الاثنين، 27 سبتمبر 2010

قراءة في مصطلح علم الساعة في القرآن الكريم الحلقة الأولى الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

قراءة في مصطلح علم الساعة في القرآن الكريم
الحلقة الأولى الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/27

قراءة في مصطلح

علم الساعة

في القرآن الكريم

الحلقة الأولى

الشيخ
والمفكر الاسلامي التجديدي
محمد حسني البيومي
الهاشمـــي
________________________________

[ الحلقة الأولى ]
________________________________




بين يدي المصطلح القرآني

إن مفهوم الساعة هو السر الغيبي المكنون .. في قرآن الرحمن نكتشف منه سره الغيبي ، فهو الخط الممتد من عالم الأمر الإلهي إلى عالم التقدير ... ومن عمق الغيب تتشكل حركته ومن روح الله يمتد الممتدون إلى جوانح عمقه ، ويسترشد منه الواصلون معارفهم .. والساعة هي كلمة السر ومفتاح انكشاف الغيب من السر إلى عالم الابتلاء والفلاح .. والساعة في كل مغازي السر القرآني تكشف عن الصلة العميقة بين العبد وسر الخالق في اكتشاف الذات من عالم الشهود والمشاهدة .. والأمر الإلهي في كل التكوين المراد هو " أمر الساعة " وهو خليفة الله تعالى المدخل الأمر الالهي بالقيامة .. انه خليفة الله المهدي الموعود سليل النبوة عليه السلام فهو بالاجماع أول علامات القيامة الكبرى .. وهو عليه السلام الذي أطلعه تعالى على مكنون سره وغيبه وأعطاه روح من روحه .. ولولا روح الله المكنونة في خليفته ومستودع سره لساخت الأرض .. فهو عليه السلام حجته في أرضه شاهدا على الشهود ..
{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف 87
وروح الله المتعالية تسكن في كل ذرات خلقه ولكن مفتاح سرها لا يكون سوى مع خلفائه في الأرض وهم الأشهاد على خلقه وتاجهم هم السادة الأنبياء عليهم السلام .. وخلاصتهم المشهودة هي في النبي المصطفى الخاتم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وذريته السادة المعظمين أصفياء الله في خلقه .. وهم رسل النبي في الخلق بعده صلى الله عليه وآله الطاهرين .. قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :
( أخلفوني في أهل بيتي خلافة حسنة )
الهيثمي : ( مجمع الزوائد ) : الجزء : 9 ، ص 163 ، الوفاة : 807 ، سنة الطبع : 1408 - 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان = الطبراني : ( المعجم الأوسط ) : الجزء : 4 ، ص 158 ، الوفاة : 360 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : قسم التحقيق بدار الحرمين ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م
، الناشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع =

- ( اخلفوني ) بضم الهمزة واللام أي كونوا خلفائي ( في أهل بيتي ) علي وفاطمة وابنيهما وذريتهما فاحفظوا حقي فيهم وأحسنوا الخلافة عليهم بإعظامهم واحترامهم ونصحهم والإحسان إليهم وتوقيرهم والتجاوز عن مسيئهم * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ..

المناوي : ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ) : الجزء : 1 ، ص 283 ، رقم 302 ، الوفاة : 1031 ، المجموعة : مصادر الحديث السنية ـ القسم العام ، تحقيق : تصحيح أحمد عبد السلام ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1415 - 1994 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

إنهم الأئمة الأطهار من عقب وسلاله النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين المذهوب عنهم الرجس أسكن المولى فيهم سره وهيأهم بقدسيتهم لثورة العدل القادمة الخاتمة .. تكون تحت قيادتهم الاصطفائية الملكوتية ..
دراستنا الهامة : السيدة الزهراء عليها السلام ملكوتا إلهيا في سورة فاطر : ثلاث حلقات : نشرت على مركز دراسات أمة الزهراء على شبكة الانترنت في حوالي خمسة عشر موقعا :
ولهذا جاء الحدث المهيب في ختم الخلق وهي الساعة وعلم الساعة لتختص بمقام النبوة والولاية الخاتمة .. الذي وجب لهم الطهر الالهي الأزلي في القرآن ولم يرتقي أحدا لمقاماتهم العلية سواهم بعد الأنبياء عليهم السلام ..
[ أنا وأهل بيتي لا يقاس علينا أحدا ]
[ أنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ]

جلال الدين السيوطي: الدر المنثور ، الجزء : 5 ، ص 199 ، الوفاة : 911 ، الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت – لبنان = الشوكاني : ( فتح القدير ) : الجزء : 4 ، ص 280 ، الوفاة : 1255 ، المطبعة : عالم الكتب ، الناشر : عالم الكتب: تفسير سورة الأحزاب: قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس )
قال تعالى :
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
فهم عليهم السلام قرناء الساعة والمدخرين إلهيا لزمان الختم الالهي المرتقب .. هيئوا لحمل الأمانة والخلافة وثورة العدل الالهية الخاتمة .. وهنا كان مصطلح علم الساعة هو العلم الإخباري عنهم عليهم السلام .. والساعة هي ساعة ظهور خلافتهم المحمدية الخاتمة بظهور خليفة الله الالهي الخاتم المهدي الموعود عليه السلام ... المدخل الحقيقي نحو وعد الآخرة الخاتمة بهم عليهم صلوات الله وسلامه .. والتي قد تمتد إلى جيل أو أجيال .. وفي الساعة المسجل فيها أمر المتعالي في علاه .. أحصى الرحمن فيهم سره ، وفي سر سورة ياسين المحمدية عمق الشهادة في قوله تعالى :
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12
أماتهم الباري ويحييهم شاهدون في الخلق .. ليكون ظهور السر لبداية عالم جديد وثورة روحية جديدة ، وبالكلية المرادة فالساعة هي نقطة التحول الزمنية المرادة نحو انبثاق عالم روحي جديد .. وثورة روحية جديدة أصلها ثابت وفرعها في السماء ..
إذا هي امتدا النور المخلوق في ختم الرسالة نحو بيان الحق المراد من كلمة سر الخلق والتعبير المراد من صاحب الأمر إلى حامل الأمر وهو الخليفة النوراني المحمدي المقدس في سره وتكوينه ، ولهذا كان المزيج بين مصطلح " علم الساعة " و.. " أمر الساعة " ومدخل دولة العدل في زمن الختم ووعد الآخرة .. ولهذا نكتشف نحن الموعودين كلمة سرنا من سر " الساعة " لأننا المنتظرين لأمر الساعة

وهو عليه السلام خليفة الله الموعود
.. سر الله العلي في خلقة وامتداد نور نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله الطاهرين ووارث علمه وسره والمجدد لنورانية ثورته المقدسة..إذا المهدي هو كلمة السر .. وسر السر .. إنه ساعة الفرج لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأمم ..والمنتظرين هم على مدي الأجيال والتواريخ حملة كلمة الساعة ..
وكلمة السر ..
المدخل إلى البحث والقراءةتعريف مصطلح الساعة في اللغة :

: وفي الحديث مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إِخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب الإِخْرابُ أَن يُتْرَكَ المَوْضِعُ خَرِباً والتَّخْريبُ الهَدْمُ والمرادُ به ما يُخَرِّبُه المُلُوكُ مِن العُمْرانِ وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لا إِصلاحاً ويَدْخُل فيه ما يَعْمَلُه المُتْرَفُون مِن تَخْريبِ المَساكِنِ العامِرةِ لغير ضرورةٍ وإِنْشاءِ عِمارَتِها وفي حديث بناء مسجِدِ المدينةِ كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين وخِرَبٌ فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ(1)

(1) لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري
الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى ج1/ 347

وذكر الفيروز آبادي : في القاموس المحيط :

(والساعة: جزء من أجزاء الجديدين والوقت الحاضر، ج: ساعات وساع، والقيامة، أو الوقت الذي تقوم فيه القيامة، والهالكون كالجاعة للجياع. وساعة سوعاء: شديدة. وسواع، بالضم والفتح، وقرأ به الخليل: صنم عبد في زمن نوح عليه الصلاة والسلام )
الفيروز آبادي : القاموس المحيط : ج1/ ص 42 ، باب (_ سعف )

[ القِيامَة كما في الصحاحِ . وهو مَجازٌ قال الله عزّ وجَلَّ : " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " " يَسْأَلونَكَ عنِ السّاعةِ " " وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ " تَشبيهاً بذلكَ لِسُرعَةِ حِسابِه . السَّاعَةُ : الوَقْتُ الذي تَقومُ فيه القِيامَةُ سُمِّيَت بذلكَ لأَنَّها تَفجأُ النّاس في ساعَةٍ فيموت الخَلْقُ كلُّهُم بصيحةٍ واحدةٍ قاله الزّجّاجُ ونقله الأَزْهَرِيُّ . وقال الرَّاغِبُ في المُفردات وتَبعَه المُصنِّفُ في البَصائر ما نَصُّه : وقِيلَ : السَّاعاتُ التي هي القيامَةُ ثلاثٌ : السّاعَةُ الكُبرى وهي بعث النّاس للمُحاسَبَةِ وهي التي أَشارَ
إليها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم بقوله :
" لا تَقومُ السّاعَةُ حتّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وحتّى يُعْبَدَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ " وذكَرَ أُموراً لمْ تحدُث في زَمانه ولا بعدَه . والسَّاعَةُ الوُسطى وهي مَوتُ أَهل القَرْنِ الواحِدِ وذلكَ نَحو ما رُوي أَنَّه رأَى عَبْد الله بنَ أَنيسٍ فقال : " إنْ يَطُلْ عُمْرُ هذا الغُلامِ لم يَمُتْ حتّى تقومَ السّاعَةُ " فقيل : إنَّه آخرُ مَن ماتَ من الصَّحابَة . والسّاعةُ الصُّغرى : وهي مَوتُ الإنسانِ فساعَةُ كلِّ إنسانٍ : موتُهُ وهي المُشارُ إليها بقوله عزَّ وجَلَّ : " قد خَسِرَ الّذينَ كَذَّبوا بلقاءِ اللهِ حتّى إذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً " ومَعلومٌ أَنَّ هذا الخُسْرَ يَنالُ الإنسانَ عندَ مَوتِه وعلى هذا رُوِيَ أَنَّه كانَ إذا هبَّتْ ريحٌ شَديدةٌ تَغيَّرَ لونُه صلّى الله عليه وسلَّم فقال : تَخَوَّفْتُ السّاعَةَ " وقال :
" ما أَمُدُّ طَرْفي ولا أَغُضُّها إلاّ وأَظُنُّ السّاعةَ قد قامَتْ "
بمعنى مَوتِه صلّى الله عليه وسلَّم . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : السّاعةُ : الهَلْكَى كالجاعَةِ للجِياعِ والطّاعَة للمُطيعينَ . وساعَةٌ سَوعاءُ أَي شديدَةٌ كما يُقالُ : ليلَةٌ لَيلاءُ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسُواعٌ بالضَّمِّ في قوله تعالى : " ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً " والفتح لُغةٌ فيه وبه قرأَ الخليلُ : اسْمُ صنَمٍ كانَ لهَمْدانَ وقيل : عُبِدَ في زَمَنِ نوحٍ عليه السّلامُ فدفنَه الطّوفانُ فاستثارَه إبليسُ لأَهل الجاهليَّةِ فعُبِدَ من دون الله عزَّ وجَلَّ كذا نصّ الليث زادَ الجَوْهَرِيُّ : ثمَّ صار لِهُذَيْلٍ وكان برُهاط وحُجَّ إليه قال أَبو المُنذِر : ولم أَسمع بذكرِه في أَشعار هُذَيْلٍ . وقد قال رجُلٌ من العرب :
تَراهُم حَوْلَ قَيلِهِم عُكوفاً ... كما عكَفَتْ هُذَيْلُ على سُواعِ
يَظَلُّ جنابة برُهاطَ صَرْعَى ... عَتائِرُ من ذَخائرِ كُلِّ راع (2)

(2) تاج العروس ج1/5328
(- الساعة: جزء من أجزاء الزمان، ويعبر به عن القيامة، قال: ﴿ اقتربت الساعة﴾ [القمر:1]، ﴿ يسألونك عن الساعة ﴾ [الأعراف:187] ، ﴿ وعنده علم الساعة﴾ [ الزخرف: 85] ، تشبيها بذلك لسرعة حسابه، كما قال: ﴿وهو أسرع الحاسبين﴾ [الأنعام:62]، أو لما نبه عليه بقوله: ﴿كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها﴾ [النازعات:46] ، ﴿ لم يلبثوا إلا ساعة من نهار﴾ [الأحقاف:35]،
﴿ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ [الروم:55] ،
فالأولى هي القيامة، والثانية الوقت القليل من الزمان. أو قيل: الساعات التي هي القيامة ثلاثة: الساعة الكبرى، هي بعث الناس للمحاسبة وهي التي أشار إليها بقوله عليه السلام: ( لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وحتى يعبد الدرهم والدينار) ( الحديث أخرجه أحمد عن عبد الله بن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة) انظر: المسند 2:162) ]

(3 ) الراغب الأصفهاني ( أبي القاسم الحسين بن محمد (502 هجرية : ( المفردات في غريب القرآن ) ص 248 ، باب السين ) ..

ويتجه الشيخ الطريحي في موسوعته مشيرا أن الساعة تعبر عن حدث والوقت الذي فيه قيام القيام :
(وله تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرسها ) [ 7 / 187 ] أي مثبتها ، من " أرساها الله " أثبتها ، أي متى الوقت التي تقوم فيه القيامة ، وليس من القيام على الرجل وإنما هو كقولك : " قام الحق " أي ظهر .
الشيخ الطريحي : ( مجمع البحرين) : الجزء : 2 ، ص 178 ،
، الوفاة : 1085 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : السيد أحمد الحسيني
، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1408 - 1367 ش ، الناشر : مكتب النشر الثقافة الإسلامية

وهكذا حث الاشكال في الوصول إلى فرز وتباين لغوي واصطلاحي في تعريف الساعة وعلم الساعة وأمر الساعة كما ذكرنا ، ومر الخلط وعدم الوضوح هو كرة الخلاطون في أمر الغيب .. وعدم أخذ النبع التفسيري المصطلحي من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم المختصون بعلم الساعة ونبؤات آخر الزمان ، وخاصة الاتفاق المطلق بين المسلمين على ظهور الامام المهدي عليه السلام في آخر الزمان وأنه يحكم هذا العالم المهيب بالعدل الالهي ، وهنا يمكن تناول خيط المفصل في كشف نور العروة الوثقى في وعينا بالمصطلح بين إدراك حقائق القيامة الكبرى وهي جمع الناس للحشر .. وهنا نخلص للبيان أن الرسول صلى الله عليه وآله الطاهرين قد تحدث بوضوح جلي في مسألتين وهما : علم الساعة والساعة وهي لها إماراتها الجلية الواضحة في المصطلح الحديثي والتي ظهرت لنا من أحاديث النبوة المقدسة وقدرتنا في الربط بين المصطلح القرآني والمصطلح الحديثي في تأكيدنا أن أنمر الساعة والساعة هي قراءة عصر الظهور المقدس وهي ساعة الغيب التي يظهر فيها خليفة الله المهدي عليه السلام وهي أولى علامات الساعة والمدخل للقيامة .. ولهذا أكدنا وجهتنا في رسائلنا المتوالية بعنوان " ثقافة الخليفة الالهي القادم " بأن زمن الخليفة الالهي الموعود قد أطل زمانه والامارات الوصالية له ظاهرة عليه السلام .. و أن زمان الساعة قد أوشك وان الساعة هو أصلا خليفة الله السماوي .. وهو أمرا من الغيب المحجوب .. يظهره الله تعالى بغته ..
{ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }الأعراف187 .. وفي الحديث النبوي الشريف أن ( المهدي عليه السلام يأتي بغتة على الناس وهم لا يشعرون ) وهو قوله تعالى في علاه :
{فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }الشعراء202 وبعد القيامة ليس هناك علامات .. ولهذا فرقت دراستنا القرآنية الحديثية بين المصطلحين وهما مصطلحي الساعة والقيامة .. ولهذا جعل المولى الاشارة القيامة سرا غيبيا ، ولم يطلعه للخلق ..
[عن المفضل بن عمر قال : سألت سيدي الصادق عليه السلام هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقت يعلمه الناس ؟ فقال : حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ، قلت : يا سيدي ولم ذاك ؟ قال : لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى : " ويسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض " ( 1 ) . الآية [ وهو الساعة التي قال الله تعالى " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " ] وقال " عنده علم الساعة " ولم يقل إنها عند أحد وقال " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها " الآية وقال " اقتربت الساعة وانشق القمر " وقال " ما يدريك لعل الساعة تكون قريبا " " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ]
العلامة المجلسي : ( بحار الأنوار ) ، الجزء : 53 ، ص 1 ، الوفاة : 1111 ، تحقيق : محمد الباقر البهبودي ، الطبعة : الثالثة المصححة ، سنة الطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
[ والساعة : القيامة ، كما في الصحاح . وهو مجاز ، قال الله عز وجل : ( اقتربت الساعة ) ( يسألونك عن الساعة ) ، ( وعنده علم الساعة ) تشبيها بذلك ، لسرعة حسابه . أو الساعة : الوقت الذي تقوم فيه القيامة ، سميت بذلك لأنها تفجأ الناس في ساعة ، فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة ( 6 ) ، قاله الزجاج ، ونقله الأزهري . وقال الراغب في المفردات وتبعه المصنف في البصائر ما نصه : وقيل : الساعات التي هي القيامة ثلاث : الساعة الكبرى ، وهي بعث الناس للمحاسبة .. )

الزبيدي : ( تاج العروس ) : الجزء : 11 ، ص 229 ، الوفاة : 1205 ، المجموعة : علوم اللغة العربية ، تحقيق : علي شيري ، سنة الطبع : 1414 - 1994م ، المطبعة : دار الفكر – بيروت ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
[ عن عائشة قالت ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت ( فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن طارق بن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت ( فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه ]
الهيثمي : ( مجمع الزوائد ) : :الجزء : 7 ، ص 133 ، الوفاة : 807 ، سنة الطبع : 1408 - 1988 م ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان

[ قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن قوما سألوا رسول الله ( ص ) عن الساعة ، فأنزل الله هذه الآية ، وجائز أن يكون كانوا من قريش ، وجائز أن يكونوا كانوا من اليهود ولا خبر بذلك عندنا يجوز قطع القول على أي ذلك كان . فتأويل الآية إذن : يسألك القوم الذين يسألونك عن الساعة أيان مرساها ، يقول : متى قيامها . ومعنى أيان : متى في كلام العرب ، ومنه قول الراجز : أيان تقضي حاجتي أيانا * أما ترى لنجحها إبانا ومعنى قوله : مرساها : قيامها ، من قول القائل : أرساها الله فهي مرساة ، وأرساها القوم : إذا حبسوها ، ورست هي ترسو رسوا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك ]

إبن جرير الطبري : ( جامع البيان ) : الجزء : 9 ، ص 184 ، قم 12000 ، الوفاة : 310 ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
[ 169 - وقوله جل وعز يسألونك عن الساعة أيان مرساها . . ( آية 187 ) . قال قتادة : أي متى قيامها ؟ وقال غيره : يقال رسى الشئ ، يرسو ، رسوا : إذا ثبت ، وأرسيته : أثبته . 170 - ثم قال جل وعز قل إنما علمها عند ربي ( آية 187 ) . أي لا يعلم متى قيامها الا الله . 171 - ثم قال جل وعز لا يجليها لوقتها إلا هو . . ( آية 187 ) . يقال : جلى لي فلان الخبر : إذا أظهره وأوضحه . 172 - ثم قال جل وعز ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلا بغتة . . ( آية 187 ) . أي خفي علمها ، وإذا خفي الشئ ثقل . وقيل : أي ثقلت المسالة عنها ، أي عظمت . 173 - ثم قال جل وعز لا تأتيكم إلا بغتة ( آية 187 ) . أي فجأة ]

النحاس : ( معاني القرآن ) : ، الجزء : 3 ، ص 111 ، الوفاة : 338 ، تحقيق : الشيخ محمد علي الصابوني ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1409 ، الناشر : جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية
ولهذا سنرى في مباحثنا المصطلحية الثلاث المنشورة : أن هناك فارقا بين المصطلحات الثلاث وكلاهما تؤكد خبر القيامة والقيامة في المصطلح القرآني هي خاتمة الانقلاب الكوني وأمر الساعة كما ذكرنا هي ظهور خليفة الله العادل المهدي عليه السلام الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا . : وهو تمام قوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح 28
وكان الخلط في وجهتنا عبر التاريخ وهو موقف الأنظمة الطاغوتية من قضية المهدي عليه السلام وخشيتهم منه على زوال ملكهم الوراثي والجبروتي .. فلاحقوا أحاديث المهدي عليه السلام وقضوا على فكرة الانتظار والدعوة إليها باعتبارها لديهم شكل من أشكال التمرد على النظام الملكي الوراثي الدموي فواجهوا أهل البيت وأنصارهم بقوة تحريف المجرى التفسيري والمصطلحي القرآني ..
وفرقوا بين الوجهة النبوية في التفسير بقتل أئمة أهل البيت عليهم السلام ...وقتلوا كل معارضة لهم في هذا السبيل ..بروح دموية .. فيما انبرى وعاظ وجوقة السلاطين لتحريف الراويات لأسيادهم الملوك وخلطوا الخلاف على النص فضاع الاتفاق مرة أخرى على خليفة آل محمد عليهم السلام !! وبالتالي الخلط في قراء ة علم المصطلح القرآني أدى لحالة الضياع التفسيري وحالة الإرباك في العقل الاسلامي في ظل غياب مذهل ومدوي عن علم مصطلح القرآن وهو نور الله تعالى للقرآن اختزنه الله المتعالي سره في قلب النبوة المحمدية والأئمة من ولده أسياد التاريخ والأمة وحجة الله على عباده عليهم الصلاة أجمعين
وهذه المصطلحات المهمة هي :

( الساعة ـ علم الساعة " أمر الساعة " ــ القيامة )

نشرت المصطلحات الثلاث على موقع أمة الزهراء في فلسطين2001 ميلادية وعلى العديد من المراكز والبحوث وآخرها نشرت على موقعنا : المصطلح القرآني تعريف مصطلح الساعة في اللغة :

[ القِيامَة كما في الصحاحِ . وهو مَجازٌ قال الله عزّ وجَلَّ : " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " " يَسْأَلونَكَ عنِ السّاعةِ " " وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ " تَشبيهاً بذلكَ لِسُرعَةِ حِسابِه . السَّاعَةُ : الوَقْتُ الذي تَقومُ فيه القِيامَةُ سُمِّيَت بذلكَ لأَنَّها تَفجأُ النّاس في ساعَةٍ فيموت الخَلْقُ كلُّهُم بصيحةٍ واحدةٍ قاله الزّجّاجُ ونقله الأَزْهَرِيُّ . وقال الرَّاغِبُ في المُفردات وتَبعَه المُصنِّفُ في البَصائر ما نَصُّه :
وقِيلَ : السَّاعاتُ التي هي القيامَةُ ثلاثٌ : السّاعَةُ الكُبرى وهي بعث النّاس للمُحاسَبَةِ وهي التي أَشارَ إليها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم بقوله :

" لا تَقومُ السّاعَةُ حتّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وحتّى يُعْبَدَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ " وذكَرَ أُموراً لمْ تحدُث في زَمانه ولا بعدَه . والسَّاعَةُ الوُسطى وهي مَوتُ أَهل القَرْنِ الواحِدِ وذلكَ نَحو ما رُوي أَنَّه رأَى عَبْد الله بنَ أَنيسٍ فقال : " إنْ يَطُلْ عُمْرُ هذا الغُلامِ لم يَمُتْ حتّى تقومَ السّاعَةُ " فقيل : إنَّه آخرُ مَن ماتَ من الصَّحابَة . والسّاعةُ الصُّغرى : وهي مَوتُ الإنسانِ فساعَةُ كلِّ إنسانٍ : موتُهُ وهي المُشارُ إليها بقوله عزَّ وجَلَّ : " قد خَسِرَ الّذينَ كَذَّبوا بلقاءِ اللهِ حتّى إذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً " ومَعلومٌ أَنَّ هذا الخُسْرَ يَنالُ الإنسانَ عندَ مَوتِه وعلى هذا رُوِيَ أَنَّه كانَ إذا هبَّتْ ريحٌ شَديدةٌ تَغيَّرَ لونُه صلّى الله عليه وسلَّم فقال : تَخَوَّفْتُ السّاعَةَ "
وقال :
" ما أَمُدُّ طَرْفي ولا أَغُضُّها إلاّ وأَظُنُّ السّاعةَ قد قامَتْ "
بمعنى مَوتِه صلّى الله عليه وسلَّم . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : السّاعةُ : الهَلْكَى كالجاعَةِ للجِياعِ والطّاعَة للمُطيعينَ . وساعَةٌ سَوعاءُ أَي شديدَةٌ كما يُقالُ : ليلَةٌ لَيلاءُ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسُواعٌ بالضَّمِّ في قوله تعالى :
" ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً " والفتح لُغةٌ فيه وبه قرأَ الخليلُ : اسْمُ صنَمٍ كانَ لهَمْدانَ وقيل : عُبِدَ في زَمَنِ نوحٍ عليه السّلامُ فدفنَه الطّوفانُ فاستثارَه إبليسُ لأَهل الجاهليَّةِ فعُبِدَ من دون الله عزَّ وجَلَّ كذا نصّ الليث زادَ الجَوْهَرِيُّ : ثمَّ صار لِهُذَيْلٍ وكان برُهاط وحُجَّ إليه قال أَبو المُنذِر : ولم أَسمع بذكرِه في أَشعار هُذَيْلٍ . وقد قال رجُلٌ من العرب :
تَراهُم حَوْلَ قَيلِهِم عُكوفاً ... كما عكَفَتْ هُذَيْلُ على سُواعِ
يَظَلُّ جنابة برُهاطَ صَرْعَى ... عَتائِرُ من ذَخائرِ كُلِّ راع (2)

(2) تاج العروس ج1/5328
(- الساعة: جزء من أجزاء الزمان، ويعبر به عن القيامة، قال: ﴿ اقتربت الساعة﴾ [القمر:1]، ﴿ يسألونك عن الساعة ﴾ [الأعراف:187] ، ﴿ وعنده علم الساعة﴾ [ الزخرف: 85] ، تشبيها بذلك لسرعة حسابه، كما قال: ﴿وهو أسرع الحاسبين﴾ [الأنعام:62]، أو لما نبه عليه بقوله: ﴿كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها﴾ [النازعات:46] ، ﴿ لم يلبثوا إلا ساعة من نهار﴾ [الأحقاف:35]، ﴿ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ [الروم:55] ، فالأولى هي القيامة، والثانية الوقت القليل من الزمان. أو قيل: الساعات التي هي القيامة ثلاثة: الساعة الكبرى، هي بعث الناس للمحاسبة وهي التي أشار إليها بقوله عليه السلام: ( لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وحتى يعبد الدرهم والدينار) ( الحديث أخرجه أحمد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
(لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة) انظر: المسند 2:162) ]

(3 ) الراغب الأصفهاني ( أبي القاسم الحسين بن محمد (502 هجرية : ( المفردات في غريب القرآن ) ص 248 ، باب السين ) ..

مفهوم الساعة في القرآن
قال تعالى :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } الأعراف187
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله :

فتأويل الآية إذا : يسألك القوم الذين
{ يسألونك عن الساعة : { أيان مرساها } ؟ يقول : متى قيامها ؟
ومعنى { أيان } : متى في كلام العرب ومنه قول الراجز :
(3)
)أيان تقضي حاجتي أيانا ... أما ترى لنجحها إبانا (
" عن طارق بن شهاب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }
إلى { من يخشاها (4)
قال القمي رحمه الله في تفسير الآية :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } الأعراف187(5)

( قوله تعالى : يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون 186 ) آية بلا خلاف . " أيان " معناه متى ، وهي سؤال عن الزمان على وجه الظرف . أخبر الله تعالى أن الكفار يسألون النبي صلى الله عليه وآله عن الساعة ، وهي القيامة " أيان مرساها " أي وقت قيامها وثباتها . ومعنى " أيان " متى قال الراجز : أيان تقضي حاجتي أيانا * أما ترى لنججها إبانا و " مرساها " في موضع رفع بالابتداء ، يقال : رسى يرسوا إذا ثبت فهو رأس وجبال راسيات ثابتات ، وأرساها الله اي ثبتها . وقيل معنى " مرساها " الوقت الذي يموت فيه جميع الخلق ، ومعنى سؤالهم عنها أي متى وقوعها وكونها . فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله إن يجيبهم ويقول لهم " علمها عند الله " لم يطلع عليها أحدا كما قال " إن الله عنده علم الساعة " وقوله تعالى " لا يجليها لوقتها إلا هو " أي لا يظهرها في وقتها إلا الله ) .. وقوله تعالى " ثقلت في السماوات والأرض " قيل في معناه قولان : أحدهما - ثقل علمها على السماوات والأرض ذهب إليه السدي وغيره . الثاني - ثقل وقوعها على أهل السماوات والأرض - ذكره بن جريج وغيره - . ثم اخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بكيفية وقوعها فقال " لا تأتيكم إلا بغتة " يعني فجأة . وقوله " يسألونك كأنك حفي عنها " قيل في معناه ثلاثة أقوال : أحدها - ان معناه وتقديره حفي عنها يسألونك عن الساعة ووقتها كأنك عالم بها وقيل : معناه كأنك فرح بسؤالهم عنها . وقيل : معناه كأنك أكثرت السؤال عنها ذكره مجاهد . )

الشيخ الطوسي : ( التبيان ) : الجزء : 5 ، ص 48 ، الوفاة : 460 ، تحقيق : تحقيق وتصحيح : أحمد حبيب قصير العاملي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : رمضان المبارك 1409 ، المطبعة : مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي ، الناشر : مكتب الإعلام الإسلامي

( إن الله عنده علم الساعة ) * : علم وقت قيامها * ( وينزل الغيث ) * في إبانه المقدر له ، والمحل المعين له في علمه . * ( ويعلم ما في الأرحام ) * قال : ( من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون للنار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا ) . * ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) * من خير أو شر ، وربما تعزم على شئ ، فتفعل خلافه . * ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) * . قال : ( هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وهي من صفات الله تعالى )

الفيض الكاشاني : ( التفسير الأصفى ) : الجزء : 2 ، ص 974 ، الوفاة : 1091 ، تحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية / محمد حسين درايتي ، محمد رضا نعمتي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1420 - 1378 ش ، المطبعة : مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي ، الناشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي


وفي قوله تعالى :
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )
ذكر الطبري أبو جعفر رحمه الله :

( والمعنى : ما ذكرت لدلالة الكلام على المراد منه ، فقال : إن الله عنده علم الساعة التي تقوم فيها القيامة ، لا يعلم ذلك أحد غيره وينزل الغيث من السماء ، لا يقدر على ذلك أحد غيره ويعلم ما في الأرحام أرحام الإناث وما تدري نفس ماذا تكسب غدا يقول : وما تعلم نفس حي ماذا تعمل في غد ، وما تدري نفس بأي أرض تموت يقول : وما تعلم نفس حي بأي أرض تكون منيتها إن الله عليم خبير يقول : إن الذي يعلم ذلك كله ، هو الله دون كل أحد سواه ، إنه ذو علم بكل شئ ، لا يخفى عليه شئ ، خبير بما هو كائن )

إبن جرير الطبري : ( جامع البيان ) : الجزء : 21 ، ص 104 ، الوفاة : 310 ، تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان

( وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله فقرأ * ( إن الله عنده علم الساعة ) * ) الآية وقال ابن عباس كل شيء أوتي نبيكم إلا مفاتيح الغيب الخمس * ( إن الله عنده علم الساعة ) * إلى آخر السورة وقالت عائشة رضي الله عنها ( من حدثكم بأنه يعلم ما في غد فقد كذب )

أبو الليث السمرقندي : ( تفسير السمرقندي ) : الجزء : 3 ، ص 29، الوفاة : 383 ، تحقيق : د.محمود مطرجي ، المطبعة : بيروت - دار الفكر ، الناشر : دار الفكر ..


( قال ابن عباس : ما شجرة في بر ولا بحر إلا و بها ملك وكل يعلم من يأكل وما يسقط من ورقها وقل منكم عندما بقي من الورق على الشجر وما سقط منها . )

الثعلبي : ( تفسير الثعلبي ) : الجزء : 4 ، ص 154 ، الوفاة : 427 ، تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي ، الطبعة : الأولى ، سنة الطبع : 1422 - 2002م ، المطبعة : بيروت - لبنان - دار إحياء التراث العربي ، الناشر : دار إحياء التراث العربي

" قال قتـــادة
أي ثابتات { قل إنما علمها عند ربي } ابتداء وخبر أي لم يبينها لأحد حتى يكون العبد أبدا على حذر { لا يجليها } أي لا يظهرها { لوقتها } أي في وقتها { إلا هو } والتجلية : إظهار الشيء يقال : جلا لي فلان الخبر إذا أظهره وأوضحه ومعنى { ثقلت في السماوات والأرض } خفي علمها على أهل السموات والأرض وكل ما خفي علمه فهو ثقيل على الفؤاد وقيل : كبر مجيئها على أهل السموات والأرض عن الحسن وغيره ابن جريج و السدي : عظم وصفها على أهل السموات والأرض وقال قتادة وغيره : المعنى لا تطيقها السموات والأرض لعظمها : لأن السماء تنشق والنجوم تتناثر والبحار تنضب وقيل : المعنى ثقلت المسألة عنها { لا تأتيكم إلا بغتة } أي فجأة مصدر في موضع الحال { يسألونك كأنك حفي عنها } أي عالم بها كثير السؤال عنها " (6)

القرطبي : ( تفسير القرطبي ) : الجزء : 7 ، ص 336 ، الوفاة : 671 ، الطبعة : الثانية ، سنة الطبع : 1405 ، المطبعة : دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان ، الناشر : مؤسسة التاريخ العربي . بيروت ، (6) تفسير القرطبي ج 7/294 تفسير نفس الآية ..

" وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد { لا يجليها لوقتها إلا هو } يقول : لا يأتي بها إلا الله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال :
هو يجليها لوقتها لا يعلم ذلك إلا الله " (7)

(7) الشوكاني : فتح القدير ج2/401 قوله تعالى : " ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون ( 192)

وفي تفسير أبو السعود : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " قال أي :

متى إرساؤها أي إقامتها يريدون متى يقيمها الله تعالى ويثبتها ويكونها وقيل أيام منتهاها ومستقرها كما أن مرسى السفينة حيث تنتهي إليه وتستقر فيه وقوله تعالى
فيم أنت من ذكراها " (8)

(8) تفسير أبو السعود ج9،105 قوله تعالى : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها "

أي الحديث عن معالم القيامة وهي ساعة ظهور الأشراط الساطعة لعصر الظهور وحمل العباد في سفينة الخلاص والنجاة وهي سفينة آل محمد الطاهرين عليهم السلام ..
. وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال :
إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل ." (9)

(9) الشوكاني : فتح القدير ج1/ 141 قوله تعالى : " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (59)
= الدر المنثور ج/ 174 الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993
" وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

" مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك "
(10)

(10) روح المعاني ج1/255 قوله تعالى : "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج .. "


وروى الطبراني : "عن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل بيتي فيكم كسفينة نوح عليه السلام في قومه من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك " (11)

(11) الطبراني : ج5/306 رقم 5390 المعجم الأوسط

الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 والساعة بالتالي هي السر الحثيث وراءه الطالبون والمنتظرون لظهور الفرج في سياقها .لأنه لا قيامة بدون ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام ..
"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس وقوله سبحانه: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وقوله عز وجل يسألونك عن الساعة أيان مرساها ولا يخفى أن عد جميع ما ذكر من الأصولية غير ظاهر وعلى تقدير ظهور ذلك في الجميع " . . (12)
(12) الأ لوسي : روح المعاني ج16/262 قوله تعالى : " يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا (103) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما (104) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا (105)
أي الدخول في عمق الحالة الروحية الغيبية في زمن ظهور الساعة وهو خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام .. وقوله تعالى : { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي أن ظهور خليفة الله في ساعة النزول والظهور هي سر الهي محض له ميقات يوم معلوم وهي لها ثقل في السموات وهو خليفة الله وسليل نبيه المصطفى سيد الخلق أجمعين وخليفة الله الخاتم لدين جده صلى الله عليه وآله وسلم ..
ولهذا سميت العترة النبوية ب [ الثقلين ] قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الوارد في صحيح مسلم : " عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

[ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ] قيل لزيد بن أرقم : من أهل بيته ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس " وقال : " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خم فحمد الله و أثنى عليه و وعظ و ذكر ثم قال : أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه و إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور من استمسك به و أخذ به كان على الهدى و من تركه و أخطأه كان على الضلالة و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات قال حصين : فمن أهل بيته يا زيد ؟ أليست نساؤه من أهل بيته ؟ قال : بلى نساؤه من أهل بيته و لكن أهل بيته من حرم الصدقة قال : من هم ؟ قال : آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل العباس قال حصين : و كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم " (13)
(13) صحيح مسلم باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام . = تفسير البغوي " ج1/190 قوله تعالى : " ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ( 23)
= صحيح ابن خزيمة الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت ، 1390 – 1970 ، : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري ، الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت ، 1390 - 1970

" وقال بعض أهل المعاني : كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل قال النبي صلى الله عليه وسلم :
[ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ] فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما ]
(14)
(14) نفس المصدر السابق ج1/447 قوله تعالى : " سنفرغ لكم أيها الثقلان ( 31

" عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض(15) "(15) مسند الإمام أحمد بن حنبل الناشر : مؤسسة قرطبة - القاهرة ج3/14 رقم 11119

[ عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أوشك إن أدعي فأجيب وأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما ] . (16) (16) تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح بشواهده دون قوله " وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
نفس المصدر السابق ج3/17 رقم 11147
" وقد يظن البعض أن قوله ) إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ( قد تحقق مصداقه بتمام كماله عند خلق آدم عليه السلام وبث الروح فيه, وهذا بعيد , إذ ليس بالضرورة أن يتحقق مصداق الهوية التامة( الخلافة) عند خلق آدم مباشرة بل يمكن أن تظهر سمات هوية الله في الإنسان( الخليفة) بالتدريج البطيء وعلى حسب سنة النمو والتكامل الجارية في النشأة , فكما هوية الشجرة لا تظهر مباشرة عند غرس البذرة في التراب إلا بعد أن تمر بمراحل النمو و التكامل حتى تصير شجرة تامة كاملة, كذلك عنوان الخلفية لم يتحقق بتمام كماله عند خلق آدم , بل آدم عليه السلام كان البذرة الأولى لشجرة الخلافة , والمهدي عليه الصلاة والسلام هو الشجرة الكاملة التامة, والثمرة التي تحمل كل سمات هوية الله الوجودية .وكما الثمرة التي تظهر في نهاية مراحل النضج التام هي التي تنقل هوية الشجرة إلى الجيل القادم ، كذلك الخليفة الكامل التام ( المهدي) الذي يظهر في نهاية مراحل كمال النشأة (نهاية الزمان) هو الذي ينقل هوية الله التي تتجلى في شخصه إلى النشأة الأخرى ذات الديمومة البقاء. ولما كان المهدي عليه الصلاة والسلام خليفة الله الكامل ,الذي أوكلت إليه أهم واخطر مهمة في تاريخ النشأة وهي تطهير الأرض من الشرك والظلم وبسط العدالة الشاملة على كوكب الأرض , فإنه هو الخليفة التام الكامل الذي يصدق عليه عنوان خليفة الله , لأنه هو الذي تتجلى في كيانه هوية الله تجلياً تاماً ( جميع أسماء وصفات وأفعال الله) فيكون مصداقاً تاماً لظهور هوية الله في مقام الظاهر في الدنيا والآخرة (17)

(17) المهدي المنتظر ضرورة وجودية لا يمكن تصوّر عدمها الباب الثالث هوية المهدي من القرآن الكريم : http:// mum.net/almehdi/babthalth.htm

الولاية العظمي والساعة :

وفي سورة طه الكريمة بيان الفصل في علاقة النبوة الموسوية ببيان سر الساعة والظهور الخاتم المرتقب .. .. وهو قوله تعالى :
{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه

15
{ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى }..
وفي تجليات سورة طه يكمن الربط بين المشروع الموسوي الهاروني وهو المثال القرآني وبين الأنموذج المحمدي العلوي الخاتم ..{هارون من موسى } وبعدها الآيات والمعجزات الخارقة والمدلول على نور النبوة
..{لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى }
طه23
وهي خوارق المعجزات الربانية المسقطة في كل أطوار المشروع الإلهي كل أشكال مشاريع الزيف وسحر العقول والدافعة في الختم لبلورة حالة الساجدين ...

{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }الشعراء219 إلى خيار المواجهة الأزلية

المستمرة وهو قوله تعالى في سورة طه :

{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } طه24
فالخطاب المركزي هو للمواجهة من القيادة العليا وهو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في صورة المثال القرآني الموسوي العظيم ، وقد جاء الخطاب القرآني بصورة الواحد {اذْهَبْ } وهو إثبات لوضعية النبوات المركزية المختارة والمصطفاة .. فيما جاءت بصيغة {الاثنين } في قوله تعالى :
{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } طه43

هم النبي موسى عظيم بني إسرائيل عليه السلام وهارون عليه السلام وزيره .. وخطاب مواجهة الطاغوت جاءت بصورة الجمع

{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } طه78

.. والمراد في سياق سورة طه وهو نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إثبات الحالة النبوة والولاية [ الثقلين ] وهو تصوير تعبيري جدلي له علاقة بقيام الساعة وهو مرهون بقيام قائم آل محمد عليه السلام .. وهو خليفة الله المتعالي ولهذا جاء القول فاصلا بينا في قوله تعالى كما ذكرنا :

{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } الحج7
والملاحظ الدقيق في التفسير التصويري للآية الكريمة وما قبلها وما بعدها من آيات يجد التعبير عن ظهور الساعة أمرا جليا وهو في قوله تعالى :

{ َتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } الحج5

فيها توصيف واضح عن حالة الانهيار الأرضي الذي يسبق عملية البعث وهي الساعة التي لا ريب فيها : أي لا شك فيها فهي حق وتمام الحق . وهي محتومة حادثة :
وهو قوله تعالى { هامدة } وما يتبعها في قوله
{أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } والماء : في التفسير هنا والله العليم

الخبير هو الماء الإحيائي وهو أمر آل محمد الطاهرين عليهم السلام يحيون و يحيى أمرهم عبر عملية بعث ونهضة إلهية جديدة خاتمة ..
وفي قوله تعالى { اهْتَزَّتْ } هو توصيف دقيق لحدث سماوي يهز العالم ومعجزات وخوارق ربانية تجتاح صوت المادية الوثنية المستشري بحيث يكون الاهتزاز العنيف بمعزات ثابتة في الحديث القرآني والنبوي وهي
[ الصيحة ] وهي الصرخة في السماء التي تسبق ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام وما ينجم عنها كما في الروايات الصحيحة من تأثيرات نفسية وعقلية تصل بالمكذبين إلى حالة من الصرع والجنون والذهول .. بسبب عدم استيعاب الحقائق الإلهية.. وخطورة المعجزات .. ويستحيل تفسيريا وعقليا أن يحدث الزلزال الطبيعي حالة من النمو والصعود بل يكون العكس من الدمار والتشرذم والضياع ..

فصلنا الموضوع في موسوعتنا في المصطلح القرآني : ( باب مصطلح الصيحة في القرآن الكريم ) نشرناه على موقعنا : موقع أمة الزهراء ، عام 2001 م ، ونشره على موقعنا الجديد :
( موقع المصطلح القرآني )

وهنا يفاد أن الاهتزاز هو عملية انقلابية وكونية شمولية تجعل الحدث الرباني من الانقلاب الكوني نهضة ثورية خلاقة جديدة ، والدليل هو قوله تعالى

{ وَأَنبَتَتْ }

وعملية الإنبات هنا هو بداية طور جديد من الثورة الإنسانية في سياق جديد لعملية ربانية إحيائية على كل المستويات الخلقية والكونية ومفهم مصطلح [ الإنبات ] في القرآن هو دليل على ثورة شمولية بكل المقاييس تفيد الظهور والتكثير وهو مثال قوله تعالى :
{ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261

وهو المضاعفة في الأجر والتكثير في نمو الحالة المختارة وقوله تعالى في السياق : { لِمَن يَشَاءُ } .. وتعبير عنى المشيئة الخلقية والإنبات ومدلوله في رؤيتنا هو الاصطفاء والاختيار المخصوص والدليل هنا في الآية هم آل البيت النبوي المطهرين يكثر الله بهم وبخليفتهم الكامل الوارث .. خير الأرض ... وتعود في عهدهم كما في صحيح الحديث للأرض بركتها وفق مشيئة إلهية محتومة . والله واسع عليم .. ووسع العلم هو علم الله الموروث لخليفة الله المهدي في الأرض حيث لا يحتاج الناس في عهده عليه السلام إلى وعاظ بل تكون النساء في قعر بيوتهن ومطابخ طعامهن يفتين كأكابر العلماء ، وهذا من عطاء الله وفيوض الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في ولده خليفة الله المهدي عليه السلام ..
إذ لا يمكن منطقيا أن تكون حالة الوسع حسب الوعد القرآني والنبوي إلا في آخر الزمان .. وهنا تكون الحالة هي في مقام الخلافة الراشدة .. وبعد إزاحة المفسدين في الأرض من أعوان الزيف والدجال وصولا بنزع أصول الشجرة الملعونة من الدجال و السفياني وأعوانه ولا يمكن بحال اجتماع الزيف مع الوسع والبركة إلا في ظلال العدل وعندما يكون الوسع في ظلال الزيف الوثني لا يكون إلا بالدموية وحكم الجور ومناهج الستالينية الدكتاتورية الجائرة ..ولا يمكن نزع الستالينية البروليتارية التي أفقرت أصحابها وحملة مناهجها الوثنية باجتثاثها منالأرض وهو قوله تعالى عن الحالة
{ واجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار }
وقد نزع الشيوعيون الروس الستالينية في عهد خروشوف والغي غورباتشوف الشيوعية والنظام الشيوعي من روسيا وتحولت إلى علمانية ماشيحانية يهودية !! وسيجئ خليفة الله المهدي عليه السلام ويجتث أصول كل المفسدين في الأرض . وهذا هو الإنبات الحق في عهد النبوة الأولي وفي ختمها بالمهدي عليه السلام.. والله تعالى يقول
: { وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } : نوح17 .. و ينبته إنباتا : أي وفق منهج سماوي وهو التأكيد على تميز حالة الإنبات الثورية الجديدة والمعجزة .. لا بد أن يكون حامل لواءها هو خليفة الله قائدا و حاملا لمشعل الثورة التغييرية الإلهية ..ونعود في السياق التفسيري إلى قوله تعالى في سورة الحج لنكتشف حقيقة هذا .. [ الإنبات الاصطفائي ] المخصوص وخلاصته المنتظرة في خليفة الله العادل المهدي عليه السلام .وهو علم الساعة الإلهية الوشيكة الإعلان من الله تعالى بواسطة قائد وسيد الملائكة [ جبرائيل عليه السلام ] .. حيث يأمر القائد البطل جبرائيل ملائكته فيخسفون الأرض بجيش السفياني الملعون كما وصف النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة فيحيي الله تعالى الأرض وهي مكة {إنباتا } بخليفة الله العادل عليه السلام بثورة إلهية ونورانية فذة
.. انظر موسوعتنا في المصطلح القرآني ( مصطلح الانبات في القرآن الكريم )

وفي قوله تعالى من :

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }ق7
دليل آخر على مثالية حالة الاصطفاء الإحيائي البهيج وهو توصيف لحالة الإسعاد الإلهي ..
والملاحظ في نظم السياق القرآني في سورة الحج يرى أن ما يتبع آية الإنبات هو وله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الحج6 ..
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } الحج62 : لقمان /30وهو شهادة الحق لذاته بالحق بأن الله تعالى هو الحق .. ولا يكون الحق مستوعبا إلا في وعاء الحق وهو وعاء النبوة الحق . وفيه قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :
" على مع الحق والحق مع علي لا يفترقان " ..
ولهذا أتبع تعالى الآية التأكيدية بحتمية قدوم الساعة المنتظرة لظهور الحق في العالمين .. وفي الآية الواردة في سورة غافر التوكيد الجلي الواضح بأن أكثر الناس لايؤمنون بالحق وهي قيادة آل البيت النبوي !! وهو قوله تعالى : {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ }غافر59 ولهذا جعل الله الحق معهم وجعلهم ابتلاء وتمحيص من قدر الله وابتلاءه وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

[ إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ]

[ كنز العمال / 30877 = الطبراني : المعجم الكبير / 4111 ]

وحين جعل الساعة هي ميزان التحديد الإلهي الغيبي مع الواقع .. جعل أهل البيت وظهورهم هما مدخل الساعة من عمق الغيب وجعل خليفته المنتظر عليه السلام هو خليفة العدل والمنتقم من المكذبين والكافرين والناكثين بهم . تحدى الله تعالى بهذه الحتمية الإلهية واقعا للظالمين وكل المفسدين في إسرائيل وأدواتها المستعربة والعالمية الماسونية المستغربة . .. فقال تعالى : { إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه15 والمتابع لتسلسل الآيات في سورة غافر : يجد تحدي القرآن واضحا لهؤلاء الجاحدين والمكذبين وهم كما عرفهم القرآن " حزب الشيطان " في قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ }الحج3وفي نفس السورة يؤكد الله تعالى بأن هؤلاء الجاحدين هم الجاهلون ومن لا يملكون الوعي ولا يملكون الهداية ..وهو قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }الحج8وهم أعوان حزب الشيطان الرجيم والظالمين لجهة الحق وقادتها .. وهو قوله تعالى في سياق آيات الحج :{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }الحج10وكما ذكرنا في مبحثنا فقد جاء في التفسير أن علم الساعة وأمر الساعة هو خليفة الله المهدي وعيسى عليهما السلام ..وهنا نكتشف السياق المتكرر لأمير المؤمنين علي عيه السلام في شخصية خليفة الله المهدي عليه السلام .. و هو إثبات الأنموذج الموسوي الهاروني الخاتم

فصلنا هذه الحقيقة الالهية في مباحثنا أنظر :
( موسوعتنا في المصطلح القرآني
( المصطلح الموسوي الهاروني المحمدي في القرآن ) ..

وهو خطاب واحد للنبوة الموسوية في الأنموذج المحمدي لقراءة حالة مستقبلية فيها تواصل حق الاصطفاء الإلهي الخاتم في صورة الولاية الإلهية الخاتمة أيضا .. [ هارون وموسى ] وقد شرحنا في مباحثنا أصول الخطاب الإلهي في الموضوع القرآني والمراد منه وهو بيان الولاية الربانية الخاتمة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام .. وهذا التصوير في بيان الاستحقاق الإلهي قد بينه جمع من الأحاديث النبوية الصحيحة في ربط المثال والأنموذج القرآني في حقيقة قوله تعالى :
{ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي } طه29ـ 30
والهدف بيانه هو إحداث عملية التواصل بين النبوة والولاية الإلهية الكاملة [ الله ــ الرسول ــ الذين آمنوا ] وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .. وآل البيت عليهم السلام وهو قوله تعالى
: { اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } طه32} طه31 ــ32

وهو الرجاء في الشراكة الاندماجية الكاملة ( النبوة والولاية ) بصورة التواصل الرسالي الأصيل وبيان التأييد الإلهي للرجاء وهو قوله تعالى :
{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } طه43

.. وانحياز الله تعالى لحالة الولاية الكاملة تم ربطه بطريقة استباقية في بيان الساعة وقرب مجيئها وهو بيان تعليلي للمراد جوهرة في الإشارة لحالة [ الولاية الكاملة ] والمفرزة لحالة الخلافة الكاملة في آخر الزمان زماننا ..
{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } طه42

.. وجاء بعدها واضحا قوله تعالى :
{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى }طه15
وفي سورة الحج جاء التأكيد بعدم الشك في حتمية ظهور الساعة وهو :

[ خليفة الله الكامل المهدي عليه السلام ]

وفي صياغة الربط بين التفصيل النبوي والبيان الإلهي

{ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي } طه 30 ــ29
.. جاء قوله صلى الله عليه وآله وسلم مثبتا الحالة في الولاية الكبرى وهي أمر الساعة صرخة كبرى في وجه المارقين وحركات الزيف والتكذيب المتواصلة عبر التاريخ :
{ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ
يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ }الشورى18
وهم المكذبون بالساعة وآمر الساعة وهي ولاية الله العظمى ..
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ }الحج55
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ واعتدنا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً }الفرقان11
وفي البيان والتفصيل النبوي لحاله هارون من موسى المحمدية .. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
- حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام :
( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )
[ 4154 ]

[ أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل علي رضي الله عنه رقم 2404
( أبيه ) أي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه . ( بمنزلة هارون ) نازلا مني منزلة هارون من موسى عليهما السلام في أخوة الدين والنسب وقيل إنه صلى الله عليه وسلم قاله له ــ أي أمير المؤمنين علي عليه السلام ــ حين خرج إلى تبوك وخلفه على أهله وعياله وأمره أن يقيم فيهم فكان كهارون حين خلفه موسى عليهما السلام على بني إسرائيل لما ذهب لميقات ربه "
.. " - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد عن أبيه :

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال :

( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي)
[ وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا ] ر 3503

[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رقم 2404
)استخلف . . ) تركه أميرا على من بقي في المدينة كعادته صلى الله عليه وسلم إذا خرج وأكثرهم من النساء والصبيان ] (18)

(18) صحيح البخاري : ج3/1395 رقم 3503 الناشر : 1407 ــ 1987 = نف المصدر ج4/1602 رقم 4154 ط دار ابن كثير اليمامة بيروت
" فعن حصين الثعلبي ، عن أسماء بنت عميس قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" أقول كما قال أخي موسى :
{ رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري }..
{واجعل لي وزيرا من أهلي} " علياً أخي "{ اشدد به أزري}(3) إلى آخر الآيات…
(19)
(19) سورة طه / الآية 31 = راجع ابن عساكر : تاريخ دمشق ج42/52
.." هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له أطيعوا " (20 )

(20) . ا بن عساكر : المصدر السابق ج 42/48،49 رقم الحديث 8381

وهي المؤاخاة والشراكة في تواصل خيرية الولاية الربانية ..
واثبات خليفة الله الخاتم من قلب الولاية العظمى وروحها . (21)

(21) فصلنا الموضوع في كتابنا : أهل البيت : الولاية التحدي المواجهة باب : " المؤاخاة." التوحُد النوراني " . تحت الطبع


وكما حدث التكذيب لحالة موسى وهارون عليهما السلام من بني إسرائيل وعبدة العجل فإن العرب قد كذبوا النبي محمد صلى الله عليه وآله في ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام .. وهو ما سيكون مع خليفة الله المهدي عليه السلام من تكرار الصورة من عداء السفيانيين بنو أمية له عليه السلام ولكن الله تعالى يخسف بجيش السفياني ويجعل الدائرة على المفسدين في الأرض وهو ما شرحنا ه بتوسع في مدخل سورة الشعراء ..
في قوله تعالي :
{ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }الشعراء4(22)
(22) كتابنا: آل البيت في ظلال القرآن الكريم : سورة الشعراء : منشور أجزاء منه على موقع أمة الزهراء : شبكة الأبدال العالمية ..

الساعة تأتي بغتة :
قال تعالى : " { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }الزخرف66 إن مسألة الانتظار هي أصلا من باب الغيب وفيها الوقوف أمام الوعد الإلهي بخروج خليفة الله المهدي عليه السلام .. بثورته الإلهية المقدسة .. وشاء العلي القدير أن يجعل مسألة آل البيت وخليفتهم المهدي مخصوصة به تعالى حيث وعده تعالى لنبيه المصطفي ووعده لأمير المؤمنين عليه السلام عبر باب النبوة المعظمة بأن يكون خليفة الله المهدي سليل النبوة الخالدة هو ختام المسك الإلهي لآل النبي محمد الطاهرين عليهم السلام والتي وفق الأحاديث بأنها ستكون فجأة وبغتة كما في القرآن وهو قوله تعالى : {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ }محمد18 وعلامات الساعة هي التي نعيشها اليوم قد اكتملت كأشراط لظهور الإمام المعجزة والتي لم يبق منها سوى في نظرنا سوى السفياني الملعون والتي لن لهم ذكرى بعد الخسف و إن شاء الله تعالى يكون قريبا .. { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }الزخرف66 والآية الثانية تتناغم مع المرحلة بعد خروج السفياني الملعون والذي من المحتوم خروجه قبيل ظهور خليفة الله المهدي عليه السلام بسته أشهر .. ثم يقوم قائم آل محمد عليهم السلام بالقيامة الكبرى على رؤوس الظالمين والمستكبرين في الأرض .. (23)
(23) يراجع في الموضوع : كتابنا : المهدي عليه السلام : النزول الخروج ، تحرير القدس : باب السفياني

وهو عليه السلام الذي يحسم موضوع حركات المارقين والتكذيبيين وكذلك المنكرين للمهدي كحقيقة إلهية كونية محتومة .. والمنكرون للمهدي عليه السلام هم أولياء الطاغوت المستكبرين وهم كافرون بشكهم في جوهر الحقيقة المحمدية الخاتمة ..
وقد أجمع المسلمون بالكلية بكفر المنكر للحق الذي يجئ به خليفة الله المهدي عليه السلام بنص القرآن قال تعالى :
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ {فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }الشعراء202عَقِيمٍ }الحج55

والحق هو مع آل محمد عليهم السلام فهم بينه الله في قرآنه وميزان تبيان الحقائق الإلهية . "

بن سليمان السراج حدثنا عبد السلام بن صالح حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن أبي سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أم سلمة فرايتها تبكي وتذكر عليا وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة " (24)

(24) تاريخ بغداد المؤلف : أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ج14/320 رقم 7643 = تاريخ دمشق ج42/449 ط دار الفكر بيروت = الهيثمي : مجمع الزوائد ج 7/467 رقم 12031 = فيض القدير بشرح الجامع الصغير المكتبة التجارية الكبرى بمصر ط1/1356 ج6/365 رقم 9640 ..
وخليفة الله المهدي عليه السلام هو في القرآن ختام المسك لآل محمد الطاهرين عليهم السلام قال تعالى :
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17

" قال مجاهد : الشاهد لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن علي بن الحنفية : قلت لأبي أنت الشاهد ؟ فقال : وددت أن أكون أنا هو ولكنه لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل : هو علي بن أبي طالب روي عن ابن عباس أنه قال : هو علي بن أبي طالب " ...(25)

(25) القرطبي : تفسير القرآن ج9/17
تفسير قوله تعالى : " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه "

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مروديه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب قال : ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه } رسول الله صلى الله عليه وسلم بينة من ربه وأنا شاهد منه وأخرج ابن عساكر وابن مروديه من وجه آخر عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ أفمن كان على بينة من ربه : أنا ويتلوه شاهد منه : علي ] (26)

(26) الشوكاني : فتح القدير ج2/705

وفي تفسير البغوي رحمه الله :

" وقيل : هو على بن أبي طالب رضي الله عنه قال علي : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من القرآن فقال له رجل : وأنت أي شيء نزل فيك ؟ قال : { ويتلوه شاهد منه } .. (27)

(27) البغوي : معالم التنزيل ج 1/ 166 تفسير الآية .
وفي السياق ذكر الأ لوسي مثله :

فيه طائفة من القرآن فقال له رجل : ما نزل فيك قال : أما تقرأ سورة هود أفمن كان على بينة الآية من كان على بينة من ربه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأنا شاهد منه...

وأخرج المنهال عن عبادة بن عبد الله مثله وأخرج ابن مردويه بوجه آخر عن علي كرم الله تعالى وجهه قال :
قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
أفمن كان على بينة من ربه أنا ويتلوه شاهد علي "

وأخرج الطبرسي نحو ذلك عن بعض أهل البيت رضي الله تعالى عنهم وتعلق به بعض الشيعة في أن عليا كرم الله تعالى وجهه هو خليفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لأن الله تعالى سماه شاهدا كما سمى نبيه عليه الصلاة والسلام .} (28)

(28) الأ لوسي : روح المعاني ج1/166 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ـ تفسير قوله تعالى : " أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " (16 = كنز العمال للمقتدى الهندي ج2/545 رقم 4439 ورقم 4440 ورقم 4441 ــ مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م ..
وفي جملة أدلة التفسير عند آل البيت عليهم السلام قالوا :
" في الكافي : عن الكاظم ، والرضا عليهما السلام أمير المؤمنين عليه السلام : الشاهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورسول الله على بينة من ربه .
في المجمع : عن أمير المؤمنين ، والباقر ، والرضا عليهم السلام : إن الشاهد منه : علي ابن أبي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه .
والقمي : عن الصادق عليه السلام إنما أنزل:

{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود 17
وعن الباقر عليه السلام إنما نزلت ( أفمن كان على بينة من ربه ) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ويتلوه ) علي شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به فقدموا وأخروا في التأليف . والعياشي : عنه عليه السلام الذي على بينة من ربه : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي تلاه من بعده : الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم أوصياؤه واحد بعد واحد .
[وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ما من رجل من قريش إلا وقد نزل فيه آية أو آيتان من كتاب الله ، فقال رجل من القوم : فما نزل فيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أما تقرء الآية التي هي في هود :
( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) محمد : على بينة من ربه ، وأنا : الشاهد . وفي الامالي : ، والبصائر مثله . وفي الامالي : وأنا : الشاهد ، وأنا : منه . وفي البصائر : وأنا شاهد له فيه وأتلوه معه " (29) "

(29) تفسير الصافي ج2/437 تفسير سورة هود

وأما قوله : ( ويتلوه شاهد منه ) فذلك حجة الله أقامها الله على خلقه وعرفهم أنه لا يستحق مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا من يقوم مقامه ، ولا يتلوه إلا من يكون في الطهارة مثله بمنزلته (30)

(30) نفس المصدر السابق ص 438

وفي تفسير القمي رحمه الله :
" عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال إنما نزلت افمن كان على بينة من ربه، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة " . (31) "(31) تفسير القمي ج1/ 324 تفسير الآية
افمن كان على بينة من ربه " رسول الله صلى الله عليه واله :
" ويتلوه شاهد منه " أمير المؤمنين عليه السلام ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " قال : كان ولاية علي عليه السلام في كتاب موسى " ُ { أوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود 17
إلى قوله : " ويقول الأشهاد " وهم الأئمة عليهم السلام " ... (32)

(32) تفسير القمي ج2/ 344 تفسير سوره هود

وتفسير الآية هو خاص بالعام والخاص بولاية الله في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطاهرين عليه وينسحب [ الشاهد منه ] بعد أمير المؤمنين عليه السلام في الأئمة عليهم السلام ..وفي ختام المسك في آل البيت المهرين خليفة الله المهدي عليه السلام .. فهو الشاهد على الأمم والخلائق .. و مدلول الساعة كما جاء في مبحثنا هو خاص بخليفة الله المهدي عليه السلام وهو إمام العدل المدخر لمواجهة خنادق الظالمين من خلال إرساء مشروع العدل الإلهي بسفينة آل محمد الطاهرين .. وقوله تعالى : " إِنَّهُ الْحَقُّ " هو دليل وجود خليفة الله المؤيد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الزمان يتسم بصفات الأئمة وجامع لعلمهم ونورهم فهم الشهود والشاهدين في الأرض .. وحملة الحق وورثة النبوة ..{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا } وهكذا تتواصل حركة الشهود والأشهاد بموازاة حركة الكفر والتكذيب

حتى يأذن الله تعالى لمهديه بالخروج ويتحقق وعده تعالى بالنصر .. وهو الأمر الذي سيذهل في توقيته المفاجئ الخلائق ووجود الشواهد لساعة الفرج مثل الصيحة والزلازل والخسوف المتوالية ما يشكل حركة رعب .. وهذه العلامات قد بدأت في الظهور وإسرائيل بدأت تتراجع في قوتها ونظريتها على أيدي أنصار خليفة الله المهدي عليه السلام وتعالي صوت

أولياء آل البيت ومصداقيتهم في صفوف القيادة الوثنية الإسرائيلية الخزرية ..
التي تعتبر من أهم أشراط الساعة التي بين أيدينا .. ناهيك عن انتشار الفساد والرشوة والوهن بين المسلمين ..
والأمة أمام المحك والابتلاء ، ولهذا سيكون خروج المهدي عليه السلام المفاجئ هو المفرزة الربانية ولهذا جاء قوله تعالى متواليا في تحذير المكذبين والممترين

: { وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ }

وهي أحزاب الكفر وحمله رايات العداوة والتكذيب للدين ورسالة خليفة الله المهدي تحديدا ..
{ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ {فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } الشعراء202 ــ الحج55

وسيواجه الظالمين وكل العملاء والسكارى وكل المرتبطين بثقافة الدولار والمنهج الوثني الإسرائيلي قوة إلهية مخيفة لم يحسب لها ومع بلورة الصيحة في الظهور سيتزلزل أركان الوثنيين من حالة الرعب الكونية المحيطة .. قال تعالى : {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } : النحل77 ولهذا ربط المولى تعالى كل حركة الغيبيين والمنظرين بحركة الساعة والظهور وما نزول السيد عبد الله المسيح عليه السلام وظهور حركة أهل الكهف عليهم السلام كشاهدين لخليفة الله المهدي عليه السلام إلا رمزا لهذا التحدي الغربي ومعاودة رسم التاريخ والتحولات وفق منظومة إلهية جديدة ومذهلة .. وفي سورة الكهف عظيم الربط بين هذه الشواهد وحركة الشاهدين وعلم الساعة وأمر الساعة .. وتحقق الوعد الإلهي لينكشف ستار الغيب مع مفتاح الساعة بأمر الساعة وهو خليفة الله المهدي ومن خلفه النبي العتيد والصلب عيس بن مريم عليهم السلام أجمعين قائد ثاقبا وخليفة عادلا في دولة الأئمة الربانيين .. وهو الواضح في قوله تعالى :
{ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً } الكهف21
ونرى في هذه الآية بعدا غيبيا مستقبليا بوجود انكشاف لحقيقة أهل الكهف ودورهم التاريخي والصراعي لربط الحقائق المقبلة بالتواريخ الصراعية العقائدية وكذلك .. انكشاف زيف اليهودية الوثنية والصليبية الصهيونية المعادية للمهدي والمسيح عليهما السلام ..
" وبالتالي تربط الآية بين وعد الله والساعة التي لا ريب فيها ولا تكذيب .. وسينقسم الناس بين المكذب للخرج خاصة وأن تراث قطاع كبير من المسلمين يكذب أحاديث خروج أهل الكهف في آخر الزمان وأنهم أعوان المهدي ليقولوا بحجة الحفاظ على الآثار والمصالح الخاصة بنكران الغيب والنصوص ..{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً }الكهف36 فيما الاتجاه الآخر يؤكد بضرورة بناء مسجد عليهم وفيه إشارة إلى المسجد أي اتخاذهم قادة ربانيين " حركة الساجدين الغيبيين " وفي سورة الكهف تبيان وفرز لاتجاهين محددين : المادي والروحاني {إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى }طه15 حيث يكشف القائم المهدي عليه السلام حركة المجرمين والطواغيت الأرضيين وكل [ المبلسين ] قادة محور الشر في هذا العالم وعلى رأسهم أمريكا الماسونية وإسرائيل قاعدة الماشياح الدجال .. وتبدأ صورة الصراع الكوني على قاعدة الحق الإلهي والذي يحمله بلا شك خليفة الله المهدي وآل محمد الطاهرين في العالم ..

أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني : ( مصطلح الابلاس في القرآن )
وهو قوله تعالى : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ }الروم 12
وهو عليه السلام الذي يفرق وحدة الحالة الوثنية العالمية المستشرية بفسادها ..
وهو قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ }الروم14 ..
فخليفة الله المهدي عليه السلام هو روح من روح الله وهو سماوي غيبي ادخره الله تعالى في غيبه وسره ولا يعلمه أحدا غيره تعالى في الأرض .. وهو الذي ينزله لرسم العدل والقسط في الأرض :
{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ }الشورى17
ونزول خليفة الله بروحه السامية للأرض يعني قرب نهاية حقب الظالمين وسيادة حقب العادلين ، والآية تفيد رؤيتنا التفسيرية الخاصة بقراءة مصطلح الغيب والساعة ..

ومعنى [ الكتاب ] هو خليفة الله المهدي عليه السلام ينزله المولى تعالى ب [ الحق ] وهو الشريعة الإلهية العادلة المنسوبة لصورة الحق تعالى وهو العدل الإلهي وهذا معنى [ الميزان ] والمصطلح هو تعبير عن حالة دولة المهدي عليه السلام العادلة .الوشيكة الظهور وهو التأكيد في ختم الآية الشريفة :

{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ }
وهو تحدي وتأكيد لحتمية الظهور المفاجئ والقريب الحدوث في مواجهة حركة التكذيب العالمية " الممترين " . ويتوالى السياق القرآني في بيان مفهوم مصطلح " علم الساعة وهو خليفة الله المهدي عليه السلام وهو صرخة التوحيد في مواجهة كل المشركين والممترين والدجاجلة الوثنيين في العالم ..

ونتواصل في تمام البحث في الحلقة الثانية
بمشيئة الله تعالى
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين

___________

بقلمـــي

المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي

" محمد نور الدين "

أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
______________

نشرت الدراسة على موقعنا :
مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
فلسطين المقدسة
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/27



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق