خليفة الله المهدي ومشروع الخلافة المقبلة
1ـ المدخل في عناوين البحث
2 ــ الخلافة مشروع البداية والنهاية :
3 ــ الخلافة الإلهية في العترة النبوية :
4 ــ خليفة الله المهدي قائد عصر الظهور :
5 ــ المهدي هو خليفة الله عليه السلام :
6 ــ المهدي عليه السلام قائد الغربـــاء
7 ـ المهدي قائد الطائفة المنصورة :
8 ــ المهدي الختم الإلهي للنبوة
9 ـ دلائل ختم النبوة بالمهدي :
10 ـ القدس عاصمة خلافة المهدي عليه السلام
11 ـ المهدي عليه السلام أمر الساعة:
12 ـ المهدي عليه السلام قائد وعد الآخرة :
13 ـ الخلافة وأهل البيت عليم السلام في آخر الزمان :
14 ـ المهدي قائد العدل والقسط الإلهي :
15 ـ المهدي في مواجهة العلماء والحكام المفسدين :
16 ـ المهدي في مواجهة فقهاء البلاط الخونة :
17 ــ سيرته في مواجهة المخالفين :
18 ـ تحرير القدس طريق خلافة المهدي :
19 ـ المهدي الموعود رمز وحدة الأمة :
20 ـ الابتلاء بآل البيت عليهم السلام :
21 ـ انتظار المهدي عليه السلام هو فرج الأمة :
22 ــ جيل المهدي المقاوم والتهيئة للمشروع الإلهي :
خليفة الله المهدي ومشروع الخلافة المقبلة
1 ـ المدخــل :
لقد جعل الله تعالى سر قرآنه في فاتحة الكتاب وجعل سبحانه سر الفاتحة في البسملة المعظمة ، وجعل في ثنايا البسملة سره المقدس في النبوة المطهرة وجعل سر النبوة في العترة المطهرة .. وجعل الخلافة وبوابة العلم والدين متلازمة وجدلية مع العترة .. فسلك السالكون مدارجهم فكانت الخلافة وجهة الأمة والوحدة ومشروع الجهاد والثورة والنهضة .. قال النبي صلى الله علية وآله وسلم : [ أنا مدينة العلم وعلي بابها ..] فجعل الله تعالى ورسوله امتداد النبوة في العترة المطهرة وجعل الصحابة سوار الدين وحماة المنتجبين عبر التاريخ ، فكانت خلافة الله مشروع الأمة الناهض من قلب تاريخ النبوة الي نهاية التاريخ بالعترة .. وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم : في قوله [ بنا بدء الدين وبمهدينا يختم ] ... البداية بالنور الإلهي والخاتمة في سيادة النور و بالقسط والعدل الإلهي ، وهذا معنى الإستعلاء النوراني في العالمين .. فكانت الخلافة مشروع الأمة الصاعدة والأمل الحضاري المقبل عبر كل التواريخ ..
2 ـ الخلافة مشروع البداية والنهاية :
ان طرح قضية الخلافة الإلهية لهو من الأهمية المعاصرة أمام حالة الإنهيار الحادثة في واقع أمتنا الثورية المجاهدة ، وهو عمادها وقاعدتها الصلبة ولهذا جعلها الله تعالى وعدا إلهيا متواصلا لنبيه واضحة المعالم .. فجعل النبي أساسها وعمادها وقوة نورها وصلابتها في عترته المطهرين .. فكانوا بمقام القرآن النوراني المشتعل بوقود العدل ونور العلم الإلهي .. فقال تعالى عن هذا التوحد الرباني بين القرآن والعترة وجعله بوحي العلي القدير قرين القرآن والمتلازم معه حتى يوم القيامة والمحشر العظيم .. صرخة موحدة يوم الحساب التالي على لسان النبي الأعظم r : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } الفرقان30
وقال تعالى فيهما في الواقعة {فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } الواقعة : 78 ـ 79
3ــ الخلافة الإلهية في العترة النبوية :
النبوة العظمى هي القاعدة الأولى للخلافة الإلهية وهي بمقام الجبل الأشم في واقع يستلهم الرشاد الإلهي نحو الرفعة والمقام الإستخلافي الممتد عبر المنبع الرباني القويم وهو بحر الرسالة الكونية المعظمة التي نبعت منها كل التصورات الهادفة نحو العلو الإلهي الخاتم قال تعالى : {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }النحل15 .. والرواسي هم الضمانة لحفظ الأرض من الإنهيار القيمي والأخلاقي ،وهم في التأويل الأنبياء والأئمة عليهم السلام أجمعين .. وبذا ربط النبي الأعظم صلى الله عليه وآله البدايات بالنهايات وهو قوله صلى الله عليه وآله [ بي بدئ الدين وبي يختم ] وهو مفهوم غيبي له مدلوله كما في مبحثنا .. وبين البدء والختم النبوي جعل الله تعالى السادة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم ضمانة التواصل الإلهي النبوي فحددهم النبي r : بعترته وجعلهم بمقام الثقلين في دولته وخلافته . وقبيل رحيل النبي الأعظم صلى الله علية وآله وسلم قال:
[ روى زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ، وذكر ، ثم قال : [ أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ] (1) : رواه صحيح مسلم
[ فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وإن الله مولاي ، وأنا ولي المؤمنين ] . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنهما ، فقال : [ من كنت وليه فعلي وليه ] . فقال : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما كان في الركاب إلا قد سمعه بأذنيه ورآه بعينيه . قال الأعمش : فحدثنا عطية ، عن أبي سعيد ، بمثل ذلك . ] وفي الحديث بيان مقام قاعدة الخلافة الإلهية الراشدة (2) .. وهم الثقلين لا ثالث لهما في ميزان النبوة .. وهم العترة والقرآن تمتد منهما الجبال الرواسي وهم أئمة العترة المطهرين الإثنى عشر من قريش
وفيهم قال صلى الله عليه وآله في بيان خلافة الأمة : [ اخلفوني في أهل بيتي ] . (3)
وعَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْلُفُونِي فِي أَهْلِ ] (4)
وعن سعيد بن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسالك عنه ، قال : لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فسلني ولا تهبني، فقلت قول رسول الله r لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك ، قال: قال : أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟فأدبر عليا مسرعا كأني انظر إلى غبار قدميه يسطع" ذكره : ابن سعد : الطبقات الكبرى – المجلد الثالث : ص16 وعن زيد بن أبي أوفى قال : [ دخلت على رسول الله r في مسجده وعن زيد بن أبي أوفى قال : [ دخلت على رسول الله r في مسجده فقال : " أين فلان ابن فلان " فجعل ينظر في وجوه أصحابه – فذكر الحديث ــ المؤاخاة ــ وفيه : فقال علي : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك ما فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة .. فقال رسول الله r : " والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي ] قال : وما أرثك منه يا رسول الله ؟ قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال [ كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ] ثم تلا رسول الله r قوله تعالى { أخوانا على سرر متقابلين } : المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ] [ يا علي أنا منك وأنت مني وأنت أخي ووارثي وصاحبي ] (5) .
وهكذا قرن النبي الأعظم r الأخوة بالولاية فكانت الخلافة بالعترة النبوية واضحة جلية فكان أمير المؤمنين عليه السلام هو الذات للذات ومن الذات لرسول الله صلى الله عليه وآله ..: [ وقوله صلى الله عليه وسلم علي كنفسي ] وقال : [ وقال لعلي أنت مني وأنا منك ] (6) .
[ فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ، ثم أوغل غدوة أو روحة . ، ثم نزل ثم هجر ثم قال : [ أيها الناس ، إني لكم فرط ، وإني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض .. ، والذي نفسي بيده ، لتقيمن الصلاة ، ولتؤتون الزكاة ، أو لأبعثن عليكم رجلا مني ، أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتليهم ، وليسبين ذراريهم [ قال : فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي فقال : هذا هذا ]
وقال صلوات الله وسلامه عليه في أكثر من مقام لإبراز مقام خلافة أهل البيت عليهم السلام :
.. [ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له أطيعوا ] (7)
ـ وفي قوله تعالى : { وأنذر عشيرتك الأقربين } الشعراء/آية 214
جاء في كتب السير والتفسير والتاريخ في سبب نزول هذه الآية أمرا واحدا موحدا: أن رسول الله r دعا بني عبد المطلب وأولم لهم ثم توجه قائلا : [ يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ] (8)
فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال علي u أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ r برقبته ثم قال : [ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ] (9) وهذه الوصية هي الأساس في دولة المهدي عليه السلام ختام المسك في دولة العدل والخلافة الإلهية القادمة ..
.. أخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله r : [ إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عز وجل حبل الله الممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ] .. وذكر مجموعة من الأحاديث تؤكد التفسير للآية بأنها مشمولة بكتاب الله وعترة نبيه r (10)
ولهذا جعل الله تعالى العترة بمقام القرآن وجعلها في القرآن الركن الآخر للثقلين والوجه الآخر لخلافة الله المتواصلة .. [ وفي تفسير قوله تعالى : [ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ] (32) : أي الجن والإنس، سميا ثقلين لأنهما ثقل على الأرض أحياء وأمواتًا، قال الله تعالى : " وأخرجت الأرض أثقالها " الزلزلة: 2 ) وقال بعض أهل المعاني : كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" فجعلهما ثقلين إعظامًا لقدرهما. ] .. (11)
[عنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ] (12)
[عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم " الخليفتين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ] . (13)
4 ـ خليفة الله المهدي قائد عصر الظهور :
وفي العنوان أدلة قرآنية وحديثيه تحدد خليفة الله الشرعي والذي لا يجوز عصيانه وتجاوز التوحد معه في مواجهة الأعداء والظالمين نحو خلافة الله العادلة ، وإذا كانت الخلافة الإلهية واجبا شرعيا مفروضا فإن عرفان الخليفة هو الأصل في المشروع والاستخلاف .. لأن عليه مناط ارتكاز المشروع الإلهي وببيعته تتم الصالحات :
[ عن ..ابن عباس في بعض الروايات ودليل هذا القول قوله سبحانه : { وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ } إلى قوله : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأرض } [ النور : 55 ] وقوله تعالى : [ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ استعينوا بالله واصبروا إِنَّ الأرض للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ] [ الأعراف : 128 ] . وثالثها : هي الأرض المقدسة يرثها الصالحون ، ودليله قوله تعالى : [ وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مشارق الأرض ومغاربها التى بَارَكْنَا فِيهَا ] [ الأعراف : 137 ] ثم بالآخرة يورثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام . ] .. (14)
وعند نزول عيسى عليه السلام كما في المصدر هو زمان دولة العدل الإلهي بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام . ومفهوم الظهور الخاتم كما في المصطلح القرآني هو ظهور خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام وهو قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) } والمعنى المشار في [ هو ] اسم إشارة على غرار قوله تعالى : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 محدد معناه في المهدي الموعود سليل النبوة عليه السلام .. والصراط المستقيم هو صراط الهدي الإلهي في النبي r وعترته المطهرين عليهم السلام . [ .. إِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمْ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ ] .. (15)
[ وإن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق ] : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ــ وشاهده حديث حذيفة بن اليمان : (16)
والمهدي كما أشرنا هو مشروع البدايات والنهايات وهو ختم النبوة في آخر الزمان : [ بنا بدئ الدين وبنا يختم ]
وهو الرابط بين مشروع الهداية والعترة النبوية المطهرة وبأنهم عنوان الصراط المستقيم . وهم الظاهرون على الدين كله في آخر الزمان .
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : الله الذي يأبى إلا إتمام دينه ولو كره ذلك جاحدوه ومنكروه [ الذي أرسل رسوله ] ، محمدًا صلى الله عليه وسلم [ بالهدى ] ، يعني : ببيان فرائض الله على خلقه ، وجميع اللازم لهم وبدين الحق ، وهو الإسلام [ ليظهره على الدين كله ] ، يقول: ليعلي الإسلام على الملل كلها [ ولو كره المشركون ] بالله ظهورَه عليها . ] (17)
ــ [حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال، حدثنا شقيق قال، حدثني ثابت الحدّاد أبو المقدام، عن شيخ، عن أبي هريرة في قوله : [ ليظهره على الدين كله ] ، قال : حين خروج عيسى ابن مريم .
- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن فضيل بن مرزوق قال، حدثني من سمع أبا جعفر: [ ليظهره على الدين كله ] ، قال : إذا خرج عيسى عليه السلام ، اتبعه أهل كل دين . ] (18)
[هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ] هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والهدى التوحيد ، أو القرآن ، أو بيان الفرائض أقوال ثلاثة . ودين الحق : الإسلام [ إن الدين عند الله الإسلام ] والظاهر أن الضمير في ليظهره عائد على الرسول لأنه المحدّث عنه ] (19)
ـ والنبي صلى الله عليه وآله هو كما في الحديث أبو العترة المطهرة وهو ينوب عنهم وينوبون عنه وهم منه r كنفسه ــ [ ودين الحق ] لاشتماله على أمور تظهر لكل أحد كونه موصوفاً بالصواب ومطابقاً للحكمة ومؤدياً إلى صلاح الدنيا والآخرة . ثم بيّن غاية أمره وتمام حكمه فقال [ ليظهره على الدين كله ] أي ليجعل الرسول أو دين الحق غالباً على أهل الأديان كلهم أو على كل دين . عن أبي هريرة أنه قال هذا وعد من الله بأن يجعل الإسلام ظاهراً على جميع الأديان . وتمام هذا إنما يظهر عند خروج المهدي ونزول عيسى وقال السدي : ذلك عند خروج المهدي عليه السلام لا يبقى أحد إلا دخل الإسلام وأدّى الخراج . قلت : قد دخل في عصرنا من الملوك الكفرة ومن أشياعهم في الإسلام ما لا يعدّ ولا يحصى ، وازدياد ذلك كل يوم دليل ظاهر على أن الكل سيدخلون في الإسلام . وقد جاء في الحديث : [ زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها ] وقيل : ليظهر الإسلام على غيره في جزيرة العرب . وهذا تخصيص أوجبه ضيق العطن . وقيل : ليظهر الرسول على جميع شرائط الدين حتى لا يخفى عليه شيء من مدارك الأحكام .] (20)
[ بالهدى ] أي بالفرقان . [ ودين الحق ليظهره على الدين كله ] أي بالحجة والبراهين .
وقد أظهره على شرائع الدين حتى لا يخفى عليه شئ منها ، عن ابن عباس وغيره .
وقيل: [ ليظهره ] أي ليظهر الدين دين الإسلام على كل دين . قال أبو هريرة والضحاك : هذا عند نزول عيسى عليه السلام . وقال السدي : ذاك عند خروج المهدي ، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدى الجزية .] (21)
[ قال السدي : ذلك عند خروج المهدي ، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدى الخراج .] (22)
وفي جملة الأحاديث تبيان قوة التوجه نحو الولاية الإلهية والثابتة بمحوريتها في العترة المطهرة وتجعل الظهور المرتقب هو لخليفة الله المهدي عليه السلام بلا شريك ولا منازع والذي أمر الرسول ببيعته ولو حبوا على الثلج .. وهو قوله تعالى : [ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ] هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي : استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى ، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي ، كما قال تعالى : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [هود : 121 ، 122] قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : ناحيتكم ـ وفي وجهتنا ناحيتكم يعني النبي وأهل البيت فهم الهداة المهديين ــ [ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ] قال الله تعالى: [ كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ] [ المجادلة : 20 ] ، وقال { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [ غافر : 51 ، 52 ] ، وقال تعالى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء : 105] ، وقال تعالى إخبارًا عن رسله : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } [ إبراهيم : 13، 14] ، وقال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } الآية [ النور : 55 ] ، وقد فعل الله [تعالى] ذلك بهذه الأمة، وله الحمد والمنة أولا وآخرًا، باطنًا وظاهرًا ] (23)
[ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ] قال مجاهد: يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. (24)
[ وأخرج مسلم . وأبو داود . والترمذي . عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ] وهذا وعد منه تعالى بإظهار الدين وإعزاز أهله واستيلائهم على أكثر المعمورة التي يكثر تردد المسافرين إليها وإلا فمن الأرض ما لم يطأها المؤمنون كالأرض الشهيرة بالدنيا الجديدة وبالهند الغربي ، وإن قلنا بأن جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيام المهدي رضي الله تعالى عنه ونزول عيسى عليه السلام ] (25)
5 ـ المهدي هو خليفة الله عليه السلام
[وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : [ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه ، فقلت : ما تزال ترى في وجهك شيئاً نكرهه فقال : [ إنا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يُعْطونَهُ فيقاتلون فَيُنْصَرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأوها قسطاً كما ملأوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ] .
وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم ذكر شيئاً لا أحفظه ، قال : فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حَبْواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي] (26)
[إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي ] : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين] (27)
[ وفي رواية ابن عبدان ، ثم تجيء الرايات السود فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ، ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ، فإنه خليفة الله المهدي ] ومثله : .. أخبرنا عبد الرزاق ، فذكره بإسناده ومعناه وقال :
[ فإذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي. تفرد به عبد الرزاق ، عن الثوري] (28)
وهو من رواية أُم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : [ المهدي حق وهو من ولد فاطمة ] (29)
وقد أخرج نعيم بن حماد بسنده عن علي عليه السلام انه قال : [ المهدي رجل منّا من ولد فاطمة ] (30)
[ إنَّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخُلُق ، ولا يشبهه في الخَلْق ] (31)
[ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ ] (32)
[ أربعة : مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمروذ وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى : [ ليظهره على الدين كله ] [ التوبة: 33 ] وهو المهدي ] (33)
[ وهو المعنى بقوله تعالى : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض } [ النور : 55 ] وقال : [ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأرض ] [ النمل : 62 ] فإذا عرفت هذا عرفت أن العالم بأسره مشحون بالأنوار الظاهرة البصرية والباطنية العقلية ، ثم عرفت أن السفلية فائضة بعضها من بعض فيضان النور من السراج فإن السراج هو الروح النبوي ، ثم إن الأنوار النبوية القدسية مقتبسة من الأرواح العلوية اقتباس السراج من النور ، وأن العلويات مقتبسة بعضها من بعض وأن بينها ترتيباً في المقامات ، ثم ترتقي جملتها إلى نور الأنوار ومعدنها ومنبعها الأول ، وأن ذلك هو الله وحده لا شريك له ، فإذن الكل نوره فلهذا قال : [ الله نُورُ السموات والأرض] . (_34)
[ واجعل لي مِن لَّدُنْكَ سلطانا نَّصِيرًا ] حجة تنصرني على من خالفني أو ملكاً ينصر الإِسلام على الكفر ، فاستجاب له بقوله : [ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون ] [ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ ] [ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرض ] [ وَقُلْ جَاء الحق ] الإسلام [ وَزَهَقَ الباطل ] وذهب وهلك الشرك من زهق روحه إذا خرج . [ إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقًا ] مضمحلاً غير ثابت .. (35)
[وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ] [ القصص5-6 ] ..
[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ] [الأنبياء105 ] .
قال أبو هريرة : [ ليظهره على الدين كله ] بخروج عيسى . وحينئذ لا يبقى كافر إلا أسلم . ] (36)
[ والله مُتِمُّ نُورِهِ ] بإظهاره في الآفاق وإعلائه على غيره . قرأ ابن كثير ، وحمزة ، الكسائي ، وحفص عن عاصم : [ متمّ نوره ] بالإضافة ، والباقون بتنوين [ متمّ ] [ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ] ذلك ، فإنه كائن لا محالة ، والجملة في محل نصب على الحال . قال ابن عطية : واللام في [ ليطفئوا ] لام مؤكدة دخلت على المفعول ؛ لأن التقدير : يريدون أن يطفئوا ، وأكثر ما تلزم هذه اللام المفعول إذا تقدّم ، كقولك : لزيد ضربت ، ولرؤيتك قصدت ، وقيل : هي لام العلة ، والمفعول محذوف ، أي : يريدون إبطال القرآن ، أو دفع الإسلام ، أو هلاك الرسول؛ ليطفئوا ، وقيل : إنها بمعنى أن الناصبة ، وأنها ناصبة بنفسها . قال الفراء : العرب تجعل لام كي في موضع أن في أراد وأمر ، وإليه ذهب الكسائي ، ومثل هذا قوله : { يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ } [ النساء : 26 ] . وجملة : { هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون } مستأنفة مقرّرة لما قبلها ، والهدى : القرآن ، أو المعجزات ، ومعنى { دِينَ الحق } : الملة الحقة ، وهي ملة الإسلام؛ ومعنى { لِيُظْهِرَهُ } : ليجعله ظاهراً على جميع الأديان عالياً عليها غالباً لها ، ولو كره المشركون ذلك ، فإنه كائن لا محالة . قال مجاهد : ذلك إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض دين إلاّ دين الإسلام والدّين مصدر يعبر به عن الأديان المتعدّدة] (37)
6 ــ المهدي عليه السلام قائد الغربـــاء
الغرباء في المصطلح الحديثي هم المستبقون من الصالحين المحمديين وأعوانهم في آخر الزمان والمرهون بهم عملية التحضير لظهور خليفة الله المهدي عليه السلام ومنهم أصحابه الإلهيون [ الأمة المعدودة ] (38)
وهو مصطلح مقارب لمصطلح الأبدال في القرآن والحديث النبوي وسماتهم هم المغيرون والمصلحون في أمة جدهم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم محددون بظهورهم وثباتهم ودورهم التاريخي ، قد استبقاهم العلي القدير في فلسطين تحديدا والشام عموما يأتون لخليفتهم المهدي عند خروجه ويتبعون خطاه في تحرير القس في زمن النهاية وهم قد حددهم النبي الأعظم في أكثر من ممصطلح بالطائفة المنصورة والغرباء والأبدال وخليفة الله المهدي هو خليفتهم وقلتهم قدرية وقد منحهم الله تعالى سره وعلمه وجندهم واستخدمهم لدينه.. ومنحهم كراماته فهم الأشداء الصابرون وهم أول من يبايع خليفة الله المهدي عليه السلام وهو مسند ظهره على جدار الكعبة وحين يلقي بيان ثورته وعدله يكونون جواره ، وهم مادته وقواده .. [..عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ] (39)
[..عن شريح بن عبيد الحضرمي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، ألا إنه لا غربة على من مات في أرض غربة غاب فيه بواكيه ، إلا بكت عليه السماء والأرض ] (40) .. وفي مصادرنا بكت السماء الحسين عليه السلام .. وتبكي اليوم عترته من أهل البيت وأنصارهم في الأرض عليهم السلام أجمعين .. (41 )
فهم المصلحون وإمامهم منهم رجل صالح في القدس يكون .. وفي القدس رجالة الصلحاء الصالحون المرابطون الغرباء في وعيهم وعلمهم وثقافتهم ، يحملون مشروعهم الرباني المقاوم .. بالعلي يستعلون وبثورتهم ينهضون ولإمامهم طائعون لا يضيرهم من خالفهم .. وفي السياق روى أيضا عن [.. كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنْ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي ] قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ (42)
و عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ قَالَ النُّزَّاعُ مِنْ الْقَبَائِلِ] (43)
- والغرباء هم قواد الثورة الإحيائية ونزاع فتيل الخصومة والحروب وهم الموحدون في أمة النبي الأعظم r يهيئون الأمة للوحدة والتعبئة لثورة المهدي خليفة الله الموعود عليه السلام وهم الذين لا يتوقفون عن ذكره ووعد الحق فيه عليه السلام وهم في زماننا الظاهرون ولا يعرف فضلهم إلا قلة من خلق الله تعالى ومعظمهم في الشام يتقدمون بغربتهم نحو تحقيق أهدافهم السامية في تحرير الأرض والإنسان توطئة لظهور إمامهم السيد المهدي المرتقب .. يجيئون في زماننا والردة العربية تسود وجه المنطقة والتاريخ .. شهداء على الناس مستشهدون من أجل رسالتهم المقدسة غرباء في عطائهم الثوري والقتال ضد أعدائهم اليهود وكل الظالمين يقاتلون مقاتل خليفتهم المهدي الموعود عليه السلام على امتداد الساحل الشامي يتقدمون نحو أهدافهم لا يترددون ولا يتراجعون رغم حجم المؤامرة من كل اليهود والمتغربين البوشيين !! [ ..عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُحَازَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ] وروي أيضا : .. عن مجاهد قال : قال رسول الله (ص) : [ إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ] .. (44)
عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ:"الَّذِينَ يُصْلِحُونَ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ ] . (45)
وفي قراءة مجموع الأحاديث نرى محددات هذه الطائفة الصابرة المرجوة والطليعة الريادية المكنوزة وحاملة سر النور الإلهي وأمر خليفتهم المهدي الموعود عليه السلام . وهم كما حددهم النبي الأكرم r حين سأله صحابته رضي الله عنهم .. قال : في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس .
7 ـ المهدي قائد الطائفة المنصورة :
[ قال قتادة في قوله : { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } قال: خصومة عَلَّمها الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يخاصمون بها أهل الضلالة. قال قتادة : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله ] .
قلت: هذا الحديث مُخَرَّج في الصحيح .عن عبد الله بن عمرو .] (46)
وأمر الله هو خليفة الله المهدي الموعود والمخلص للأمم من الظالمين [قَالَ النُّعْمَانُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ :
[ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ لا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ , قَالَ النُّعْمَانُ: فِيمَنْ قَالَ إِنِّي أَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ ؟ فَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: [ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكَمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . ] (47)
وهي حقا الطائفة المنصورة والتي استعلى الباري عز وجل بها في الأرض وجعلها فوق الذين كفروا من اليهود والأمريكان وعملائهم .. فهم ينوبون عن خليفتهم في غيبته وحتى ظهوره عليه السلام . في الشام يستعلون وفي بيت المقدس يشتعلون ويقاتلون ويقتلون .. وينتصرون ..
[ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ] (48)
[عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ] . (49)
[ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، قَالَ: [ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ يَغْزُوهُمْ، قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمَرُ اللَّهِ ، وَهُمْ كَذَلِكَ ] ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : [ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ . ] (50)
[عن أبي أمامة الباهلي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، إلا ما أصابهم من لأواء ، فهم كالإناء بين الأكلة ، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ] . قالوا : يا رسول الله ، وأين هم ؟ قال : [ ببيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس ] (51)
وهكذا يحدد السياق النبوي الشريف أن مقام هذه الطليعة الصابرة المرجوة والمخبأة في علم الله الأزلي لحين ظهور إمامهم الصالح ليجاهدوا معه الكافرين وكل الظالمين بإتجاه إقامة العدل ودولة القسط الإلهية وفلسطين وبيت المقدس هي ختام العواصم و مقام دار خلافة المهدي عليه السلام .. كما هو موضح في سياق مبحثنا . وعلى أنصار المهدي الربانيين الذين اكتنزهم الله العلي في الأرض المقدسة أن يعلنوا انحيازهم ومشروعهم الثوري الروحاني في قلب الأرض المقدسة فإنهم ذخر الله في الأرض ووقود ثورة الله في بلاد المجد القدس ..
8 ــ المهدي الختم الإلهي للنبوة :
: النبي محمد r هو المسك الأعظم وحامله لجيل الحقيقة المحمدية هو خليفة الله المهدي u المنغرس في قلب الشام وخراسان ومكة ـ وحدة التاريخ ــ وهو إمام العالمين والصالحين " أبو صالح " u يحمل مشروع الإصلاح والثورة .. أبو عبد الله : يقدم أنموذج العبودية الخالصة لله .. القاسم الفاصل بين الحق والباطل على خطى جده .. قادم في أظهرنا ليقيم العدل والدين وخلافة الله وختم النبوة .. هذه هي مفاتيح النور تنطق بالحق عبر كل التواريخ ، من أفــواه الأئمة النورانيين بقدومه u
.. وإن هذه الأنوار الإلهية الأزلية المحمدية لا يحملها سوى المهدي خليفة الله المستعلي u ليزيدها توهجا ونوراً وصعودا.. وها هم حجج الله وبوابات النور يدخلون اليوم في أرض القدس مبكرا.. نقولها بلا حدود وبلا حرج! يرسمون لخليفة الرب الأعظم طريقا من قلب الأرض المقدسة إلى مكة النورانية ، ويحققون لجدهم الوعد الصادق ... {إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب} ..
وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي u كلمة الرب الأعظم {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين .. وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل .. يقول r : [ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ] وقال r : [ بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ] وقال r : [ المهدي منا ، يختم بنا الدين كما فتح ] (52)
.. فالمهدي u هو بضعة النور النبوية المدخرة لخلاص العالمين والخاتمة لدين النبي محمد في بوتقة العدل وهو المخلص للأمم من الفتن.. وهو قوله r : [ لا بل منا يختم الله له الدين ، كما فتح بنا ، وبنا يُنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ] (53)
فهو u محطم الأغلال وقاتل الظلمة ، والمستغلين ، وقاهر المستكبرين ، وهو حديث النبي r لعلي أمير المؤمنين u : [ يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه ، بنا هلك الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق ، حتى إنا لنقتل في الحق مثلما قتل في الباطل ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج عاما ، ثم فوجا عاما ، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيرا ، وأوسعها عدلا وأطولها ملكا ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره ، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي . ]
وفي تلك الأمة الفلول والخيلاء وأنواع المثلات ، ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها .. الحديث ] (54)
والسؤال لأمير المؤمنين u قال : قلت : يا رسول الله .. أمنا المهدي أم من غيرنا ؟ فقال :
[لا بل منا يختم الله بنا الدين كما فتح ، وبنا يُنقذون من الفتنة ، كما أنقذوا من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة ] (55)
كما ألف بين قلوبهم المعصوم لهذا ليزيدها توهجا ونوراً وصعودا.. وها هم حجج الله وبوابات النور يدخلون اليوم في أرض القدس مبكرا.. نقولها بلا حدود وبلا حرج! يرسمون لخليفة الرب الأعظم طريقا من قلب الأرض المقدسة إلى مكة النورانية ، ويحققون لجدهم الوعد الصادق {إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب}
. وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي u كلمة الرب الأعظم وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل ..
9 ـ دلائل ختم النبوة بالمهدي :
يقول r : [ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ] وقال r : [ بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ] (56)
وقال r : [ المهدي منا ، يختم بنا الدين كما فتح ] (57)
[ المهدي منا يختم الدين به كما فتح ] (58)
[ عن أبي معبد قال : قلت له سمعت إبن عباس يذكر في المهدي شيئا ، قال : نعم سمعته يقول : [ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه وقال : بنا بدئ الدين وبنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ] وذكر أيضا قال r : [ إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا لأهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها . يقيم أمر هذه الأمة ، كما فتح الله بنا فأرجو أن يختمه الله بنا ] (59)
قال العباس u : يا رسول الله r : ما لنا في هذا الأمر يا رسول الله r
قال r : - يعني آل البيت – [ لي النبوة ولكم الخلافة ، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم ] (60)
وعن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة :
[ المهدي منا يختم الدين بنا كما فتح بنا ] (61)
[ حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قال : نا محمد بن سفيان الحضرمي قال : ابن لهيعة ، عن أبي زرعة عمرو بن جابر ، عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ قال : [ بل منا ، بنا يختم الله كما بنا فتح ، وبنا يستنقذون من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة ، كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ] قال علي : أمؤمنون أم كافرون ؟ فقال : [ مفتون وكافر ] (62)
[ من أحب أن يبارك له في أجله وأن يمتعه الله بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة ...] (63)
[عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار وقع في العباس كان في الجاهلية [ حم ].
عن ابن عباس قال : قال العباس : يا رسول الله ! ما لنا في هذا الأمر ؟ قال : لي النبوة ولكم الخلافة ، بكم يفتح ] (64) قال النبي r للعباس (ع) : [ فيكم النبوة والمملكة ] (65)
وقال (ص) : [ لكم النبوة والمملكة ] (66)
و قال r: [ الخلافة فيكم والمملكة ] (67)
والعباس عم النبي (ص) هو بمقام أبيه وأبناء النبي r من علي وفاطمة عليهما السلام هم ولده، والنبي وعلي عيهما الصلاة والتسليم هما أبوا هذه الأمة كما جاء في الحديث الصحيح . (68)
وقال r [ ان الله تعالى فتح هذا الأمر ويختمه بولدك ] (69)
ويذكر ابن حجر الهيثمي : [ يختم الله عز وجل به الدين كما فتحه برسول الله (ص) ] – ولا يعارضه ما يأتي في القحطاني وغيره أنه من المنسوبين إليه والختم بالمهدي حقيقة .." يقوم بالدين جمعا ، كما قام الني r في أوله ] (70)
ويؤكده قوله r: [ ان بنا أهل البيت يفتح و يختم ] (71)
.. فالمهدي u هو بضعة النور النبوية المدخرة لخلاص العالمين والخاتمة لدين النبي محمد في بوتقة العدل وهو المخلص للأمم من الفتن.. وهو قوله r
: [ لا ، بل منا يختم الله له الدين، كما أفتتح بنا، وبنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ] (72)
وذكر أبو عمرو الداني بسنده [ لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه [ وقال : [ بنا بدئ هذا الأمر وبنا يختم ] وقال r : [ إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها ، يقيم أمر هذه الأمة كما فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا ] (73)
فهو u محطم الأغلال وقاتل الظلمة، والمستغلين، وقاهر المستكبرين، وهو حديث النبي r لعلي أمير المؤمنين u :
[ يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه، بنا هلك الأوثان ومن يعبدها، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق، حتى إنا لنقتل في الحق مثلما قتل في الباطل، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج عاما، ثم فوجا عاما، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا، وأحلاها جنىً، وأكثرها خيرا، وأوسعها عدلا وأطولها ملكا، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي . وفي تلك الأمة الفلول والخيلاء وأنواع المثلات، ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها .. الحديث ] (74)
والسؤال لأمير المؤمنين u قال: يا رسول الله .. أمنا المهدي أم من غيرنا ؟ فقال: [ لا بل منا يختم الله بنا الدين كما فتح، وبنا يُنقذون من الفتنة، كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم ) والسؤال لأمير المؤمنين u قال : قلت: يا رسول الله .. أمنا المهدي أم من غيرنا ؟ فقال: [لا بل منا يختم الله بنا الدين كما فتح، وبنا يُنقذون من الفتنة ، كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك . وبنا يصلحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا ] وفي رواية أخرى ذكرها الطبراني في الأوسط قال: [ قال علي : أمؤمنون أم كافرون ؟ فقال :
[ مفتون وكافر ] لم يرو هذا الحديث عن أبي زرعة عمرو بن جابر إلا ابن لهيعة ، تفرد به : محمد بن سفيان ]
(75) [ إن بنا أهل البيت يفتح ويختم ] (76)
وهكذا يتواصل المهدي u بالسير في ثورته كما وعد جده r نحو القدس محررا وموحدا إلى قلب كل العواصم مُسقطا شرعية خنزير الغرب وصليب الوثنية، يقول النبي r :" عيسى يقتل الخنزير" وهو الدجال إذ كيف يُفهم بإنسانية المسيح u وهو وزير الإمام المهدي u العادل أن يقتل حيواناً بلا ذنب، فالمقصود بالحديث في وعينا هو الدجال وبني إسرائيل، وهذه رسالة الفتح وختم الرسالة كما بدأها النبي وعلي عليهم صلوات الله وسلامه من خيبر وحتى القدس.
10 ـ القدس عاصمة خلافة المهدي عليه السلام
يقول النبي r : [ المهدي مهاجره بيت المقدس ] (77)
أي مقام خلافته وأهل بيته الطاهرين وذريته وجيوشه وأنصاره في العالم .. [ يبلغ بمكة ثم يذهب إلى الشام وإلى خراسان وغيرها ، ثم يكون مقره بيت المقدس ] (78)
ومنها يفتح جميع الفتوح وإلى الهند وروما وأمريكا .. [ ويأتيه ملوك الهند – الوثنيين – مغلغلين ويفتح ما بين المشرق والمغرب ] (79)
[حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عبد الله المشجعي عن أبي أمية الكلبي عن شيخ حدثهم زمن ابن الزبير أدرك الجاهلية علامة قال تنزل الخلافة بيت المقدس تكون بيعة هدى يحل لمن بايعه بها نساؤهم يقول لا يأخذ عليهم بطلاق ولا عتق ] (80)
[ عن أبي الزاهرية عن كعب قال ينزل رجل من بني هاشم ببيت المقدس حرسه اثنا عشر ألفا . ] (81)
[ قال كعب ويلي الناس رجل من بني هاشم ببيت المقدس يطفئ سننا كانت معروفة ويبتدع سننا لم تكن حتى لا يجد عالم يحدث بحديث واحد ] (82)
[وأخرج الحاكم أيضا عن علي بن أبي طالب قال المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واسمه اسم نبي ومهاجره بيت المقدس ..]
[عن أبي أمامه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال وقال فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك فأين العرب يا رسول الله يومئذ قال هم يومئذ قليل رجلهم بيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح .. ] (83)
11 ـ المهدي عليه السلام أمر الساعة :
: [ الآية الثانية عشرة قوله تعالى وإنه لعلم للساعة الزخرف : 61
قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي ] عليه السلام (84)
12 ـ المهدي عليه السلام قائد وعد الآخرة :
قراءة وعد الآخرة في القرآن هو قراءة إلهية لظهور خليفة الله المهدي عليه السلام وهو وعد السيادة الإلهية وخلافة الله على الأرض بدأت وستنتهي بالنبي وآل بيته المطهرين عليهم السلام .. وهو وعد رباني حق في الكتاب وعده الله لنبيه r قال تعالى في علاه :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ } النور55 والذين آمنوا هم آل البيت النبوي عليهم السلام ومن والوهم فهم الموعودون بخلافة الله تعالى وختم الدين في وعد الآخرة وزمن النهاية .. واللام هي لام المستقبل وواضحة الآيات أنها تفيد كما الأحاديث عن زمن آخر الزمان .. قال تعالى :
{أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يونس55 .. ووعد الله الحق الذي في القرآن هو خليفة الله المهدي المنسوب بمقام التشريف للعلي العزيز .. والخطاب القرآني لأهل الكهف عليهم السلام هو جزء من هذا الوعد لأنهم قادة خليفة الله المهدي عليه السلام قال النبي r : [أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ أصحاب الكهف أعوان المهدي ] (85)
[ وورد ان أصحاب الكهف يبعثون في آخر الزمان ويحجون ويكونون من هذه الأمة تشريفا لهم بذلك وورد مرفوعا [ أصحاب الكهف أعوان المهدي فقد اعتد بما يفعله أصحاب الكهف بعد إحيائهم من الموت ] ولابدع ان يكون الله تعالى كتب لابوى النبي عمرا ثم قبضهما قبل استيفائه ثم أعادهما لاستيفائه تلك اللحظة الباقية وآمنا فيها فيعتد به وتكون تلك البقية بالمدة الفاصلة بينهما لاستدراك الإيمان من جملة ما أكرم الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم كما ان تأخير أصحاب الكهف هذه المدة من جملة ما أكرموا به ليجوزوا شرف الدخول في هذه الأمة ]
(86) وهو قوله تعالى فيهم : { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا } الكهف21 يسلطهم الله تعالى وكل قادة المهدي خليفة الله الموعود عليه السلام على الظالمين والكافرين .. قال تعالى : َ
{ لاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } الرعد31 .. وعندما عاداه قومه وجحدوا بولاية أمير المؤمنين علي وأهل البيت عليهم السلام جاء وحي الله الكريم لرسوله في قرآنه بتلاوة وعد الآخرة بالمهدي من ولده عليه السلام . قال تعالى :
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } : الروم60
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }غافر55
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ }الجاثية32 وبوعده لنهاية الإفساد الإسرائيلي على يد خليفة الله المهدي عليه السلام .
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً } : الإسراء7
{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }الإسراء104
لقول في تأويل قوله تعالى : { فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) يقول تعالى ذكره: فأراد فرعون أن يستفز موسى وبني إسرائيل من الأرض،( فَأَغْرَقْنَاهُ ) في البحر،( وَمَنْ مَعَهُ ) من جنده( جَمِيعًا ) ، ونجَّينا موسى وبني إسرائيل، وقلنا لهم( مِنْ بَعْدِ ) هلاك فرعون( اسْكُنُوا الأَرْضَ ) أرض الشام( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) يقول: فإذا جاءت الساعة، وهي وعد الآخرة .. (87)
: [قال ابن عباس: فذلك قوله : [ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ] [الإسراء:104] و [ وعد الآخرة": عيسى ابن مريم ] (88)
[{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) }
{ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا } يعني : أولى المرتين. قال قتادة : إفسادهم في المرة الأولى ما خالفوا من أحكام التوراة، وركبوا المحارم . وقال ابن إسحاق: إفسادهم في المرة الأولى قتل أشعياء بين الشجرة وارتكابهم المعاصي .
{ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا } قال قتادة : يعني جالوت الخزري وجنوده وهو الذي قتله داود .
وقال سعيد بن جبير: يعني سنجاريب من أهل نينوى. وقال ابن إسحاق: بختنصر البابلي وأصحابه. وهو الأظهر.
{ أُولِي بَأْسٍ } ذوي بطش، { شَدِيدٍ } في الحرب، { فَجَاسُوا } أي فطافوا وداروا { خِلالَ الدِّيَارِ } وسطها يطلبونكم ويقتلونكم والجوس طلب الشيء بالاستقصاء. قال الفراء: جاسوا قتلوكم بين بيوتكم . { وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا } قضاء كائنا لا خلف فيه. { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ } يعني: الرجعة والدولة ، { عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } عددا ، أي : من ينفر معهم وعاد البلد أحسن مما كان . { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ } أي : لها ثوابها ، { وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } أي : فعليها كقوله تعالى : " فسلام لك " (الواقعة-91) أي : عليك وقيل: فلها الجزاء والعقاب.] (89)
[قال الكلبي: [ فإذا جاء وعد الآخرة ] : يعني مجيء عيسى من السماء [ جئنا بكم لفيفا ] (90)
وهو زمن خلافة السيد المهدي عليه السلام حيث يكون عيسى النبي إماما مقسطا عدلا في دولته وهو الذي يصلي خلفه .. ويجاهد مع خليفة الله المهدي الملائكة والصالحين .. وجمع مقدس من الغيبيين ..
[ .. عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ ] (91)
[وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)
{ وَعْدُ الأَخِرَةِ } : القيامة وهي الكرة الآخرة ، أو تحويلهم إلى الشام ، أو نزول عيسى عليه الصلاة والسلام { لَفِيفاً } مختلطين لا يتعارفون ، أو جميعاً. ] (92)
وفي الأدلة القرآنية و الحديثية يكون المهدي عنوان الأمة وعنوان كل مرحلة ..
13 ـ الخلافة وأهل البيت عليم السلام في آخر الزمان :
ــ [.. النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ ] . (93).
- و في الرواية ..ا داود الواسطي ، قال : وكان ثقة ، قال : سمعت حبيب بن سالم ، قال : سمعت النعمان بن بشير بن سعد ، في حديث ذكره قال : فجاء أبو ثعلبة فقال : يا بشير بن سعد ، أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ، وكان حذيفة قاعدا مع بشير ، فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته ، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء ، ثم يكون خلافة على منهاج النبوة تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء ، ثم تكون جبرية . تكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها ، إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ] قال : فقدم عمر - يعني : ابن عبد العزيز - ومعه يزيد بن النعمان فكتبت إليه أذكره الحديث وكتبت إليه إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الجبرية ، قال : فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر فسر به وأعجبه .. ] (94)
- حدثنا أبو داود قال : حدثنا داود الواسطي ، وكان ثقة ، قال : سمعت حبيب بن سالم ، قال : سمعت النعمان بن بشير بن سعد ، قال : كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان بشير رجلا يكف حديثه ، فجاء أبو ثعلبة ، فقال : يا بشير بن سعد ، أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ وكان حذيفة قاعدا مع بشير ، فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته ، فجلس أبو ثعلبة ، فقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ـ الحكم المتعسف ـ فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون جبرية ـ الحكم القهري ـ فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ] ، ثم سكت ، قال : فقدم عمر ومعه يزيد بن النعمان في صحابته ، فكتبت إليه أذكره الحديث فكتبت إليه : إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية قال : فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر ، فسر به وأعجبه ] . (95)
وجملة هذه الأحاديث تؤكد حتمية سيادة ملك المهدي عليه السلام وظهوره في آخر الزمان على الدين كله بعد فوات وموات في الدين . يقضي على حكم الجبرية والطغاة والمستبدين ..
14 ـ المهدي قائد العدل والقسط الإلهي :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ ] (96)
روى الطبراني : [ المهدي منا يحتم الدين بنا كما فتح " وروى الحاكم في المستدرك : " لا يحل بأمتي البلاء في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث الله رجلا من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يحبه ساكن الأرض وساكن السماء وترسل السماء مطرها وتخرج الأرض نباتها لا تمسك فيها شيئا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا حتى يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله بأهل الأرض من خيره ] (97)
و [ يضرب الناس حتى يرجعوا الى الحق" (98)
[ عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا ] : (99)
[مجاهد قال : حدثني فلان رجل من أصحاب النبي (ص) : [ أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية ، غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض ، فأتى الناس المهدي ، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملا الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ].
[- حَدَّثَنَا عُمَرُ بن إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بن خَالِدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عَبْدِ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بن حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا يَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَلِيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ] (100)
[عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : [ لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي - أو عترتي ، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ] (101)
15 ـ المهدي في مواجهة العلماء والحكام المفسدين :
قال تعالى : [ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ] (هود: 113 ] ، قال المفسرون :
[ إن رحي الإسلام دائرة، وإن الكتاب والسلطان سيفترقان، فدوروا مع الكتاب حيث دار، وستكون عليكم أئمة إن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : كونوا كأصحاب عيسى، نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة، خير من حياة في معصية ] (102)
16 ـ المهدي في مواجهة فقهاء البلاط الخونة :
إن أبرز ما يميز وجهة المهدي هو أنه مصدرية التشريع الإلهي في الأرض وهو الملهم من عند الله وعلمه هو علم الله الغيبي ، فهو كإنسان سماوي، خبأه الله بروحه وجسده في سماواته وعليائه وفي عميق غيبه وحفظه ليوم الوقت المعلوم ، وبذلك فهو عليه السلام ثورة مضادة على كل أدعياء الدين والمتاجرين بكلمات الله في الأرض ومع ذلك فهو: [ يدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خُذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه نفسه ما لو كان رسول الله r وآله لحكم به – يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم ـ من أهل البيت عليهم السلام ـ فيدخلون كرها ، تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه فليس له عدو بيِّن إلا الفقهاء خاصة فإنهم لا يبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة ، بل لا يبقى لهم علم بحكم إلا قليل ، ويرفع الخلاف عن العالم في الأحكام بوجود هذا الإمام ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ، ولكن الله يظهره بالسيف والكرم ، فيطمعون ويخافون فيقبلون حكمه من غير إيمان بل يضمرون خلافه ، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ، يبايعونه العارفون بالله ] (103)
و المهدي u [ يفصل في القضية يخرج على فترة من الدين ومن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ماهو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله r حيا لحكم يرفع المذاهب من الأرض من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص وأعداءه مقلدة العلماء أهل الإجتهاد فيدخلون كرها تحت حكمة خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يفرح به عامه المسلمين يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق ] (104)
لقد شنّ وعاظ السلاطين على امتداد تاريخ المسلمين حملة شعواء على عقيدة المهدي u وظهوره لصالح حكام الظلام والجور الذين مسخوهم سلفا !! فيما نقلوا عنه حتى إذا اعترفوا بوجوده في آخر الزمان سجلوا صورة مشوهة فهو لا يعرف ذاته وأن أتباعه يهددونه بالبيعة بالقوة وتحت السيف !! هذه الصورة الهزيلة إنما انبعثت من حقيقة تركيبة هؤلاء الخونة التاريخيين حينما باعوا أنفسهم لقتلة أشراف الأمة من أهل البيت عليهم السلام وكل الأحرار الملتزمين لخياراتهم الثورية الأصيلة .
17 ــ سيرته في مواجهة المخالفين :
.. تفيد النصوص بقوة المهدي وشخصيته العنيدة في مواجهة المخالفين ..
.. وعن زرارة عن أبي جعفر u في خبره عن القائم u قال:" انه يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا، ويلٌ لمن ناوأه ] وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرu يقول :
[ لو يعلم الناس ما يصنع المهدي إذا خرج، لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطها إلا بالسيف، حتى تقول كثير من الناس: ما هذا من آل محمد، لو كان من آل محمدr وآله لرحم ]..
وعن أبي عبد الله الحسينu أنه قال: " إذا خرج المهدي u لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف وما يستعجلون بخروج المهدي! والله ما لباسه إلا الغليظ ولا طعامه إلا الشعير، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف ] (105)
قال النبي الأكرم r : [ ومن أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ومن
أنكر نزول عيسى فقد كفر ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر ] (106)
أحكا م الله عنده صارمة و .. [ إن كل من يعترض أصحابه في كل الأرض لا يلومن إلا نفسه ، فمن بعدت به الحدود قربته له الملائكة بالسيوف ، فمعه كتاب فيه أصحابه وأعداءه.. القدر والغيب مفتوح أمامه من الله ، يعلم من الله ويعلمه الله ، ولا يُعلمه أحدا إلا الذي خبأه لوعده وقدره.. حوله جماعة من الخلاء والأصحاب في ذات شخصيته.. أقوياء عظام .. لو أراد بهم خوض البحار لخاضوها معه ، ليس لهم هم إلا رضاء الله وطاعة إمامهم ]
(107) [ عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وأعطيت الكنزين الأصفر والأبيض ، يعني : الذهب والفضة ، وقيل لي : إن ملك أمتك إلى حيث زوي لك ، وإني سألت الله عز وجل ثلاثا : أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم ، وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض ، وإنه قيل لي : إذا قضيت قضاء فلا مرد له ، وإني لا أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم ، ولا أسلط عليهم عدوا فيهلكهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يقيم بعضهم بعضا ، ويقتل بعضهم بعضا ، وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين ، وإذا وضع فيهم السيف فلن يرفع إلى يوم القيامة ، وستعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه نبي ، ولا نبي بعدي ، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ] : لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن بشير ، تفرد به : محمد بن شعيب . (108)
[فإن تصديق ذلك في كتاب الله ، قول الله عز وجل : [ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ] [ آل عمران آية رقم : 55 ] وهو المهدي خليفة الله وختم النبوة والرسالة المحمدية [ بنا يختم ] .. [إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ] .. (109)
[ إنه سيكون عليكم أمراء فال تعينوهم على ظلمهم، فمن صدقهم بكذبهم فلن يرد علي الحوض ] (110)
وعن حذيفة قال : قال رسول الله r : سيكون عليكم أمراء يظلمون ويكذبون، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعينهم، فهو مني وأنا منه ، وسيرد علي الحوض ] (111)
[ إن رحي الإسلام دائرة، وإن الكتاب والسلطان سيفترقان ، فدوروا مع الكتاب حيث دار، وستكون عليكم أئمة إن أطعتموهم أضلوكم وإن عصيتموهم قتلوكم، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : كونوا كأصحاب عيسى ، نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة، خير من حياة في معصية ] (112)
[ لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل ]
قول النبي r : [ ما ترون إذا أخرتم إلى زمان حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا، وكانوا هكذا ـ وشبك بين أصابعه ــ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال: تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ، ويقبل أحدكم على خاصة نفسه ، ويذر أمر العامة ] (113)
وفي رواية: [ اتق الله عز وجل ، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم ] (114)
قال r : [ إنكم ستحرصون على الإمارة، وستصير حسرة وندامة يوم القيامة ، نعمت المرضعة وبئست الفاطمة ]. (115)
نعم المرضعة: لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية، وبئست الفاطمة : أي بعد الموت لأن صاحبها يصير إلى المحاسبة .. قال صلى الله عليه وآله وسلم (ليتمن أقوام ولوا هذا الأمر، أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يولوا شيئا ] (116)
18 ـ تحرير القدس طريق خلافة المهدي :
أجمعت الأحاديث الشريفة أن المهدي الموعود حين خروجه يجتمع إليه أصحابه الربانيون من محاور ثلاثة هي : خراسان والعراق والشام ومن جيوش الشام يكون الأبدال وتكون فلسطين خاتمة مقامه العلي في الأرض . وبهم يقوم بتشكيل جيشه الطليعي والروحاني الأول ويتجه بهم نحو القدس عبر بوابة الشام .. ويشكل مشروع التحرير الجدار الصلب لتعبئة المسلمين نحو تحرير الأرض المقدسة وضمانة التلاحم المليوني للمسلمين .. (117)
قال النبي r : [ المهدي مهاجره بيت المقدس ] (118)
[ ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس وتنقل له الخزائن ... ] (119)
[ عن أرطأه : ينزل المهدي ببيت المقدس ثم يكون خلف من أهل بيته بعده تطول عدتهم ] (120)
وقال r : [ ويسير المهدي حتى ينزل في بيت المقدس ] (121)
[ ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض ، يبني ببيت المقدس بناء لم يبن مثله ، يملك أربعين .. ] (122)
19 ـ المهدي الموعود رمز وحدة الأمة :
قال تعالى : [ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ] [آل عمران103 ] قال الإمام الصادق وجمع من أهل البيت عليهم السلام أجمعين : ان هذه الآية نزلت في حق أهل البيت عليهم السلام وأمير المؤمنين علي عليه السلام خاصة .. [أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال نحن حبل الله الذي قال الله فيه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وكان جده زين العابدين إذا تلا قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 119 يقول دعاء طويلا يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية ..] .(123)
[ واعتصموا بِحَبْلِ الله } أي القرآن وروى ذلك بسند صحيح عن ابن مسعود . وأخرج غير واحد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ] وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل ممدود مابين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ] (124)
[قولهم اعتصمت بحبله : يجوز أن يكون تمثيلاً لاستظهاره به ووثوقه بحمايته ، بامتساك المتدلي من مكان مرتفع بحبل وثيق يأمن انقطاعه ، وأن يكون الحبل استعارة لعهده والاعتصام لوثوقه بالعهد ، أو ترشيحاً لاستعارة الحبل بما يناسبه . والمعنى : واجتمعوا على استعانتكم بالله ووثوقكم به ولا تفرقوا عنه ] (125)
[ وقد ذكر السيوطي رحمه الله في تفسير الآية : [ وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ] .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي شريح الخزاعي قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن سبب . طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا بعده أبداً ] .
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن زيد بن أرقم قال « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني تارك فيكم كتاب الله ، هو حبل الله ، من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ] .
وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي وأهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ] : تفسير سورة آل عمران قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا " ..
[أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )، عن جعفر الصادق u قال : نحن حبل الله ].. وأخرج الثعلبي في تفسير الآية عن الإمام جعفر الصادق u قال: [ نحن حبل الله الذي قال فيه (126)
: [ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ] (127)
وكان جده زين العابدين u إذا تلا قوله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ] يقول دعاءً طويلا يشتمل على طلب اللحوق بدرجة العارفين وبالدرجات العلية، وفي وصف المحن التي ابتلي بها وعلى بيان ما انتحلته المبتدعة المفارقون لأئمة الدين من الشجرة النبوية ثم يقول: وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر.. إلى أن قال : وقد دُرست أعلام هذه الأمة وذهبت الأمة بالفرقة والاختلاف فيكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول :
[ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات ] فمن الموقوف على إبلاغ الحجة وتأويل الآيات إلا أهل الكتاب وهم أبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله تعالى بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبرأهم من الآفات وافترض مودتهم : (128)
: وبهذا تتوالى الأدلة القرآنية في تبيان القواعد الإلهية للوحدة والتلاحم والتوحد مع خليفة الله المهدي عليه السلام ، وبهذه التحديدات الربانية تكون صورة الوحدة بين خليفة الله الموعود وهو قلب الأمة وجماهير المسلمين والقرآن والعترة النبوية هما أصل وقلب الدائرة الرحمانية لوحدة الأمة وفيه ما رواه :
[زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا ] (129)
وفي ختام الحديث وضوح معادلة الوحدة ومشروع الخلافة الإلهية على قاعة القرآن والعترة النبوية المطهرة
[ كيف تخلفوني ] أمر الهي لوضوح المنهجية التوحيدية وهما [ . الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ] (130)
وقد جعل الحديث والقرآن هم خليفتين متلازمين أبديين لا ينفكان حتى يوم القيامة : [ خَلِيفَتَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ] (131)
.. وهكذا يظهر البيان على لسان النبوة المعظمة جلية واضحة بتوضيح منابع وأصول الوحدة الإلهية والنبوية في أول الزمان وأخره " وعد الآخرة بالمهدي الموعود خليفة الله وقرين القرآن ..
وأي تجرؤ أو مخالفة عدوانية على القرآن فهو لعنة ستلاحقه حتى يوم القيامة قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : [عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال : سمعت علي بن الحسين يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ستة لعنتهم ] ثم ذكر الستة المذكورين في الحديثين الأولين قال أبو جعفر : فكان في هذا الحديث أخذ ابن موهب إياه عن علي بن الحسين ، لا عن عمرة ، ولا عن غيرها ، وكان الثوري هو الحجة في ذلك ، والأولى أن تقبل روايته فيه عن ابن موهب لسنه وضبطه وحفظه ، غير أن ابن أبي الموال ذكر القصة التي ذكرها فيه من بعثه أبي بكر بن حزم إياه إلى عمرة في ذلك ، وإملاء عمرة إياه عليه عن عائشة ، فقوي في القلوب لذلك ، واحتمل أن يكون ابن موهب أخذه عن عمرة على ما حدث به عنها ، وأخذه مع ذلك عن علي بن الحسين على ما حدث به عنه مما قد ذكره عنه الثوري ، والله عز وجل أعلم بحقيقة الأمر في ذلك . ثم تأملنا متن هذا الحديث ، فكان الذي فيه من ذكر الجبروت اشتقاق ذلك من الجبرية كما اشتقوا الملكوت من الملك ، وكان الذي فيه من استحلال حرم الله عز وجل هو أن يجعل كما سواه مما لم يحرمه من بلاده ، إذ كان قد أبانه بتحريمه إياه من سائر بلاده سواه ، من منع عباده من دخوله إلا محرمين إما بالحج ، وإما بالعمرة ، ومن تحريم صيده ، ومن أمانه من دخله ، بقول الله عز وجل : ومن دخله كان آمنا ، وبتحريمه عضاهه الحرمة التي لم يجعلها كعضاه غيره ، ومن منعه القتال فيه من لا يجب قتاله ؛ لأنه قد أعلمنا عز وجل على لسان رسوله أن مكة لا تغزى بعد العام الذي غزاه ، وأنه لا يقتل قرشي بعد عامه ذلك صبرا ، أي لا يكفر أهلها بعد ذلك العام فيغزون كما غزوا في ذلك العام ، ولا يكفر قرشي بعد ذلك العام الكفر الذي أباح دماء أهلها القرشيين في ذلك العام ، فمن أنزل الحرم بخلاف تلك المنزلة كان به ملعونا ، وكان قوله : [ والمستحل من عترتي ما حرم الله عز وجل ] ، وعترته هم أهل بيته الذين على دينه ، وعلى التمسك بأمره ، كمثل ما قد ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا مما كان منه صلى الله عليه وسلم بغدير خم من قوله للناس : [ إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ] (132)
لقد أوجبت اللعنة الأبدية على المستحل لمحارم القرآن والعترة من أهل البيت عليهم السلام .. و تجاوز أهل البيت عليهم السلام كركيزة ثانية مع القرآن هو فصم وتمزيق لعرى القرآن الكريم بصفة أهل البيت عليهم الإسلام هم المتممين للعترة حتى يوم القيامة .
20 ـ الإبتلاء بآل البيت عليهم السلام :
قال: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) (133)
وقال: (إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي) (134)
فإنه أخبر أمته بأنهم سيمتحنون بأهل بيته، قال: (إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي) (135)
وبهذا جعل الله تعالى أهل البيت النبوي بمثابة مفرزة الإيمان وبهم يتحدد الهداية وبهم يكون قبول الشفاعة ومن بابهم يكون رضا النبي الأعظم والشفاعة ..فإما تنحاز لأهل البيت وتكون مع القرآن وإما أن تتركهم فتكون من الحق والقرآن بعيدا المنال ، أن الله تعالى ورسوله الأكرم قد وحد بين القرآن والعترة ومن يفصل بينهما يفصل النبوة عن القرآن !! لأن النبي الأعظم كما جاء في الأحاديث الشريفة : [ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم ](136)
قال: [ إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا ] (137).
[ يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ] [ الممتحنة: 1 ]
قال صلى الله عليه وآله وسلم: [ من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، فميتته جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته، فقتل، فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى لمؤمنها ولا يفي الذي عهدها، فليس مني ولست منه ]. (138)
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل في سنتي وتبرئ ذمتي، من مات في عهدي فهو كنز الله، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان، ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية، وحوسب بما عمل في الإسلام ] (139)
21 ـ انتظار المهدي عليه السلام هو فرج الأمة :
حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي قال، حدثنا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن رجل لم يسمه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله من فضله، فإنه يحب أن يسأل، وإنّ من أفضل العبادة انتظار الفَرَج . (140)
[عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلُوا الله من فَضْلِه؛ فإن الله يحب أن يسأل وإن أفضل العبادة انتظار الفرج . ] (141)
وقال عطاء والقرظي: صابروا الوعد الذي وعدتم . أي لا تيأسوا وانتظروا الفرج ، قال صلى الله عليه وسلم :
[ انتظار الفرج بالصبر عبادة ] (142)
وفرج الأمة اليوم وهي تعيش أعقد مراحل التاريخ تراجعا وتحديا من أعدائها أن يكون بمخلصها الموعود عليه السلام والله تعالى حين يقول : وبشر الصابرين : إنما فيه وعد الله تعالى بالبشارة وهي ختم النبوة بأمانها وعلوها المرتقب .. وأهل بيت النبوة عليهم السلام هم أمل الأمة وسفينة نجاتها ونور أمانها .. قال النبي r : [ مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تركها فقد غرق ] (143)
و في رواية : [ أخرج أحمد . والترمذي وصححه . والنسائي عن المطلب بن ربيعة قال : دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال : والله لا يدخل قلب أمريء مسلم إيمان حتى يحبكم لله تعالى ولقرابتي ، وهذا ظاهر إن خص القربى بالمؤمنين منهم وإلا فقيل : إن الحكم منسوخ ، وفيه نظر ، والحق وجوب محبة قرابته عليه الصلاة والسلام من حيث أنهم قرابته صلى الله عليه وسلم كيف كانوا ، وما أحسن ما قيل :
داريت أهلك في هواك وهم عدا ... ولأجل عين ألف عين تكرم
وكلما كانت جهة القرابة أقوى كان طلب المودة أشد ، فمودة العلويين الفاطميين ألزم من محبة العباسيين على القول بعموم { القربى } وهي على القول بالخصوص قد تتفاوت أيضاً باعتبار تفاوت الجهات والاعتبارات وآثار تلك المودة التعظيم والاحترام والقيام بأداء الحقوق أتم قيام ، وقد تهاون كثير من الناس بذلك حتى عدوا من الرفض السلوك في هاتيك المسالك . وأنا أقول قول الشافعي الشافي العي :
يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان إني رافضي
ومع هذا لا أعد الخروج عما يعتقده أكابر أهل السنة في الصحابة رضي الله تعالى عنهم ديناً وأرى حبهم فرضاً على مبيناً فقد أوجبه أيضاً الشارع وقامت على ذلك البراهين السواطع . ومن الظرائف ما حكاه الإمام عن بعض المذكورين قال : إنه عليه الصلاة والسلام قال : قال : إنه عليه الصلاة والسلام قال : [ مثل أهل بيني كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ] وقال صلى الله عليه وسلم : [ أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ] ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات وراكب البحر يحتاج إلى أمرين . أحدهما : السفينة الخالية عن العيوب ، والثاني : الكواكب الطالعة النيرة ، فإذا ركب تلك السفينة ووضع بصره على تلك الكواكب كان رجاء السلامة غالباً ، فلذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد صلى الله عليه وسلم ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة يرجون أن يفوزوا بالسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة انتهى ، والكثير من الناس في حق كل من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط وما بينهما هو الصراط المستقيم ، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط . ] (144)
هذا وإن مسألة انتظار خليفة الله المهدي عليه السلام .. لا تستدعي من جماهيره ذلك الإنتظار السلبي ورجاء الدعوات بانتظار الفرج أو المزيد من الدعوات دون إدراك حقائق ذلك البعث الثوري المهيب ودونما الإعداد الجماهيري القادر على تعبئة الأمة الثورية وإرساء مفهوم الإعداد الشمولي العام .. ان حالة العجز عن استلهام حالة البعث المهدوي السماوي كمشروع رباني جعل الأمة تعيش في غرق من الأوهام والجهل في حقائق أهل البيت النبوي ودورهم التاريخي .. ان مجموعة عوامل شرعية وتاريخية هي التي يجب أن تنتصب كقامة النبوة العظمى .. فالمشروع النبوي في خلافة المهدي الموعود عليه السلام هو مشروع الهي يوجب على الأمة والجماهير الإعداد له جيدا مهما بلغت التضحيات .. وبدون حركة البعث المرادة يبقى الإنسان خارج مساحة الرضا الإلهي ومنال الشفاعة النبوية المدخلة الى الرحمة الإلهية والجنة .. وبدون بيعة المهدي وهو خليفة الله تعالى تنتقص عرى الإيمان و به يرهن القبول الإلهي للأعمال .. وإلا لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أعظم العبادة انتظار الفرج ..
يقول الإمام المودودي رحمه الله :
وهو المجدد الإسلامي المعروف في كتابه : تجديد الدين وإحيائه ، في موضوع المهدي : " على أن الذين يقولون من المسلمين بظهور المهدي، ليسوا أقل خطأ في فهمهم وعقيدتهم من المتجددين الذين ينكرون ظهوره. فهم يتصورون أن المهدي سيكون رجلا من نمط قدماء المشايخ والصوفية الذين يفضلون أورادهم وأذكارهم على أوراد وأذكار المصطفى r وآله والذين يزيدون في الدين نوعا من تزكية النفس كما يدعون !!
لأن الذي نزلت عليه الآية الكريمة .. { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} قصر بهذا ويتصورون المهدي .. وقد خرج من زاوية اعتكاف يصرف السبحة بيده ويتلو الأوراد بلسانه ويعلن على الخلق " أنا المهدي أيها الناس "!! وإذا العلماء والمشايخ يهرولون إليه حاملين بأيديهم الكتب والأسفار .. يقابلون هيئته وهندامه بما ورد من سماته وعلاماته !! وإذا ما قام الجهاد وقع القتال .. فلا يستعمل السيف إلا تحلة القسم.." وإنما تعمل البركة والتصرفات الروحية كلها عملها في المعارك .. ويحاز الظفر والانتصار بفعل النفثات والأوراد !! حيث لا يرمي المجاهدون بنظرهم إلى كافر إلا ويخر مغشيا عليه .. ووفق هذا التصور الجامد في فهم رسالة المهدي يكون النصر بالبركة دونما الجهاد وفي هذا السياق فقد عمل المرجئة المعاصرون على إكثار الفساد لخلق رد فعل إلهية فيكون المهدي !! وقد غيبوا الجهاد لأنه معاكس لفقه المهدي وحركته !! ولهذا عاش كل هؤلاء وهؤلاء في أزمة الجهل والتبعية للحكام الجهلة والمقلدين الجهلة !!
يقول المودودي في السياق : " والذي أتصوره وأفهمه في أمره هو أن الحقيقة عكس ذلك كله ، فالذي أقدره وأتصوره أن الإمام المنتظر سيكون زعيما من الطراز الأحدث في زمانه بصيرا بالعلوم الجديدة ، بصر المجتهد المطلع ويكون جيد الفهم لمسائل الحياة ، ويبرهن للعالمين رجاحة عقله وفكره وبراعة تفكيره السياسي وكمال حذقه لفنون الحرب ، ويبرز على كل أبناء زمانه الجدد في تقدمه وارتقائه وإني لأخشى أن حضرات المشايخ ورجال الدين هؤلاء هم يكونون أول من يرفع النكير على رجحانه إلى الوسائل العصرية وعلى طرقه المحدثة للإصلاح ] (145)
ان وعينا الأصيل والحضاري بمشروع المهدي المقبل عليه السلام يتطلب منا التصعيد من حالة الوعي التجديدي الفكري والثوري الثقافي .. وأن تكون هذه الثقافة فوق الطائفية والحزبية المقيتة ..
22 ــ جيل المهدي المقاوم والتهيئة للمشروع الإلهي :
.. ان تقدم حركة خليفة الله المهدي عليه السلام نحو الكمال والمجد والظهور الوشيك تستدعي من جماهير الأمة المؤمنة أن تتقدم نحو وحدتها والإعداد الإيماني والتعبوي بإتجاه بعث حركة جماهيرية إسلامية عقائدية مؤمنة تكون الولاية المحمدية والعترة النبوية قاعدتها المركزية .. وهذا يعني أن وجود جيلا يكون المهدي خليفته وقائدة ورمزه الثوري .. وأن إعداد هذا الجيل المتوجة نحو البعث النبوي الأصيل هو فريضة إلهية لازمة بإعتبار أن التهيئة لظهور المهدي عليه السلام هي عمود القضية الإحيائية في الأمة وهي صلبها وديناميكيتها نحو إنجاح مشروع العدل والقسط الإلهي وبه يتحدد تطبيق الأحكام الشرعية من فلب الحالة النبوية الإلهية وخليفة الله المهدي عليه السلام هو أصل الشريعة وعمودها ومناط تطبيق أحكامها في الأرض .. فأي خلافة مزعومة بعيدا عن خليفة الله المرشح لختم الدين والشريعة يكون انحرافا بالحالة الربانية لمصالح الذات والشيطان والمصطلح القرآني واضح تمام الوضوح : إما أن تكون مع حزب الله أو حزب الشيطان .. أو تكون مع خلافة الله والمهدي علية السلام أو تكون مع خلافة الملوك والشيطان .. هذا وان من أخطر مكامن الإنحراف الحادثة في الأمة هو تمزيق وعي الأمة وتفتيت وعيها من خلال إقناع الأمة بخلافة منقطعة الجذور الشرعية بالله والنبي r والعترة النبوية المطهرة .!! وإلا أين يذهب الزاعمون بخلافة الله خارج محدداتها الإلهية .. بعناوين أقل ما يقال عنها أنها خارج سياق الشريعة.. وإلا أين يذهب الزاعمون بمئات الروايات في كتب السنن عن أحاديث الثقلين والعترة وأنها لا يفترقان حتى يردا على النبي الحوض ؟؟ إن جيلا بدأ يشكل ذاته برعاية إلهية هو الذي يحفظ قلب النبوة والعترة الى قلوب الأمة .. فخلافة المهدي النبوية الإلهية ليست تواصلا مع المناهج الأموية والعباسية التي سحقت كرامة الشريعة والإنسان .. بل هي خلافة إلهية يحملها سليل النبي الأعظم عليه السلام يخترق بها حجب الظلام والزيف والهزيمة وعلى جيل العقيدة الروحية الملتزم أن يدرك شروطه الذاتية بأنه يرسم للنبي الأعظم مشروعا جديدا وهو مشروع ختم النبوة بالمهدي عليه السلام .. وجملة الأحاديث التي احتواها مبحثنا في الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام هي التي تدعم خيارنا نحو التهيئة لعصر الظهور.. وأي صورة جديدة ترسم لخلافة الله غير النبوة والعترة المطهرة هي خارج قانون الله في الولاية وخروج من حالة الإيمان الى تكريس المقولات الذاتية والقومية التي فيها تعقيدات التاريخ .. والوعي الإعدادي لظهور المهدي الموعود لا يستوعبه فكر منظمة سياسية أو مفاهيم حزبية شوفينية مرتبطة برمزية الأفراد وملوك التنظيمات العربية !! بل يستوعبه هؤلاء الربانيون الذين أنذروا ذواتهم لخدمة المشروع الإلهي ذاته بعيدا عن الرمزيات التي أسهمت تاريخيا في تفريغ المشروع واختراقه من الداخل لحسابات المنظومة العربية السفيانية التاريخية والقادمة ّّ !! ان جيل التهيئة إنما هو حالة من الوعي الروحي والثوري الإعتقادي القادر على صنع المعجزات والتفاعل مع المعجزات المهدوية القادمة .. وهو القادر على أن يشكل معادلة الصراع والقوة .. في مواجهة الإفساد الإسرائيلي وسياسات المستكبرين .. هذا وان جيلا قادر على تجاوز الفتن والأزمات المعقدة ويتجاوز فكر الفتنة والطائفية المقيتة هو القادر على النهضة والثورة .. وتصعيد روح المقاومة مع كل الظالمين وإرساء فكر التحرير وثقافة المواجهة بعيدا عن فكر الحقد والدم والخصومات التاريخية والحزبية وهي الإلهيات المعطلة لمشروع نهضة الشريعة الحضارية المواجهة والانقلابية .. وفي الختم نؤكد أن مشروع حليفة الله المهدي هو مشروع الله والنبي والتاريخ والإنسانية والبناء ..
وبهذه النقاط .. نؤكد من سياقها على عنواننا بأن خليفة الله المهدي عليه السلام ومشروع الثورة الإلهية المقبلة ومشروع نهضتنا نحو الانتصار والمجد والكمال ..
وصلى الله وسلم على نبينا المصطفى محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته المنتجبين
****************
المراجــــــــــــــــــع :
(1) صحيح مسلم ج15 ط دار المنار القاهرة ـ الحسين باب فضائل علي بن أبي طالب رقم2408 =الكتاب : فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج3/ 362 رقم 1341 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(2) الكتاب : السنة لابن أبي عاصم ج4/72 رقم1335 = مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com =كنز العمال ج3/172 مصدر الكتاب : موقع يعسوب = مسند بن حنبل ج 22/ 226 رقم 10681 ج2/252 رقم 10707 مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com ج39/308 رقم 18508 = مصنف بن أبي شيبه ج 7/ 176 = الكتاب : السنن الكبرى البيهقي ج7/30 ، ج10/114 ، ج5 / 51 مصدر الكتاب : موقع يعسوب = المستدرك ج11 / 118 رقم4694 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com = الطبراني : الكبير ج 5/ 73 مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com = شعب الإيمان للبيهقي ج 4/ 453 رقم 1886 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
http://www.alsunnah.com = مسند الدارمي ج10/190 رقم 3379 المصدر : موقع وزارة الأوقاف المصرية http://www.islamic-council.com = مسند أبي يعلي الموصلي ج3/29 رقم 985 ،ج3/35 رقم 991 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
http://www.alsunnah.com = الكتاب : صحيح ابن خزيمة ج8/ 395 رقم 2166 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com = الكتاب : مشكل الآثار للطحاوي ج8/2 رقم 2947 ، 2947 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(3) لم يرو هذا الحديث عن عصام بن عبيد الله إلا الزبير بن حبيب ، تفرد به : يعقوب بن حميد ]
: الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني ج9/ 58 رقم 4005= مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] = ينابيع المودة ج2/133 = مجمع الزوائد للهيثمي ج9/257 رقم 14961
(4) الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني مصدر الكتاب :الباب الثالث ج11 / 240 = ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(5) ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42 / 53 = ينابيع المودة ج1/ 55، 56
(6) ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42 / 53 = ينابيع المودة ج1/ 55، 56 [
(7) حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لكتاب : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج6/164 رقم 2512 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com = الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني ج6/ 164 رقم 3939 http://www.alsunnah.com = مصنف بن أبي شيبة ج7/499 ، 506 ، 543 مصدر الكتاب : موقع يعسوب ..
ابن عساكر : المصدر السابق ج 42/48،49 رقم الحديث 8381
(7) حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لكتاب : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج6/164 رقم 2512 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com = الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني ج6/ 164 رقم 3939 http://www.alsunnah.com = مصنف بن أبي شيبة ج7/499 ، 506 ، 543 مصدر الكتاب : موقع يعسوب ..
ابن عساكر : المصدر السابق ج 42/48،49 رقم الحديث 8381
(8) الفخر الرازي: تهذيب التفسير الكبير ج5/ 6351 = جامع البيان ج19/ 141 رقم 26809 = روح المعاني ج5/ 132
(9) تاريخ الطبري المجلد 1/ 542- 543 (مفصلا..) = كنز العمال ج13/ 114 رقم 36419 ،
(10) الدر المنثور ج2/ 284، 285 = الكتاب : تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] الباب 23 ج7 ص 201 ، 203 المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ -
(11)= الكتاب : معالم التنزيل المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ] المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ -
المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com = نفس الموضوع : الكتاب : تفسير البحر المحيط : المؤلف : أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com : الباب 31 ج10/144 = حديث الثقلين : تفسير نظم الدرر للبقا عي : مصدر الكتاب : موقع التفاسير
http://www.altafsir.com الباب 27 ج 8 /308 : نفس الموضوع : " كتاب الله وعترتي : الباب 1 ج 1 ص 68 = نفه : ج2/319 : تفسير النيسابوري مصدر الكتاب : موقع التفاسير \http://www.altafsir.com = تفسير قوله تعالى : الم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ " = نفس الحديث : المحرر الوجيز ج 6/270 تفسير قوله تعالى " سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ : مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com =
= سنن الترمذي ج 12/256 : مصدر الكتاب : موقع الإسلام := ttp://www.al-islam.comمصنف بن أبي شيبة ج7/ 418 =صدر الكتاب : موقع يعسوب = الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني مصدر الكتاب : ج3/111 رقم 2614 ، 2615 = ج5/73 رقم 4789 ، 4796 ، ج5/89 رقم 4837 ، 5/110 رقم 4885 ، 4886 ، 5/116 رقم 4901 = ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com = الأوسط ج8/185 رقم 3677 = ج10/470 رقم 4913 = الصغير ج 1/114 رقم 377 = مسند عبد بن حميد ج1/114 رقم 242 المصدر : http://www.alsunnah.com = الكتاب : مشكل الآثار للطحاوي مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(12) سنن الترمذي ج 2 /256 رقم 3718 ــ مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com
(13) مصنف بن أبي شيبة ج7/418 = الكتاب : السنن الكبرى ج5 /130 : مصدر الكتاب : موقع يعسوب = نفس الحديث : الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني ج3/111 رقم 2614- 2615 ، 4789 ، 4790 ، 4837 ، 4847 ، 4848 ، ، 4849: 4885 ، 4886 ، 4901مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com :
(14) الكتاب : مفاتيح الغيب المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي الباب 104 ج11/80
مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(14) الكتاب : مفاتيح الغيب المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي الباب 104 ج11/80
مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(15) الكتاب : مفاتيح الغيب المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي الباب 104 ج11/80
مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(16) الكتاب : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج10/ 226 رقم 4408 ورقم 4409 : مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(17) " الباب 33 ج14 /214 الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي ، أبو جعفر الطبري،
[ 224 - 310 هـ ] المحقق : أحمد محمد شاكر الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1420 هـ -
(18) نفس المصدر ص 215 = فتح القدير للشوكاني ج1/7/214 رقم 16645
مصدر الكتاب : موقع التفاسيرhttp://www.altafsir.com
(19) الكتاب : تفسير البحر المحيط المؤلف : أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com = الباب 31 / 6/ 147
(20) [الكتاب : تفسير النيسابوري المؤلف : النيسابوري مصدر الكتاب : موقع التفاسير : http://www.altafsir.com باب 29 ج4/137
(21) الكتاب : تفسير القرطبي ج8/ 121 ـ مصدر الكتاب : موقع يعسوب
(22) تفسير الرازي ج 33/ 8/ 6 الكتاب : مفاتيح الغيب
المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي مصدر الكتاب : موقع التفاسير
(23) الكتاب : تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] باب 133 ج3/ 343 / لمحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
(24) الكتاب : تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] باب 133 ج3/ 343 / لمحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
(25) الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي : الباب 105 ج12/ 484 مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(26) الكتاب : الدر المنثور في التأويل بالمأثور المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] : الباب 16/ج9/188
(27) الكتاب : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج19/ 324 ، 430 رقم 8671 = مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث \http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] =
(28) الكتاب : دلائل النبوة البيهقي : ج7/ 458 رقم 2880 ورقم 2881 = مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(29) : فرائد السمطين 2 : 335 | 587 ، ينابيع المودة : 3 باب 94.
(30) الفتن لنعيم بن حماد 1 : 375 | 1117 ، وعنه في كنز العمال 14 : 591 | 39675.
(31) هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه
(32) ابن ماجة : ج12/ 102رقم 4074 باب : خروج المهدي .. مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com
[ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع وهو متن مرتبط بشرحه ]
(33) نفس المصدر السابق ج 11/ 48
(34) الكتاب : مفاتيح الغيب : المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي باب 35 ج11/332 الرازي الملقب بفخر الدين الرازي مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(35) الكتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل المؤلف : ناصر الدين أبو الخير عبدالله بن عمر بن محمد البيضاوي
مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(36) الكتاب : تفسير القرطبي باب 18 ـ ج18 /86 : مصدر الكتاب : موقع يعسوب
(37) الكتاب : فتح القدير المؤلف : الشوكاني : الباب 1 ج7/ 214 مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(38) أنظر قراءتنا : مصطلح الأمة في القرآن الكريم : منشور في موقع أمة الزهراء
(39) مصدر الكتاب : موقع الإسلام - http://www.al-islam.com = صحيح مسلم : ج1 / 350 رقم 208 [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع وهو متن مرتبط بشرحه ] [9539
(40) = الكتاب : شعب الإيمان للبيهقي ج20 / 357 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] نفس الرواية أنظر :] مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع وهو متن مرتبط بشرحه ] الترمذي ج9،218 رقم 2553 ،2554 = نفس الحديث : = ابن ماجة ج11/485 رقم الحديث في المصدر : 3976، 456 ، 457 3596
(41) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج3 / 313 = تاريخ دمشق ج14/ 230 = الفتوح: م2/ 330 = امتاع الأسماع ج12/ 243 = الذهبي : سير أعلام النبلاء ج 3 / 313 = المعجم الكبير ج3/ 114 رقم 2830 قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح = تاريخ دمشق ج14/ 230، 231
= سير أعلام النبلاء ج3/ 313 = تاريخ دمشق ج14/ 233
(42) مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com الترمذي ج 9/ 219
[ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع وهو متن مرتبط بشرحه ] ..
(34) [مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع ] = مسند أحمد 18/235 ، 231 16094 = تحفة 9510 إتحاف13080 مصدر : موقع وزارة الأوقاف المصرية http://www.islamic-council.com ج8/ 443 = الكتاب : مشكل الآثار للطحاوي مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث ج2/187 http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(44) مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع ] ج 34/25 رقم الحديث في المصدر 16094 [الكتاب : المصنف مصدر الكتاب : موقع يعسوب = مصنف بن أبي شيبه 8/ 143 = رقم 66 ، 67 ، 68 ،
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ] = في الموضوع : الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني ج11 /134 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] 2811 رقم 5072
(45) الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] المعجم الكبير للطبراني : ج2/ 5/ 448
(46) الكتاب : تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 عدد الأجزاء : 8 مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
www.qurancomplex.com [ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، والصفحات مذيلة بحواشي المحقق ] = تفسير نظم الدرر للبقاعي ج2/267 قوله
تعالى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ] = صحيح البخاري ج1/126 رقم 69 ، ج10/358 ، ج11/ 472 ، ج22/473 = الترمذي ج 8/172 = -islam.com http://www.al
(47) الكتاب : تفسير ابن أبي حاتم ج5/80 = مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com
[ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(48) مصدر الكتاب : موقع الإسلام : صحيح مسلم ج1/373 http://www.al-islam.com
(49) سنن ابن ماجة ج1/12 رقم 10 مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com
(50) الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني باب2 ،ج7 /157 مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(51) الكتاب : تهذيب الآثار للطبري : ج3/ 177 رقم 932 http://www.alsunnah.com
(52) مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 3، 237 = ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263 = كتابنا : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة " تحت الطبع "
(53) نور الأبصار 277 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = مجمع الزوائد : المجلد 7/ 616 ، 317 رقم الحديث 12409 = عقد الدرر ص 103 = الفتن لإبن حماد ج1/370 = ينابيع المودة ج3/166 الباب 94 = كتابنا : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة " تحت الطبع "
(54) كنز العمال ج16/ 193 =
(55) نور الأبصار: ص277 = الحاوي للفتاوى ج2/61 = كتابنا : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة " تحت الطبع "
(56) السنن الواردة في الفتن ج5/ 1043 رقم 558 = فرات الكوفي ص367
(57) مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة ج 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 163، 237 = السخاوي : ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263 ( خالد بابطين = رواه : الطبراني في الأوسط ج1/56/ رقم 157
(58) كشف الخفاء للعجلوني ج2/ 1658 = السخاوي ج2/225 رقم (263)
(59) السنن الواردة في الفتن ج5/1043 رقم ( 559)
(60) تاريخ بغداد ج4/118 رقم 1768 ،1769 = ج3/349 = كنز العمال رقم 33438 ،37312 = تاريخ دمشق ج7 /247 = كنز العمال رقم 33438 ، 37312
(61) الكتاب : الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة
المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997
(62) الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] ج1/ 160 رقم 161 [ : لم يرو هذا الحديث عن أبي زرعة عمرو بن جابر إلا ابن لهيعة ، تفرد به : محمد بن سفيان ] ..
(63) الكتاب : كنز العمال ج12/ 99 رقم 34171 مصدر الكتاب : موقع يعسوب
(64) الكتاب : كنز العمال ج13 / 511 رقم الحديث في المصدر : 37311 ، 1237312
(65) تاريخ دمشق ج26/347 رقم (5680) ، ص348 رقم ( 5682)
تاريخ دمشق ج7/247 = كنز العمال رقم : (33438 ،37312 )
(66) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 11 = تاريخ دمشق ج26 /348 رقم (5681)
(67) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 11 = تاريخ دمشق ج26 /348 رقم (5681)
(68) كتابنا : آباء وأجداد النبي الساجدون .
(69) تاريخ دمشق ج26/2685
(70) القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ص44 ط. دار الصحوة للنشر
(71) الدر المنثور ج3/517
(72) نور الأبصار ص 277 = الحاوي للفتاوى ج2/61
(73) السنن الواردة في الفتن ج5/1043 رقم (558) ، (559 ) = كتابنا : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة " تحت الطبع
(74) نور الأبصار 277 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61
(75) الحاوي للفتاوى ج2/ 61 المطبعة التجارية بمكة = ج1/317 ( ط مكتبة التوحيد ) = عقد الدرر ص 103 = المعجم الأوسط للطبراني ج1/ 56 رقم 157= مجمع الزوائد المجلد 7/ 616 رقم 12409 ، المجلد 7/ 317 = تفسير فرات الكوفي ص 367 = ينابيع المودة ج3/166 ( الباب 94) = كتابنا : أهل البيت : الولاية ، التحدي ، المواجهة " تحت الطبع " = الكتاب : المعجم الأوسط للطبراني مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] ج1/ 160
(76) الدر المنثور ج3/517
(77) عقد الدرر ص 30 = الحاوي للفتاوى ج2/ 73
(78) عقد الدرر ص 30 = الحاوي للفتاوى ج2/ 73
(79) المصدر السابق 76
(81) نفس المصدر : كتاب الفتن : ص 224
(82) كتاب الفتن : نفس المصدر السابق
(83) الحاوي للفتاوى للسيوطي : ج2
(84) الكتاب : الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي
الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997
تفسير قوله تعالى :" فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا "
(85) الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني الباب 18 ج11 / 183 المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدا لله الحسيني الألوسي
مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com = الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف : محمود الألوسي أبو الفضل : ج15 /228 تفسير قوله تعالى : " بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا : 19 ) )
الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت أنظر نفس الموضوع : الكتاب : الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي الباب 9 ج6/ 345 مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com =و ج5/370 الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993
(86) الكتاب : تفسير حقي المؤلف : حقي الباب 119ج1/284 : مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
.. (87) : الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن : المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، [ 224 - 310 هـ ] الباب 103ج17 /572 \المحقق : أحمد محمد شاكر : الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1420 هـ -
(88) الكتاب : تفسير القرآن العظيم \المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ -
(89) الكتاب : معالم التنزيل : المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ]
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ -
(90) الكتاب : معالم التنزيل : المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 516 هـ ] الباب 105 ج5/:135
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ -
http://www.altafsir.com قوله تعالى : وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) = فتح القدير الباب : الباب 159 ج3/ 110 نفس المصدر
(91) مسند أحمد ج45 / 368 رقم الحديث في المصدر : 21353 مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(92) الكتاب : تفسير ابن عبد السلام المؤلف : عز الدين بن عبد السلام الباب 104 ج3/267 مصدر الكتاب : موقع التفاسير : http://www.altafsir.com
(93) مسند أحمد : ج37/361 رقم الحديث في المصدر : 17680 مصدر الكتاب : موقع الإسلام
http://www.al-islam.com [ الكتاب مشكول ومرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(94) الكتاب : دلائل النبوة البيهقي مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث : ج7/ 413 رقم الحديث في المصدر 2843http://www.alsunnah.com : [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ] = روى الطبراني مثله : [الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني : ج1/159 رقم الحديث كما في المصدر : 372- ـ مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(95) الكتاب : مسند الطيالسي : ج1/159 رقم الحديث 433 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
http://www.alsunnah.com [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]
(96) سنن أبي داوود ج11/353 رقم 3736 http://www.al-islam.com =
(97) الصواعق المحرقة : ص 163 ( الفصل الأول في الآيات الواردة ) = الطبراني: المعجم الأوسط ج1/56 رقم 157 ،ج5/11 رقم 5406 = مثله = المستدرك ج4 /549 رقم 8537 ، ج4 /601 رقم 8675
( 98) ابن حجر الهيثمي : القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ص 39
(99) مسند أحمد بن حنبل ج22/325 رقم 10780http://www.al-islam.com : = 443 337
(100) = مصنف ابن أبي شيبة ج8/679 صدر الكتاب : موقع يعسوب = المعجم الكبير للطبراني ج8/471 رقم 10070 ، 10071 ، 10076 ، 10077 ج13/ 362 رقم 15412 ،15413= الأوسط 3/86 رقم 1125 = http://www.ahlalhdeeth.com
(101) صحيح ابن حبان ج 28/ 188 رقم 6949 http://www.alsunnah.com = أنظر كتابنا : المهدي : الخروج النزول : تحرير القدس ..
(102) رواه الطبراني عن ابن مسعود، كنز العمال: 1 / 216، ورواه عن معاذ، كنز العمال: 1 / 211 .
(103) البرزنجي: الإشاعة في أحوال الساعة ص 100
(104) القندوزي ينابيع المودة ج3/ 132
(105) عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 159 – 160
(106) ينابيع المودة ج/3/108
(107) كتابنا : المهدي النزول الخروج تحرير القدس ( تحت الطبع ) ..
(108) المعجم الأوسط للطبراني ج18/ 210 رقم 8632 http://www.alsunnah.com = ورد الحديث في : الكتاب : مسند الشاميين للطبراني ج7/ 490 رقم 2623 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(109) رواه أحمد ومسلم والترمذي، الفتح الرباني: 27 / 31.
(110) رواه أحمد، الفتح الرباني: 23 / 30، وابن حبان في صحيحة، وابن أبي عاصم، وقال الألباني: رجاله ثقات، كتاب السنة: 2 / 352.
(111) رواه أحمد والبزار، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، والزوائد: 5 / 248، وابن أبي عاصم، وقال الألباني: رجاله ثقات، كتاب السنة: 2 / 353
(112) رواه الطبراني عن ابن مسعود، كنز العمال: 1 / 216، ورواه عن معاذ، كنز العمال: 1 / 211.
رواه عبد الله بن أحمد، وإسناده جيد، الفتح الرباني: 23 / 44..
(113) رواه الطبراني ، وقال الهيثمي: رجال ثقات، الزوائد: 7 / 279.
(114) رواه أحمد، وإسناده صحيح، الفتح الرباني: 23 / 12.
(115) رواه أحمد، الفتح الرباني: 23 / 22، والبخاري، الصحيح: 4 / 235.
(116) رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، الفتح الرباني: 23 / 23.
(117) فصلناه بتوسع في كتابنا : المهدي : النزول ، الخروج ، تحرير القدس ..
(118) المقدسي : عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 30
(119) السيوطي : الحاوي للفتاوى : ج2/73
(120) علامات ظهور المهدي لإبن حجر الهيثمي
(121) السيوطي : الحاوي للفتاوى ج2/73 = ابن حجر : علامات ظهور المهدي ص 39 ..
(122) نعيم بن حماد : كتاب الفتن ص11 المطبعة التجارية = عقد الدرر ص 169
(123) الكتاب : الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة : المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي ج2/444 : الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997
(124) الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدا لله الحسيني الألوسي : تفسير سورة آل عمران قوله تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(125) الكتاب : الكشاف المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com :
(126)هامش نور الأبصار ص 181 = الصواعق المحرقة 151
(127) الصواعق المحرقة ص 151
(128) القندوزي الحنفي : ينابيع المودة ج2/ 122 الآية الخامسة
(129) سنن الترمذي ج12 / 258 رقم 3720 http://www.al-islam.com
(130) مسند أحمد بن حنبل ج22 / 226 رقم 10681 ..
(131) : مسند أحمد بن حنبل ج 44/ 63 رقم 20596 ورقم 20667 http://www.al-islam.com = مصنف بن أبي شيبة ج 7/ 379 ، ص 418 رقم 5 مصدر الكتاب : موقع يعسوب = [ خليفتين ] أنظر : الكتاب : المعجم الكبير المؤلف : الطبراني الباب 1 ج/ 3 ص 110 رقم 2612 ورقم2613 مصدر الكتاب : ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com = [ حبل الله الممدود من السماء الى الأرض ] الكتاب : المعجم الصغير للطبراني ج1/ 398 رقم 364 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(132) الكتاب : مشكل الآثار للطحاوي ج8/1 رقم 2946 = مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com ..
(133) رواه مسلم، الصحيح: 7 / 123.
(134) رواه الترمذي وحسنه، الجامع: 5 / 662، والنسائي، كنز العمال: 1 / 172.
(135) رواه الطبراني، كنز العمال: 11 / 124.
(136) الكتاب : معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج1/231 رقم 199 مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث http://www.alsunnah.com
(137). رواه الحاكم ونعيم بن حماد، كنز العمال: 11 / 169.
(138) رواه مسلم، كنز العمال: 3 / 509، وأحمد، الفتح الرباني : 23 / 52
(139) رواه أبو يعلى، وقال البوصيري: رجاله ثقات، كنز العمال: 13 / 159.
(140) الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن : المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، [ 224 - 310 هـ ]
المحقق : أحمد محمد شاكر الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1420 هـ -
(141) الكتاب : تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] الباب 32 ج2/ 287 : المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
(142) الكتاب : تفسير القرطبي ج4/ 323 مصدر الكتاب : موقع يعسوب = نفس المصدر ج5/ 164
الباب 32/ 4/ 37http://www.altafsir.com = الكتاب : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور : باب 36 ج6/ 315 http://www.altafsir.com
(142) الكتاب : تفسير القرطبي ج4/ 323 مصدر الكتاب : موقع يعسوب = نفس المصدر ج5/ 164
الباب 32/ 4/ 37http://www.altafsir.com = الكتاب : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور : باب 36 ج6/ 315 http://www.altafsir.com
= الكتاب : تفسير اللباب : المؤلف : ابن عادل : الباب 32 ج5/ 152 = الكتاب : النكت والعيون الماوردي الباب 32 / ج1/ 292: http://www.altafsir.com = الكتاب : إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف : أبو السعود الباب 31 /2/ 75 موقع : http://www.altafsir.com = الدر المنثور في التأويل بالمأثور للسيوطي الباب 32 ج3/ 98 http://www.altafsir.com = تفسير الثعالبي الباب 199 ج1/281 = http://www.altafsir.com تفسير قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا "
(143) ابن كثير : الكتاب : تفسير القرآن العظيم : الباب7/ 7/ 477 قوله تعالى : " ْقل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
(144) الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدا لله الحسيني الألوسي الباب 23/ ج 18/ 264 مصدر الكتاب : موقع التفاسير http://www.altafsir.com = فتح القدير للشوكاني : الباب 58 / ج1 / 108 http://www.altafsir.com = السيوطي : الدر المنثور الباب58 / ج1/124 http://www.altafsir.com : تفسير قوله تعالى : " وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
(145) المودودي : تجديد الدين وإحياؤه ص 37 (موضوع المهدي) = كتابنا : المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق
تم بحمد الله تعالى
___________
بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
" محمد نور الدين "
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
بتاريخ 11 رمضان 1431 هجرية
20 أغسطس 2010 ميلادية
______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق