معاني المصطلح : الوصية لوراثة النبوة ،وفي الحديث :

" تركتكم على المحجة البيضاء " ويفهم من الحديث سر الوصية بكل ما يحمله من معنى واضح .. وهم الذين عني بهم القرآن في ذكرهم جنبا الى جنب مع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، وفي هذا التخصيص أنزل الله تعالى كما ذكر المفسرون في أمير المؤمنين أكثر من ثمانمائة آية ولم يذكرهم القرآن إلا بخير.كما ذكر ذلك أهل التفسير، وكللهم المولى في علاه بالسلام والأمان بقوله تعالى :

{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ }الصافات130 واستبقاهم لميراثه{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الزخرف28 .. {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }هود86 ، وكما في قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله هم الأمان للأمم .. وذلك قوله صلى الله عليه وآله : " أهل بيتي أمان لأمتي "..ولهذا يجئ المصطلح النبوي " المحجة البيضاء بحق توصيفا قرآنيا لكل المرادفات الإصطلاحية ، والجوهر لحالة الهدي الممتدة في تحديدات وراثة النبي صلى الله عليه وآله في رسالته ، وقد ذكرنا في كتبنا جملة الأحاديث المفسرة للقرآن الكريم ، ذلك لأن النبوة هي ترجمان القرآن ، و أمير المؤمنين علي عليه السلام هو باب النبي صلى الله عليه وآله : علما وحكمة وخيارا وميراثا واصطفاء ... والوعي في اكتشاف عمق المصطلح هو اكتشاف لجوهر القرآن والنبوة ، وبالكلية هم النور الساطع في الأرض والحجة عقبا للنبوة : وبنزول قوله تعالى :

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214 كانت شمولية التخصيص لمفهوم " المحجة " وهو أمير المؤمنين عليه السلام في القرآن قولة صلوات الله عليه وسلامه :" إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " (1) جاء في كتب السير والتفسير والتاريخ في سبب نزول هذه الآية أمرا واحدا موحدا : أن رسول الله صلى الله عليه وآله : دعا بني عبد المطلب وأولم لهم ثم توجه قائلا : " يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ "

فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال علي عليه السلام : " أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم برقبته ثم قال: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " (2)

قال تعالى : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (3) وفي تفسير الآية ذكر ابن عباس رضي الله عنه قال : " لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وآله : " أنا المنذر وعلي الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون " (4) وفي ذات السياق قوله تعالى : " وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون " " البقرة : 189

و بعد النزول وجه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وجهه مشيرا لأمير المؤمنين علي عليه السلام وقال : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت باب المدينة " (5) وقوله صلى الله عليه وآله : " علي بابي الذي أؤتى منه " و قال صلى الله عليه وآله : " يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنه يصل الى المدينة الا من قبل الباب " (6) وفي رواية " بغير الباب " وقال صلى الله عليه وآله : " .. ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها " وبرواية " فمن أراد الدين فليأت الباب " (7) وقد شرحنا الآيات في مقامها .. وحددت المحجة كباب وحيد للفوز والجنة في قوله صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة الجنة وأنت بابها كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها " (8) وهذه المدلولات النبوي الصريحة يؤكد على التبيان الصريح لمصطلح " المحجة البيضاء " وهو يعني صريحا إظهار الوجهة المقدسة والمطهرة ، وهذه الوجهة لا يمكن إثباتها كحالة في القرآن إلا في الخمسة المطهرين وهم من نزل فيهم قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (9)

و بإجماع أهل العلم هم " النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام " أهل الكساء الخمسة.

وحجة الله في العباد ، قال صلى الله عليه وآله : " أنا وعلي حجة الله على عباده "(10) وقا ل " أنا وهذا حجة الله على عباده " (11) وقال صلى الله عليه وآله : " أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة " وفي رواية : " الناس من شجر شتى، وأنا وعلي من شجرة واحدة " (12) وقال صلى الله عليه وآله : " أنا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأولياء " (11) وللتأكيد على صريح المصطلح في أمير المؤمنين على عليه السلام : " يا علي أنت بمنزلة الكعبة " (12) وهي " المحجة " وقال صلى الله عليه وآله " مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة ــ أو المشهورة : " النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة " (13) وعبارة " الحج إليها " هي التحديد لمفهوم المحجة وقال : " أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك " يعني الخلافة " فأقبل منهم وان لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك" باب المحجة هو الباب الوحيد للهداية ولم يوصف ويقترن بها سوى أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وهذا الحديث له عميق المدلول لمفهوم : المحجة

(14) وكل هذه المدالولات ومثلها معها .. تشير صراحة أن المحجة البيضاء وبعيدا عن فكر التضاد وأشكال التسطيح الحديثي !! هي التحديد لهذا المقام النبوي الرفيع المقدس أوهي المرجعية الإلهية بالإصطلاح الحديــــث . وفي السياق تذكر جملة الروايات الحديثية والتاريخية الواردة : والمحجة " عن حذيفة بن اليمان قال : قالوا يارسول الله ألا تستخلف عليا ؟ قال : " ان تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الصراط المستقيم " (15) وفي رواية أخرى : " ان تستخلفوا عليا ولا أراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء " (16) أي جسر الهداية و بوابة النبوة. كما في المدخل هم الدائرة المقدسة للإحتجاج ..

وقول النبي صلى الله عليه وآله : " ولا أراكم فاعلين " هو تحديد لبداية الإنحراف عن منبع خط الهداية .

وهكذا نري كتب المفسرين تؤكد بجملها أن هذا المصطلح ذو العمق النبوي يمتد الى نهاية الزمان ووعد الآخرة .. أي الربط بين أمير المؤمنين عليه السلام .. و خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام من ولده ..

وفي تفسير قوله تعالى":

" ا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا (47) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48)

قال ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرا أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ومتهددا لهم إن لم يفعلوا بقوله :

{ من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها } قال بعضهم : معناه من قبل أن نطمس وجوها فطمسها هو ردها إلى الأدبار وجعل أبصارهم من ورائهم ويحمتل أن يكون المراد : من قبل أن نطمس وجوها فلا نبقي لها سمعا ولا بصرا ولا أثرا ومع ذلك نردها إلى ناحية الأدبار قال العوفي عن ابن عباس في الآية وهي { من قبل أن نطمــس وجوها } وطمسها أن تعمى { فنردها على أدبارها } يقول : نجعل وجوههم من قبل أقـفيتــهم فيمشون القهقرى ونجعل لأحدهم عينين من قفاه وكذا قال قتادة وعطية العوفي وهذا أبلـغ في العقوبة والنكال وهو مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبل الضلالة يهرعون ويمشون القهقرى على أدبارهم وهذا كما قال بعضهم في قوله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون * وجعلنا من بين أيديهم سدا } الآية : إن هذا مثل ضربه الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى قال مجاهد : من قــــــــبل أن نطمس وجوها يقول : عن صراط الحق فنردها على أدبارها أي في الضلال قال ابن أبي حــاتم : وروي عن ابن عباس والحسن نحو هذا قال السدي : فنردها على أدبارها فنمنعها عن الحق قال : نرجعها كفارا ونردهم قردة وقال ابن زيد : نردهم إلى بلاد الشام " (17) وفي أجواء هذه المدلولات كان النبي صلى الله عليه وآله يبلغ جماهير الصحابة رضي الله عنهم بأن انقلاب وشيك بعدة سيكون !! وأن منهم من ينقلب على عقبيه بسبب بعدهم عن وصاياه بالثقلين والعترة والمحجة البيضاء ، جاء في كتاب البخاري الحديث الصحيح : " قال سمعت سهل بن سعد يقول

: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم )

قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال هكذا سمعت سهلا ؟ فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال ( إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي "

صحيح البخاري :

(18) .. " قال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما :

: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله – الحكيم "

(19 عن كعب بن عجرة قال : خرج فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو دخل و نحن تسعة ، وبيننا وسادة من ادم فقال : " إنه سيكون من بعدي أمراء يكذبون ويظلمون ، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم ، فليس مني ولست منه ، وليس يرد على الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ،فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض " "وأول هذه الأمة ورودا على نبيها صلى الله عليه وآله وسلم أولها إسلاما على ابن أبي طالب "

= " (20)

والواضح من مجمــوع الأدلة الحديثية و التفسيرية تجئ لتغطي حالة التناقض .. وفي قول الحق تعالى : " أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " إنما تؤكد على استجماع حالة الإنحراف عن المحجة البيضاء بعد صفين تحديدا في حالة عدائية دموية في زمن يزيد بن معاوية ؟ والآية تؤكد الحالة السفيانية و ..

" هم جيش الخسف : المتجه لحرب المهدي الموعود عليه السلام عند خروجه بالثورة في مكة (21) وقد ذكرت جملة التفاسير ورود المصطلح في سورة الشعراء في قوله تعالى : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلــت أعناقهم لها خاضعين " والآية هي معجزة الخسف التي هي علامة ظهور المهدي عليه السلام . ولهذا فإن الصدام الحتمي بين حالة المحجة البيضاء وهو جوهر النبوة والعترة النبوية بات محسوما وشيكا في مواجهة كل أعداء آل البيت عليهم السلام . وكل المكذبين من أعوان العداوة لبيت النبوة المطهرين .ز " سحقا سحقا لقد بدلوا بعدك " وهذه هي التهمة الواضحة في السماء والأرض لكل المرتدين على أعقابهم ..

ذكر القرطبي في تفسير الآية قال : " قتادة : المعنى لو شاء لأنزل آية يذلون بها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية .

قال ابن عباس : نزلت فينا وفي بني أمية ستكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم " قال:

" يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا،

- ا48 - إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "

يأمر الله تعالى أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ومتهددا لهم إن لم يفعلوا بقوله :

{ ومن قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها } قال بعضهم : معناه من قبل أن نطمس وجوها فطمسها هو ردها إلى الأدبار وجعل أبصارهم من ورائهم ويحتمل أن يكون المراد من قبل أن نطمس وجوها فلا نبقي لها سمعا ولا بصرا ولا أنفا ومع ذلك نردها إلى ناحية الأدبار وقال ابن عباس : طمسها أن تعمى { فنردها على أدبارها } يقول : نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ونجعل لأحدهم عينين من قفاه وهذا أبلغ في العقوبة والنكال وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبيل الضلالة يهرعون ويمشون القهقرى على أدبارهم وهذا كما قال بعضهم في قوله : { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلا الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا } الآية : أي هذا مثل سوء ضربه الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى قال مجاهد : { من قبل أن نطمس وجوها } يقول :عن صراط الحق { فنردها على أدبارها } أي في الضلال قال السدي : { فنردها على أدبارها } فنمنعها عن الحق قال : نرجعها كفارا ونردهم قردة " (22) والباطل الذي يرده الله تعالى عن الحق هم الغربيون الذين يعدون للسفياني جيشا طاغيا لقتال خليفة الله المهدي عليه السلام .

وقوله رحمه الله فــي التفسير :

" رجوعهم عن المحجة البيضاء " فيها تبيان واضح أن " المحجة البيضــــاء "في آخــــر الزمان هو خليفة الله المهدي عليه السلام سليل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. وأن السفياني الأموي هو عــدو الدين المخسوف به الأرض !! وجيشه هو المعروف في التفسير والتاريخ " بجيش الخســــــف " . والملفت للنظر أن أغلب كتب التفسير لم تكن واضحة في تبيان الموضوع . وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك و من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي و عليكم بالطاعة و إن كان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذة "

(23) فقد بينتها الدراسة بما لا يدع مجالا للشك أنه أمير المؤمنـــين عليه السلام بوجــــه خاص و أهل البيت عليهم السلام بشكل عام . وقد ذكر أبو نعيم رحمه الله في الحلية : " عن حذيــــفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء رواه إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيـد بن يثيع عــن علي رضي الله تعالى عنه " (24) ومعنى الحمل هو الدفع بالقوة العسكرية .. وقد وردت هذه المفردات الحديثية في قوله صلى الله عليه وآله : " عن عبد الرحمن بن بشير قال كنا جلوسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ قال ليضربنكم رجل على تأويل القران كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن صاحب النعل قال فانطلقنا فإذا علي يخصف نعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجرة عائشة فبشرناه "

(25) `

وفي رواية أخرى : " إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه هذا خاصف النعل وفي يد علي نعل يخصفها "

(26) ..

وفيه التدليل على أن أهل العداوة من الضالين عن وجهة النبوة في الثقلين والعترة قد كتب الله عليهم القتل في الأرض والسحق في السماء ولن ينالوا الشفاعة بعداوتهم لآل البيت عليهم صلوات الله وسلامه وسيكونوا عرضة لإنتقام المهدي عليه السلام ، وعلى جماهير المسلمين إذا أرادوا الفوز العظيم أن ينحازوا لمشروع الطهر المقدس والمحجة البيضاء المطهرة .

وقد أشار صاحب كنز العمال للحديث النبوي : " إن تستخلفـــوا أبا بكر تجدوه قويا في أمـــــر الله ضعيفا في بدنه وإن تستخلفوا عمر تجدوه قويا في أمر الله قويا في بدنه وإن تستخلفوا عليا ومـــا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء " (27)

الحجة والمحجة هي المرجع في الهداية والرشاد والطهارة ، فأمير المؤمنين هو إمام السنة و أهل السنة بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهو المحجة البيضاء وبمقام الكعبة المستورة التي تؤتى ولا تأتي كما في الحديث النبوي : " يا علي أنت بمنزلة الكعبة " وكل هذه السمات موجودة في أمـــــير المؤمنين عليه السلام وأنصاره..

وقد عرّف صاحب لسان العرب " المحجة البيضاء": بصاحب الدليل فقال: " من عنده أَدلَّة هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا فيَدُلُّونَ عليه الناس يعني يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة ودَلَلْت بهذا الطريق عرفته ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة وأَدْلَلت بالـطريق إِدْلالاً والدَّلِيلة المَحَجَّة البيضاء وهي الدلو وقوله تعالى ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً قيل معنــــــاه تَنْقُصه قليلاً والدَّلاَّل الذي يجمع بين البَيِّعَيْن والاسم الدَّلالة والدِّلالة ما جعلته للدَّليل أَو الدَّلاَّل " (28) والدليل الوريث للدين وهو المهدي الموعود عليه السلام هو الذي يجتث شجرة المفسدين في الأرض : "

" نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ونجعل لأحدهم عينين من قفاه وهذا أبلغ في العقوبة والنكال وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبيل الضلالة يهرعون ويمشون القهقرى على أدبارهم وهذا كما قال بعضهم في قوله : { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلا الأذقان فهم مقمحون" (29)

عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء " (30)

الدَّلِيلَةُ : المَحَجَّةُ البَيضاء فانظُر ذلك"

ومما يُسْتَدرَك عليه : الدَّلِيلُ : ما يُستَدَلُّ به وأيضاً : الدَّالُّ وقيل : هو المُرشِدُ وما به الإرشادُ الجمع " (31)

" وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة ( ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) ذلك ومما يُسْتَدرَك عليه : الدَّلِيلُ : وأيضاً : الدَّالُّ وقيل : هو المُرشِدُ وما به الإرشاد الجامع" .

" ومن يملك العلم والدليل يكون واقفا مع الحق والنبوة ومن يرفضها يكون نقيضا للحق الإلهي . قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " علي مع الحق والحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " (32)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " (33) وانظر إلى آخر حديث المحجة: « لا يزيغ عنها إلاّ هالك» وآخر حديث السفينة: « ومن تخلف عنها هلك »، فكلمتي « هالك » و« هلك » في الحديثين تبيّنان المقصود بالمحجة البيضاء، وهي ركوب سفينة آل البيت (عليهم السلام).

والنجاة بهديهم من مهلكة الضلالة، فمن لم يسر على المحجة البيضاء هالك كما أنّ من عدل عن سفينة آل محمّد هلك ! والرواية التالية تلقي مزيداً من الضوء على المحجة البيضاء: عن جابر قال: خط لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطاً فقال: « هذا سبيل » ثم خط خططاً فقال: « هذه سبل الشيطان فما منها سبيل إلاّ عليها شيطان يدعو الناس إليه، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله عزّ وجلّ فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي، ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) »). أنّه قال: «تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك» . ونفهم من هذا النص أنّ المحجة البيضاء كانت موجودة بالفعل وقت قول النبي (صلى الله عليه وآله) لهذا النص، ولم تدلل النصوص بالقطع أن المراد من المحجة والدليل غير باب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وذلك لأن جملة الأدلة التي استوعبها مبحثنا تؤكد بجلاء أن المفرد الحديثي في الوصية بالقرآن لم يلازم سوى العترة المطهرة و أن قوله صلوات الله وسلامه عليه : " تركت فيكم .." لم تلازم في أحاديث النبوة سوى السنة والعترة " كتاب الله و وسنتي " " كتاب الله وعترتي " . والمحجة البيضاء التي تركهم (صلى الله عليه وآله) عليها هي إتِّباع آل البيت (عليهم السلام) وأخذ الإسلام منهم، لأنّهم أعرف من غيرهم بالكتاب والسنة. ولو دققنا النظر في قول النبي (صلى الله عليه وآله): « تركتكم على المحجة البيضاء... وقوله: « تركت فيكم... كتاب الله وعترتي » تتضح ملاحظة التوافق بينهما، وأن حديث الثقلين يبيّن المقصود بالمحجة البيضاء، ففي كلا الحديثين يقول النبي (صلى الله عليه وآله): « تركت... ». ويستحيل أن يترك النبي (صلى الله عليه وآله) الناس على طريقين مختلفين، فالمحجة البيضاء هي إتّباع الكتاب والعترة !

وانظر إلى آخر حديث المحجة: « لا يزيغ عنها إلاّ هالك» وآخر حديث السفينة: « ومن تخلف عنها هلك »، فكلمتي « هالك » و« هلك » في الحديثين تبيّنان المقصود بالمحجة البيضاء، وهي ركوب سفينة آل البيت (عليهم السلام)والنجاة بهديهم من مهلكة الضلالة ، فمن لم يسر على المحجة البيضاء هالك كما أنّ من عدل عن سفينة آل محمّد هلك ! " وأحاديث السفينة وهي محجة الخلاص وبوابة النجاة وخيار أمان الأمة فهي قد وردت في عشرات المراجع سنفرد لها بمشيئة الله مبحثا خاصا بعنوان مصطلح السفينة في القرآن .

والرواية التالية تلقي مزيداً من الضوء على المحجة البيضاء:

عن جابر قال: خط لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطاً فقال: « هذا سبيل » ثم خط خططاً فقال: « هذه سبل الشيطان فما منها سبيل إلاّ عليها شيطان يدعو الناس إليه، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله عزّ وجلّ فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي، ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) »(34).

**********************************************

المراجــــــــع :

(1) تاريخ دمشق : المصدر السابق ص 192 رقم 238

(2) تاريخ الطبري المجلد 1/ 542- 543 (مفصلا..) = كنز العمال ج13/ 114 رقم 36419 ،

(3) سورة الرعد ألآية / 7

(4) تاريخ دمشق : ج42 / 359 ، ص 160 رقم 8952 = نور الأبصار للشبلنجي ص78 = كنز العمال : ج11 / 931 رقم الحديث 33012 = ينابيع المودة ج1/98 ( الباب 26 ) = لسان الميزان لإبن حجر العسقلاني الشافعي ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت ط1 / 1406 ــ1986

(5) السيوطي : تاريخ الخلفاء ص135

(6) ينابع المودة : ج1/ 71

" أنا مدينة الجنة " الحديث : تاريخ دمشق : ج42 /378

(7) ابن المغازلي الشافعي : المنا قب ص 117 رقم 112 ، ص 117 رقم 123= تفسير نور الثقلين ج1/178 رقم 634

(8) كتابنا : القرآن – آل ا لبيت : أسباب النزول " تحت الطبع "قوله تعالى : أتوا البيوت من أبوابها "

(9) سورة الأحزاب : الآية : 33

(10) ميزان الإعتدال : رقم 5649 ط عيسى الحلبي

(11) ميزان الإعتدال نفس المصدر رقم 8596

(12) السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 136 ط دار الكتب العلمية بيروت

(13) ابن المغازلي : مناقب أ مير المؤمنين علي عليه السلام ص 133 رقم 149 = تاريخ دمشق ج42 /356 رقم 8948 =

(14) ينابيع المودة ج2/ 7 رواه الديلمي

(11) ميزان الإعتدال نفس المصدر رقم 8596

(16) مسند أحمد بن حنبل ج1/108 رقم 859 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة = المستدرك على شرط الصحيحين ج3/74/ رقم 4435 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت = كنز العمال ج11 /915 رقم الحديث 32966 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت 1989

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 = المعجم الأوسط ج2/341 الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415

(16) تاريخ دمشق ج42 /419 ،421 ،= ج11/ 48 رقم 9012 ، ، 9015 = تاريخ بغداد ج11/48 رقم 5728

(17) تفسير ابن كثير ج1/675 قوله تعالى : " من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها

(18) صحيح البخاري: ج6/2587 رقم 6643 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت :الطبعة الثالثة ، 1407 - 19

(19)مسند أحمد بن حنبل ج3/28 رقم 11236 الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة يراجع : مسند أحمد رقم الحديث 11220 ، ج1/ 453 ، ج3/28 ، ج5/48= صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي بيروت : كتاب الفضائل : باب : إثبات حوض نبينا ج4/1800 ح 40 باب قول النبي صلى الله عليه وآله " سترون بعدي أمور تنكرونها " الحوض ــ المجلد 13/ 5ــ7 " = (19) نفس المصدر ج3/1222 رقم 3171 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت

الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987

(20) = التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ج1/594 ، 595 أخرجه الحاكم في المستدرك ج3/147 رقم 4662 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990

(21) تفسير ابن كثير ج1/ 675 تفسير قوله تعالى : " من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها "

(22) كتابنا : المهدي – النزول – الخروج – تحرير القدس : " الخسف بجيش السفياني

(23)المستدرك على شرط الصحيحين ولم يخرجاه : ج1/175 رقم 331 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990

(24) حلية الأولياء ج1/64 المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت

25) تاريخ دمشق ج42/455 رقم 0 904

(26) المصدر السابق ج42/ 455 رقم 9039 ، 9038

(27) كنز العمال ج11 /951 رقم 33072

(28) ابن منظور : لسان العرب ــ دار صادر بيروت ج11/ 247 باب " دلل "

(29) مختصر ابن كثير ج1/293

(30) حلية الأولياء ج1/64 ط دار الكتاب العربي بيروت ط4/ 1405

(31) تاج العروس : ج1/: 7066

(32) تاريخ بغداد ج14 / 322 رقم 320 = تاريخ دمشق ج42 / 449 رقم الحديث 9025

(33) تاريخ بغداد ج1/150 = مجمع الزوائد ج9/168 رقم 14972 = ينابيع المودة ج2/ 9 ــ ط طبعة الأعلمي بيروت " = المستدرك :ج3/ 134 رقم 4628 الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 = الطبراني : المعجم الأوسط ج5/135 رقم 4880الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 = المعجم الصغير ج2/28 رقم 720 الناشر : المكتب الإسلامي , دار عمار - بيروت , عمان

الطبعة الأولى ، 1405 - 1985

لمصنف ابن أبي شيبة ج6/372 / رقم 32115 = الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي : ج2/ ــ 438 ا لناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت

الطبعة الأولى ، 1997 = السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 137

(34) قال أحمد سعد حمدان: رواه أحمد 1 / 87، « الفتح الرباني »، والمروزي في « السنة » 6، ورواه ابن ماجة موجزاً وابن أبي عاصم في « السنة » موجزاً ـ 16، وصحّح الألباني هذا الحديث، فراجع « شرح أصول اعتقاد أهل السنة » لأبي القاسم الطبري، تحقيق أحمد سعد حمدان : مقال بعنوان : إعلان مرجعية آل البيت (عليهم السلام) : مروان خليفات : انترنت

///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

وصلى الله علي محمد وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

______________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق