الجمعة، 3 سبتمبر 2010

سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي الحلقة السابعــة



سقوط نظرية الهرمجدون الزائفة للمفكر الاسلامي

محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة السابعــة



والأدلة الموجودة في مصادر أهل الكتاب للتدليل على ظهور النبي صلى الله عليه وآله فهي كثيرة لا تستوعبها هذه القراءة المخصوصة ..

57 ــ الهرمجدونيون يفكرون في تدمير العالم ؟؟

العقيدة الماشيحانية البابلية :

المدخــل :

في مدخل هذا العنوان الخاتم في مبحثنا نؤكد ما أجمع علية كتاب التاريخ في قراءة الحركة الصهيونية على ان ما جرى في بابل من اضطهاد لليهود وسبيهم في عهد نبوخذ نصر ، إنما يجيئ كردة فعل من الحكومة البابلية نحو مؤامرات اليهود وخياناتهم وعملهم كجواسيس بين الفرس والبابليين وهم الذين عاثوا في الدولة البابلية الفساد وتآمروا على الأنبياء عليهم السلام وقتلوهم وحرقوهم حرقا حتى في ظلال الدولة البابلية الوثنية حتى في ظلال السبي وحولوا النعمة الى نقمة ، ومارسوا الانحطاط الخلقي وعندما اكتشف نبوخذ نصر سياستهم المنحرفة نحو أنبيائهم.. وبعد أن سمعوا من الأنبياء عليهم السلام ما يسرهم في علم التأويل قربوهم نجيا لهم وهذا ما زاد حقدهم وفوق كل ذلك كان النبي ارميا أشعياء ,دانيال عليهم السلام أكثر الأنبياء شهرة في العصور المتأخرة ، ورغم التحريف الجلي في الأسفار المنسوبة إليهم إلا أنها حملت حملا ثقيلا في شهادات الأنبياء في تبيان فضائح اليهود ولعنهم ووثنيتهم وفي كتابنا الهام من بين دراساتنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ، أكدنا على الخلفية السوداوية التاريخية لليهود وملوكهم الوثنيين وحالة العسف التى أحاطت بهم غضبا من الله تعالى بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء عليهم السلام كما في القرآن الكريم ، فكان السبي البابلي بمثابة العقاب الإلهي النازل على رؤوسهم والجزاء .. ولمجموع خلفيات السبي البابلي والطرد الجماعي لهم والتعقيدات التي ألمت بهم في العراق من استعبادهم وإذلالهم كله قد ترك بصماته ، فعكفوا على ذاتهم وشكلوا بدايات الحالة الجيتوية المعقدة والمتضادة مع الواقع العراقي ومن ذلك التاريخ ترك اليهود سمومهم المعقدة في العراق وحملوا روح الإنتقام والتعبئة والسموم في كل ثقافة الإنكسار والإخفاق وحالة الفشل الملحقة بمكوناتهم العقلية ومنهجية تفكيرهم.. وبحكم تناقضهم الشديد وعداوتهم مع الأنبياء عليهم السلام . فقد سجلوا ثقافتهم الحاقدة منقلبة على كل المعايير والديانات والقوانين السماوية والدنيوية !! فكان التلمود البابلي وهو المقدم على التوراة أخطر كتاب شكل قبلة ووجهة لليهود عند خروجهم من بابل نحو فلسطين بعد السبي .. فكانت منظوماتهم في الدولة الرومانية تفرز أسوأ ظاهرة للكهنة الإسرائيليين على مدار التاريخ وهم ما أسماهم ا لسيد المسيح والمؤرخين بالفريسيين .. وهكذا ولدت الماشيحانية بصورتها التعويضية حاملة كل مركبات الأزمة وروح الكراهية للعراقيين والأمم .. ولهذا علقوا فكرهم المهزوم على الماشياح الوثني وهو الدجال كما عرفه مصطلح الحديث النبوي والإنجيل كذلك .. وفي ضوء هذا الفكر الجيتوي المبني على الكراهية حمل التلمود بصماته لكل ثقافات اليهود ومواطنهم ومراسلاتهم وعلاقاتهم ، فنظروا للخارج على أساس مصطلح الجوييم واستباحوا دم كل ماهو غير يهودي ، ومن هذا الفكر انبثقت كل الأفكار الجيتوية المبنية على فكر الإنتظار والمخلص .. وفي السياق حرفوا كلام الأنبياء والوحي في التوراة وأضحت التوراة موظفة وثنيا لخدمة الفكر الماشيحاني اللاديني وسجلت بروتوكولات حكماء صهيون بروح الإنتقام من التاريخ والأمم وكذلك ولدت فكرة الإنتقام جلية في تشكيل أول حكومة للحقد الخفية وهي الولايات المتحدة وكما شرحنا في مبحثنا كان التلمود هو الذي يتكلم في المذابح الدموية التي مارسها أعوان بولس في جماهير الهنود الحمر حين طردوهم وحرقوهم وقتلوا الملايين منهم بروح الماشياح الوثني وكان اللا قديس بولس هو المنظر الماشيحاني الأول وصانع أيديولوجية الإنتقام من الأمم .. وكانت التجربة الدموية ولحتي اليوم لا تجد من ينظر إليها بروح الإنسانية تكريما للعم سام ــ وهي كلمة السر : للسامري الدجال !! ـ عم رؤساء أميركا على مدار الأجيال .. وما يحدث اليوم وعلى امتداد قرن في فلسطين المقدسة ليس إلا وجها بشعا لعقيدة الحقد في ورثاء الماشياح الدجال وما يدور في العراق اليوم أيضا ليس إلا وجها لروح التلمود وصنائع مخابرات الدولة العبرية والتي تحيك المجازر والانتقام على خلفيات أساطيرية لا علاقة لها بالمطلق بما يدور .. وهذا ما تؤكده البروتوكولات التلمودية بالحرب على الأديان .. وتجيء عقيدة الهرمجدون المنحطة كروح بشعة لروح التأويل ونسج الأساطير .. وهكذا استجمعت أميركا الوثنية عقيدة المسيحية الصهيونية [ الماشيحانية ] كمعول لحرب وتدمير المجتمعات بروح تترية جديدة .. وهذه باختصار نقاط مختصرة حول أبجديات الثقافة الماشيحانية في بابل .. ووجود إسرائيل و أميركا وحلفائها الماشيحون في العراق ماهو الا ترجمة النص التاريخي المعقد لدولة الحقد التي جمعها القدر الإلهي لتلقى حسابها المحتوم في الملاحم الوشيكة القادمة .. ولهذا فإن عقيدة دموية كعقيدة الهرمجدون لابد من أن تكون قاعتها التكوينية هي إلهاما شيطانيا محضا وفي قرائتنا ما يفيض في الأدلة والأمر كما رسمه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم : [ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال] : ــ المراد أكبر فتنة وأعظم شوكة ] .. فهي عقيدة ابن الشيطان.. المسيخ اليهودي الكذاب حامل وبائع الأساطير في أزمان خفة الدين !!

[ صحيح مسلم : ج4/2266 رقم 2946 الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت ــ ]
58 ــ عقيدة اليهود الشيطانية ..

وفي دراستنا الموسعة للعقيدة الوثنية الماشيحانية وعلاقتها بالوثنية وتعددية الآلهة وجدنا في مباحثنا كيف عبد اليهود الآلهة في الدول المجاورة التي استعبدتهم أو هم قبلوا بالذلة فيها وتقمصوا حكامها وعبادتهم الحكام أنفسهم وكذلك عبادتهم للشيطان والرب المعبود يهوه وتفسيره بحالة ممسوخة .. وهناك مئات النصوص ذات الدلالة والصلة بالموضوع في كتاب العهد القديم والجديد وشروحاتها ما يؤكد الوجهة الوثنية للحالة الإسرائيلية وامتداداتها التلمودية والماشيحانية الصهيونية . فقد عمد كهنة اليهود الوثنيين وقتلة الأنبياء وأعدائهم الي زرع الفكر الوثني عبر التاريخ في فكرة الألوهية ذاتها ، فأضحوا لا يعرفون توحيدا ولا ربا معبودا سوى سفك الدم وتنفيذ سياسات القتل ، وعندما جرد النبي موسى عليه السلام فيهم سيفه وخطابة : قال موسى النبي عليه السلام : كاشفا زيف عقيدة السامري الدجال : [ أذكروا ولا تنسوا كيف أسخطتم الرب إلهكم عليكم في الصحراء . فمنذ أن غادرتم مصر وحتى بلغتم هذا المكان وأنتم تقاومون الرب، ففي جبل حوريب أثرتم ــ غضب ــ غيظ الرب ، فاحتدم غضبه عليكم حتى أوشك أن يفنيكم . فحين صعدت الى الجبل لأتسلم لوحي حجر العهد الذي قطعه الرب معكم وأقمت فيه الأربعين نهارا والأربعين ليلة .قال لي الرب :قم وأسرع بالنزول من هنا . لأن شعبك الذي أخرجته من مصر قد ضلّ سريعا عن السبيل الذي أوصيتم به . إذ صاغوا لأنفسهم تمثالا مسبوكا. ثم قال لي : قد تأملت هذا الشعب ، وإذ به شعب متصلب القلب ..] (175)

[ فطهروا قلوبكم الأثيمة وأقلعوا عن عنادكم . لأن الرب إلهكم هو اله الآلهة ورب الأرباب ، الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يحابي أحد ولا يرتشي ..] [ التثنية : 10 / 12 ــ 12 ــ 18 التطبيقي ـ نفسه ص 736]

وهكذا تركوا اله موسى عليه السلام وذهبوا بعيدا في الوثنية وعبدوا العجل الذي أصبح لهم قبلة وتاريخ وعنوان أمة لا تعرف الرب الواحد إلها .. كتبوا كفرهم بأيديهم وعبدوا ربا مسبوكا يرقصون حوله ويعبدون اليوم للشيطان الرجيم ربا مزيفا يفتي لهم بالدم واستئصال الأمم [ وزاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصاهم به الله ] [ سفر الخروج : 32 /2 ]

وقد خاطبهم موسى النبي علبيه السلام : بقوة وصلابة ردا على كفرهم : [ أنا أعرف تمردكم .. هو ذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب ، فكم بالحري بعد موتي .. لأني عارف أنكم موتى تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام ] (176)

يقول الدكتور أحمد شلبي في كتابه : اليهودية : وفي معرض حديثه عن كتاب العهد القديم : [ وحقيقة القول أن اليهود بعد أن انحرفت اعتقاداتهم وطباعهم تخلصوا من أسفار موسى الحقيقية لأنها كانت تختلف عما باشروا من طباع وخلق وكتبوا سواها مما يتناسب مع ما يريدون من تاريخ وعقيدة ] (177)

ويقول الدكتور صابر طعيمة :

[ فبنى مؤلفوا التوراة بعد مرور ثمانمائة عام على الحادث ــ الخروج ــ ما عنّ لهم من أساطير وتخيلات خرافية وادعاءات وهمية تنفيسا لإحساساتهم الغارقة في عقد نفسية معينة ، نتيجة البأس وتبدد الآمال . هذا هو أبعد ما يكون من توراة موسى الأصيلة التي تعد شريعة خالصة من الأساطير والخرافات والإدعاءات الوهمية ] (178) ويقول الدكتور أحمد سوسة أيضا : ــ وفي تعليق للأديبة أبكار السقاف على سفر الخروج تقول في كتابها : ـ إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة ص 175 : [ يقينا لقد خاض مؤلف سفر الخروج في خضم الترهات خوفا عجيبا لا لأنه انتزع من وهاد الربوبية القبلية هذا الرب انتزاعا ، وجعله لإسرائيل إلها فحسب وإنما لأنه قد افترى على موسى عليه السلام إذ نسب له هذه الافتراءات وقال عنه انه بهذا الرب أتى وجعله لإسرائيل إلها ، ثم يعدهم بإسمه امتلاك أرض كنعان ميراثا ] .. ويستطرد الدكتور أحمد سوسة قوله : [ فقد أخذ ــ اليهود ــ بالحضارة الكنعانية واقتبسوا لغة الكنعانيين وتقاليدهم وثقافتهم ولم يستطيعوا التخلص من تأثير الكنعانيين على ديانتهم ] (179)

[ ونتج من طبعة الإختيار عقيدة أخرى عند اليهود ،هي عقيدة المسيح المنتظر ، فإن اليهود وجدوا أنفسهم لاخيرة البشر كما بها الآخرون وإنما كانوا هدفا للبلايا والنكبات ، ومن هنا اتجه مفكروهم في عصورهم المتأخرة إلى مخلص ومنقذ ينتشلهم من هذه الوهدة ويضعهم في المكانة التي أرادوها ، وأطلقوا على هذا المخلص ــ المسيح المنتظر ــ ووصفوه بأنه رسول السماء والقائد الذي سينال الشعب المختار بهديه وإرشاده ما يستحقه من سيادة وسؤدد ] (180) .. وبهذا زيفوا عقيدة الأنبياء واحتالوا على أوامر الرب العلي بآلهة أخرى زائفة .. [ وحكام الشعب تمردوا علي ّ والأنبياء الكذبة ــ تنبئوا بتأثير البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (181)]
59 ــ في سفر ارميا عليه السلام
يقول : الرب القدير : [ ولكنكم عندما دخلتموها نجستم أرضي وجعلتم ميراثي رجسا . إن الكهنة لم يسألوا أين الرب ؟ ] .. ارمياء : 2/ 7، 8 وأيضا : [ وحكام الشعب تمردوا عليّ والأنبياء ــ الكذبة ــ تنبئوا بتأثير البعل وضلوا وراء ما لا جدوى منه ، لذلك أخاصمهم وأخاصم أحفادكم يقول الرب ] (182)
ويتساءل الرب القدير كاشفا عرى هؤلاء المفسدين ..[ أنظروا هل جرى مثل هذا ؟ هل استبدلت أمة آلهتها مع أنها حقا ليست آلهة ؟ أما شعبي فأستبدل مجده بما لاجدوى منه . فأذهلي أيتها السموات وارتجفي وارتعدي جدا ، قد ارتكب شعبي شرّين: نبذوني أنا ينبوع الحياة ، وحفروا لأنفسهم آبارا متصدعة لا تضبط ماء ] (183)
[ لا تصنعوا معي آلهة فضة ولا تصنعوا لكم آلهة أخرى ] (184)

ولم ينقطع خطاب الرب القدير عبر أنبيائه عليهم السلام يحذرهم من عبادة الأوثان : [ وإذا أغواك سرا أخوك إبن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذي حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصاء الأرض الى أقصائها فلا ترض منه ولا تسمع منه ..بل قتلا تقتله .. ترجمه حتى يموت . ] (185)

ولكن رغم هذه التوجيهات الإلهية لهم ليمتنعوا عن عبادة غيره من أصنام الأمم الأخرى ــ ظلوا كما يقول زكي شنودة ــ طوال عهودهم أو أغلبها يتمردون على عبادة الله ويعبدون آلهة الشعوب الوثنية المخالطة لهم أو المحيطة بهم أو المتعاملة معهم أو المسيطرة عليهم ، فعبدوا آلهة المصريين و الكنعانيين والآشوريين والبابليين والحيثيين والأموريين والآراميين والفلسطينيين والمؤابيين والعمونيين والفر زيين والحويين واليبوسيين والصيد ونيين والعقر ونيين كما عبدوا آلهة كوث وعوا وحماة وسفرا ويم وبني سعير وغيرهم من الأمم والشعوب الكبيرة والصغيرة ، ثم حين خضعوا أخيرا لليونان والرومان عبدوا آلهتهم ] (186)

وفي سفر القضاة : ما يكشف عن هويتهم الوثنية : [ عاد بنو إسرائيل يرتكبون الإثم في عيني الرب ، وعبدوا البعليم وعشتاروت وآلهة آرام وآلهة صيدون وآلهة بني عمون وآلهة الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه ، واحتدم غضب الرب على إسرائيل وسلط عليهم الفلسطينيين وبني عمون .] (187)

وبعد أن أرسل الله تعالى لهم مصلحين ومخلصين ازدادوا ردة و كفرا [ ثم عاد بنو إسرائيل يرتكبون الإثم في عيني الرب ، فأسلمهم لقبضة الفلسطينيين أربعين سنة ] (188)

[ وقد عبد اليهود آلهة الكنعانيين وقدموا لها القرابين ومن أبرز هذه الآلهة الإله [ بعل ] الذي عبده اليهود واتخذوه من دون الله وأشركوا في بعض الأحيان ، وفي أحيان أخرى كانوا يرتدون تماما عن عبادة الرب ويعبدون بعل وحده ،فكان محل ــ يهوه ــ رب إسرائيل ] (189)

[ أي ــ الى عبادة ــ يهوه ــ وهو اله اليهود القبلي الخاصة بهم .. وهو: إله باطش منتقم جبار ، تتوافق صفاته مع عقلية جزء يسير من شعب أمضى مئات السنين في الأسر فأخذ الأمل بالخلاص يضمحل وسيطر التطرف على الأجيال الجديدة ، فأنتسبت إلى أكثر الآلهة امتدادا وبطشا ] (190)
وفي قاموس الكتاب المقدس :[ أن بعل هو اسم سامي معناه [ رب ] أو سيد أو زوج، وهو اله كنعاني ،وكان ابن الإله إيل وزوج الإلهة بعلة أو عشيرة أو عنات أو عشتاروت ..وقد أولع أهل المشرق بعبادة البعل حتى أنهم كانوا يضمون الذبائح البشرية على مذابحه [ ارمياء : 19 / 5 ] وقد صار بعد ذلك عثرة للإسرائيليين الذين كسروا شريعة الله بإدخالهم عبادة هذا الإله الى بلادهم [ 1 ملوك : 18ـ40] و [ يشوع :22 /17 ] و[ سفر العدد : 25/3 ، 5/8 ــ و[ مزمار : 106 /28 ، سفر التثنية 4/3] هذا وكان للبعل كهنة كثيرون يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم وأعمال أخرى ينسبونها لإلههم ، كما نرى من قصة إيليا وأنبياء البعل ، فإنه قتل منهم 450 نفسا ، فأظهر بذلك للناس كذبهم وعدم قدرة آلهتهم على عمل العجائب
وهكذا كان الإله [ بعل ] وهو الذي يسمونه [ يهوه ] هومعبودهم المشهور] (191)

وفي سفرا لقضاة :أيضا :[ و أقام بنو إسرائيل بين الكنعانيين والأموريين والفر زيين والحويين واليبوسيين وتزوجوا بناتهم لأبنائهم وعبدوا آلهتهم ] وعلى هامش التفسير التطبيقي : [ وسرعان ما تزاوجوا معهم وقبل بنو إسرائيل آلهتهم الوثنية ، وكان الله قد نهى عن ذلك بكل وضوح ــ خروج 34 : 15 ــ 17 ، تثنية : 7 : 1 ــ 4 . وإذ قبلوا هذه الآلهة الوثنية في بيوتهم ، بدأ بنو إسرائيل بالتدريج يقبلون الممارسات الفاجرة المرتبطة بها . لم يكن فيعزم الغالبية أن يصبحوا عبدة أوثان ، ولكن لم يمض وقتا طويل حتى وجدوا أنفسهم منغمسين في العبادة الوثنية ] (192)

60 ــ عبادة الشيطان المعاصرة :

وفي هذا المدخل الموجز نريد تسجيل الحقيقة التاريخية : أن الظاهرة والصهيوأمريكية المعاصرة والتي تشرع سيف الدم والقتل ضد الموحدين هي حركة مفسدة وملحدة لا تمت للدين والتوحيد بصلة .. وأن العقائد التي يعتقد بها البروتستانت والمسيحيين الجدد !! هي عقائد تنبع من منبع شري ووثني واحد ومتوحدة في أصولها ودوافعها وما بروتوكولات حكماء صهيون سوى وجها قبيحا لهذا الميراث الإفسادي والشري السوداوي في الأمم .. وما أندية الروتاري والليونز ودور الشباب الماسونية والجمعيات المنتشرة لللواطين المرخصين وزواج الذكور المرخص سوى استكمال لدائرة الإفساد التي يسعى لها مروجو العقيدة الماشيحانية المعادية للسادة الأنبياء وعقيدتهم الرسالية التوحيدية ويحمل لوائها البوشيون والشارونيون من حملة فكر القتل والدم ، هذا وتعتبر عقيدة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة والعالم سوى إعلان عام لاستنفار الوثنية الماسونية وتكشيرها بقوة علنية عن مبادئها الإلحادية .. وقد حملت في طقوسها الوثنية روح الاستئصال وعوامل الاستنساخ العقائدي وما تغليف نظرياتها العلمية سوى غطاء للفجور الإسرائيلي ويشاء القدر أن تنطلق هذه الدعاوى من بيت المسيخ الدجال الأول وهي الولايات المتحدة الوثنية ، وأن تكون الهرمجدون هي غطائها وأيديولوجيتها على امتد الفكر التاريخي البابلي وليومنا هذا غطاء للدم ومن الدم !!

وتشكل اليوم عقيدة عبادة الشيطان العلنية في الولايات المتحدة تتويجا لهذه الروح الشيطانية الشريرة التي تسكن أدمغة البوشيين وعملائهم في البيت الأسود الشيطاني ونقول البيت الأسود !! لأنه رمز عبادة الشيطان التي يروج ويرخص لها الدموي 2 بوش ؟؟ وحينما يقف بوش القاتل التلمودي ليحضر في دوام دائم لحفلات عبدة عقيدة الشيطان في الولايات المتحدة ويرفع شعاراتها بيده ممثلا قرنا الشيطان على النجمة الخماسية ..: (193)

وتقوم عقيدة الشيطان بإختصارعلى تأكيد التاريخ اليهودي الوثني في عهد الملوك حينماعبدو عقيدة : يهوه وجعلوا لها معابد وثنية على رؤوس الجبال يرقصون حول تماثيلها ثم سرعان ما يربط عبدة الشيطان التاريخ بسلسلة ملحدة ولهذا فهم قد جعلوا طقوسهم الغريبة مليئة بالصخب الهوليودي وحفلات الديسكو ومحملين برموز الوثنية ورموز الشيطان والعجل السامري و [من أشهر رموز عباد الشيطان ، رأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان، ويعد رمزاً مقدساً ، لأنه يمثل الشيطان نفسه . رأس الكبش Baphomet :
العين الثالثة : شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان ، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي

، وترتكز معتقدات هذه الحركة غير المألوفة ، حسب ملف جُمع لكشفها في وزارة الداخلية وباعتقال أعضائها ، الى استحضار الأرواح الشريرة وممارسة الشعوذة وعبادة الشيطان والقيام بطقوس غريبة وشريرة.
وتشتمل هذه الطقوس على التجديف على القربان المقدس لدى الديانة المسيحية قرب المقابر وخلال الليل، وتحقير الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. ويمارس أفراد هذه الحركة، إضافة الى ذلك الشذوذ الجنسي على مختلف أنواعه وحتى مع الأموات والحيوانات.
أما في المراحل المتقدمة ، فتوجب الطقوس تقديم أضحية بشرية كذبح طفل رضيع وسكب دمائه في كؤوس وشربها مع تنكيس الصليب وصولاً إلى قتل النفس اعتقاداً منهم أن بالانتحار سيرقى الفرد إلى مرتبة أعلى لدى [الشيطان الرب ] عندهم , وباشر وزير الداخلية اللبناني تعاوناً مع وسائل الإعلام المحلية لنشر التوعية والمعلومات اللازمة للتعريف بهذه الحركة والقيام بحملة دعائية مضادة، ولمحاولة مد جسور مع المواطنين لتدارك هذه الظاهرة وحصرها. ومن علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود ، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت ، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم ، مثل الجماجم ورؤوس الكباش ويخزن شرائط كاسيت مسجلاً عليها أغان فيها ازدراء للدين . أعوذ بالله .. ان عبدة الشيطان جماعة تدعي أنه من خلال طقوسهم يمكنهم الحصول على القوة الشيطانية وهؤلاء لديهم كتاب ديني يسمى "الإنجيل الأسود" من تأليف اليهودي ليفي مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو". وقال "ان هذه المجموعة تتكون من طبقات، فمنهم ما يسمى بالأمير وكذلك الشر الأعظم .. استحضار أرواح
الشر وممارسة الشعوذة... استحقار الشعائر الدينية وإقامة ما يسمى «القداس الأسود» وقراءة كتب شيطانية. الرداء الأسود .. الدماء .. المخدرات والسكر .. الوشم .. الممارسات الشاذة . علاقتهم بــاللـــــون الأسود يرتبط لديهم اللون الأسود ...بالشر... والموت... والسحر... والظلام وأبشعها هم : من يعبدون الشيطان ويعتبرونه ربهم ويتقربون منه .. ويدعون أنهم يحصلون على قوة شيطانية عند ممارسه طقوسهم , كتابهم الإنجيل الأسود من تأليف..اليهودي . ليفـي مؤسس كنيسة الشيطان ، في سان فرانسيسكو مع انه غير مؤمن بشي ! فهو ملـحــد .. منهم طبقات : مايسمى بالأمير.. والشر الأعظم هو [ حركش الشيطان ] الذي يعبدونها لممارسات الشاذة والدعارة الجماعية وحتى مع الحيوانات ــ تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح قطط و الكلاب وهم يظنون إنها حارسه لعالم الشياطين ودهن دمائها بأجسادهم ... الذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى و يأكلون لحم البشر و شرب الدم في جو ظلامي دامس و حبهم للظلام واستعمال السحر الأسود ورأس الكبش وهو الذي يمثل الشيطان نفسه وهو أشهر رموزهم ويمثل إلههم.. النجمة الخماسية على شكل الشيطان الأكبر.. وهم في القرن الميلادي الأول يقولون بان الشيطان مساوي في الله سبحانه وتعالى بالقوة !! والعياذ بالله وبالغو كثيرا في تعظيمه وعبادته. وللمزيد من معرفة هذه العبادة الشيطانية في الولايات البوشوية ومشاركة رجال البيت الأسود الماسوني بها وبوش تحديدا ... ويمكن الإطلاع على هذا الرابط وعنوانه : (194):

61 ــ عين الدجال على الدولار وسياسة النهب :

.. عين اللص كما يقولون برحه .. أي وقحة ، وهذا حال الدجاجله المعاصرين وأذنابهم .. والعين هي عين المؤامرة تشع بفكر الدم والغدر والمؤامرة !! وبمشهد هذه العين وسط الهرم الماسوني المتجبر ندرك التكامل مع ما سبق في استيضاح هذه العقيدة الوثنية وعلاقتها بعقيدة العجل الذهبي والسامري الدجال تحديدا : وهو سر المفهوم المروج من قبل أميركا : [ العم سام ] : وهي جعل كل شئ في الولايات المتحدة الشيطانية مقاما [ للعم سام ] وسام هما الحروف الأولى للسامري .. استعيض بحروف عربية لأن طاغيتهم الدجال هو أصلا من السامرة .. وعين الدجال تحمل ماهيتها على الدولار الأمريكي الأول في رسم الهرم الذي يعلوه العين الشاخصة وهي العوراء فهم يعرفون أن ربهم : أعور !! ولهذا أشد ما نبه عليه نبينا في معرفته المقبلة وكذا أخطار أساطيره الزائفة قال النبي الأعظم r : [وإنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم - ثلاثا - إن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ] .. ( 195)

[ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر] (196)

و سنرى أن [ أقرب النظريات الى المنطق تقول أن المستنيرين هم ببساطه خلاصه الماسونية العارفة و المستنيرة على الخطط و الأهداف الحقيقية , و التي تستخدم الماسوني البسيط كوسيلة فقط لتحقيق الغايات

إن هذه العين التي يقول الماسون أنها عين حورس - الإله المصري القديم - و الموجودة على قمة الهرم أكثر شعارات الماسونية انتشارا , ترمز للطبقة الحاكمة التي هي الرأس ــ الرأس مكان العين ــ و التي ترى , بل و التي تشع نورا !! و ما قاعدة الهرم إلا لحمل قمته ] (197)

وتبدو في الرسومات كيف تحيط النجمة السداسية التي ينسبونها زورا الى داود النبي عليه السلام . على أركان الهرم المصري الذي اتخذوه رسما ورمزا يربط الوثنية الفرعونية وعجلها أبيس ـ حورس ـ وعين الدجال الناظرة لعمق الوطنية يريده قلعة له ولهذا عندما زار رئيس الوزراء السابق الماشيحاني اليميني المجرم مناحيم بيجين الهرم الفرعوني بالجيزة قال : ان هذا الهرم هو ملك إسرائيلي فأحتج المصريون على ذلك ]
62 ــ إذا ما علاقة مثلث برمودا بالدولار الأمريكي ؟؟
صور الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرم " فرعوني " حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين " أيام العهد الفرعوني " وبالطبع فان الدجال " السامري " أعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجال " الأعور ANNUIT COEPITS و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة :
63 ــ العم سام : السامري الدجال رمز النظام العالمي :

:NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد . أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم ] ..
في الختام أحب اذكر ان هناك لفظ غريب جدا و US و التي تعني United States و اعتبره البعض انه اختصار وانه مأخوذ من اسم التاجر الأميركي صموئيل ويلسون Samuel Wilson المعروف تحببا ب-(العم سام ويلسون). وتفصيل الأمر أن هذا التاجر كان يزود القوات الأميركية، خلال حرب عام 1812 بلحم البقر، وكان يدمغ براميل هذا اللحم بحرفي U.S. (أي الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة. وإذ كان هذا الرمز يمثل أيضا الحرفين الأولين من كلمتي (العم سام) Uncle Sam فسرعان ما أصبح هذا اللقب مرادفا للولايات المتحدة الأميركية .. و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم المأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Samاختصار للسامري سام . ]
و هذا ما تؤكده الصورة المتعلقة دائما بهذا اللقب حيث ان الصورة توضح شكل رجل له قبعة عليها نجوم و له ملابس ساحر " أي انه منجم و ساحر و دجال " و لكن الصورة لا تعبر عن صاحبها إنما تعبر عن المعنى الواضح لنا الآن و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم مأخوذ في الأساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة Sam اختصار للسامري " سام " ] (198)

وفي كتاب : أسطورة هرمجدون والصهيونية والذي عرضه الباحث هشام آل قطيط : اعتبر الباحث : أن العم سام صورة لمجموعة الناهبين [ إنهم حفنة قليلة جدا ، جدّ قليلة ، من محترفي السياسة وكبار رجال المال والإعلام ، تهمهم بالدرجة الأولى مصالحهم ، ثم تأتي مصالح الشعب الأمريكي ، وهذا هو العم سام الذي يحكم ويقود أميركا والعالم . الثالوث المقدس من أقوياء رجال الحكم والمال والإعلام ، يعملون حسب المنهج الأمريكي الخاص وعصب الحياة فيه القوة والمال .ـ ص343 ط /1 دار المحجة البيضاء بيروت 1424 ـ 2003 ـ العم سام رمز النهب الإمبريالي ورمز الدموية العالمية ، انه النظر لهذا العالم بعين مسمومة حاقدة على الأمم والتاريخ مدفوعة بروح الإنتقام من كل الأنبياء و حملة الرسالات السماوية ، إنها عين السامري الدجال . يحملها المفسدون أبناء إبليس والماشياح المزيف اليوم في قلب عراق الإسلام تربط بين عقيدة العجل الى هوية عبادة الشيطان العلنية !! الدولار الأعور هو الرمز وشيفرة البدء بتدمير عواصم الإسلام بغطاء هرمجدوني أساطيري زائف ،

[ وها هي بعض الصور التي توضح ان الدولار الأمريكي القديم مرسوم عليه هرم " فرعوني " حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين " أيام العهد الفرعوني " وبالطبع فان الدجال " السامري " أعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل أعلى طبقة و هي رأس الهرم و لهذا فالمرسوم على رأس الهرم هي عين الدجال " الأعور " [ أنظر ملحق الصور: 1]
و لنستعرض مع بعض ما الذي تحتويه الصور من معاني غريبة و صور أغرب : -
ANNUIT COEPITS
و تعني باللاتينية الملك الأوحد
MDCCLXXVI
و هي اختصارات الأرقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ إنشاء الولايات المتحدة NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد
أما الكلمة الأخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم أو الأعظم
و ما يؤكد هذا الكلام هو وجود الهرم في الدولار على أرضية جزيرة و المعتقد ان تلك الجزيرة هي للجن و ملكهم إبليس و لحليفه المسيح الدجال و هذه الصورة توضح ذلك [ أنظر الملحق 2 ]

64 ــ نشأة المسيحية الصهيونية

الماشيحانية

تعريفها :
تم تعريف الصهيونية المسيحية على إنها "الدعم المسيحي للصهيونية". وقد قيل أيضاً أنها "حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض". ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة "دولة إسرائيل" ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي "إسرائيل".
"والتر ريغنز" الأمين العام لما يسمى "السفارة المسيحية الدولية" وهي من أحدث وأخطر المؤسسات الصهيونية ومركزها في القدس، يعرف اصطلاح الصهيونية المسيحية بطريقة سياسية وعلى أنه -أي التعريف- أي مسيحي يدعم الهدف الصهيوني لدولة إسرائيل وجيشها وحكومتها وثقافتها الخ.
أما القس "جيري فالويل" مؤسس جماعة العمل السياسي الأصولي المسماة "الأغلبية الأخلاقية" وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: [إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة إسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم ] (199)

[الصهيونية المسيحية هي أيديولوجيا دينية "رؤيوية" سياسية حديثة العهد نسبياً، لكن جذورها تتصل بتيار ديني يعود الى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية (Millenarianism). والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين الذين هم من أصل يهـودي، وهو يعود الى استمرارهم في الاعتقاد بالمشيحية الزمنية -المشيحية كلمة من أصل عبري ـ والى تأويلهم اللفظي لما ورد في سفر رؤيا يوحنا - 20/3-6، وهو أن المسيح سيعود الى هذا العالم محاطاً بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سُموا بالألفية. ولربما أن هرطقة مونتانوس الفريجي، حوالي عام مئة واثنان وسبعون، كانت التعبير الأكثر وضوحاً عن النتائج العلمية للحركة الألفية، فلقد اعتبر هذا الأخير أن حياة أعضاء الكنيسة الروحية والأخلاقية قد تدهورت كثيرا بسبب تأثير العالم السيء عليها، فأراد أن يرجعها الى العصر الرسولي الأول، وقد ادعى انه النبي الجديد الذي أوكل الله إليه هذه المهمة، فراح يبشر بقرب نزول أورشليم السماوية، ومجيء السيد الى فريجية العليا [آسيا الصغرى ] لتأسيس مملكته الأرضية ذات الألف عام.
وبقيت الحركة الألفية في مد وجزر. ففي القرون الوسطى اعتنق الألفيون أكثر فأكثر عقائد مسيحية ابتعدت عن الإيمان القويم، كما أنهم وقفوا موقفاً معاديا لروما وللباباوية وللكثلكة . وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر، نرى الحركات الألفية تنضوي بكثرة تحت لواء الحملات الصليبية، لكن حتى القرن السابع عشر، لم تحمل الحركة الألفية ـ أي عودة السيد الثانية وحكمه ألف سنة ـ أي طابع يهودي يشير الى عودة اليهود الى فلسطين. ] : (200) [
تعرف الصهيونية المسيحية بأنها " الدعم المسيحي للصهيونية " كما يقول تيودور هيرتزل أول من استعمل تعبير الصهيونية المسيحية ، ثم تطور هذا المعنى فيما بعد ليأخذ بعدا دينيا ،وهو أن المسيحي الصهيوني هو :إنسان مهتم بمساعدة الله لتحقيق نبوءاته من خلال الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من الوجود الجسدي للمسيح " .
وقد قيل أيضاً أنها "حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض". ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة " دولة إسرائيل" ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي " إسرائيل " ،كما وتعرف بأنها " مجموعة من المعتقدات التي تهدف إلـى تأييد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها حقا لليهود،باعتبار أن عودة اليهود إلي ارض الميعاد، برهان علي صدق التوراة ، وعلي اكتمال الزمن ، وعودة المسيح ثانية " .] (201)

65 ــ الصهيونية المسيحية البريطانية


[ إلا أن بوادر تفسير الكتب المقدسة تفسيراً حرفيا وربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميما –حسب زعم الألفيين- لنبوءة الكتاب المقدس، فقد بدأت بشكل بارز في بريطانيا في القرن السابع عشر.
\وقد تسارع هذا التطور إبان العصر الطهري "البيوريتاني"، بعد أن كانت تلك المعتقدات الألفية قد تراجعت في العهد [الإلزابيتي ]. فمن هذا الإتجاه نذكر:
- استعمال العبرية لغة للصلاة في الكنائس
- نقل يوم ذكرى قيام السيد المسيح من يوم الأحد الى يوم السبت اليهودي
- مطالبة بعض البيوريتانيين الحكومة بأن تعلن التوراة أي العهد القديم دستوراً لبريطانيا
- ونجد في العام ألف وخمسماية وثمانية وثمانين (1588) رجلاً بريطانيا من رجال الدين واسمه [بريتمان ] (1562-1607)، يدعو الى إعادة اليهود الى الأراضي المقدسة تتميماً لنبوءة الكتاب المقدس
- وفي العام ألف وستماية وخمسة عشر (1615) دعا البرلماني البريطاني "السير هنري فينش" الحكومة الى دعم عودة اليهود الى فلسطين حيث كتب:"ليس اليهود قلة مبعثرة، بل إنهم أمة، ستعود أمة اليهود الى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض..وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم الى الأبد ". إلا أن الركيزة الدينية /السياسية/ الأيديولوجية الأولى للصهيونية المسيحية في بريطانيا قامت على يد [ أوليفر كرومويل ] ، فقد كان هذا الأخير على مدى عشر سنوات 1649-1659 رئيسا للمحفـــل البيوريتاني ، وهو الذي دعا الى عقد مؤتمر عام ألف وستماية وخمسة وخمسين 1655 للتشريع لعودة اليهود الى بريطانيا ، أي إلغاء قانون النفي الذي اتخذه الملك " إدوارد ". ففي هذا المؤتمر تم ربط الصهيونية المسيحية بالمصالح الإستراتيجية لبريطانيا ، ومن خلال عملية الربط تلك تحمس " كرومويل " لمشروع التوطين اليهودي في فلسطين منذ ذلك الوقت المبكر. بعد العام ألف وثمانماية برز [القس لويس واي ] الذي صار مدير الجمعية اللندنية لترويج المسيحية بين اليهود في العام ألف وثمانماية وتسعة (1809)، وقد تحولت الجمعية بجهوده قوة كبرى في التعبير عن عقائد الصهيونية المسيحية بما فيها عودة اليهود الى فلسطين .
شخصية أخرى ساهمت في تطوير هذا الإتجاه في بريطانيا هو " الشريف هنري دارموند " عضو مجلس العموم البريطاني. فقد تخلى [ دارموند ] عن عمله السياسي بعد زيارة الأرض المقدسة ونذر حياته لتعليم الأصولية المسيحية والكتابة عنها وعن صلتها بعودة اليهود الى فلسطين .
أما [ اللورد شافتسبوري ] [1818-1885 ] ، وهو من أكابرالمصلحين الاجتماعيين الإنجيليين البريطانيين، وقد عمل لتخليص بريطانيا من العبودية، ومن ممارسات تشغيل الأحداث الظالمة، فقد كان من الألفيين المتحمسين والمناضلين من أجل عودة اليهود الى فلسطين ، وكانت نظرته تتسم الى حد بعيد بالعداء لليهود، إذ كان يفضل رؤيتهم يقيمون بالأراضي المقدسة بدلا من انكلترا .
وأشد الصهيونيين المسيحيين البريطانيين ضلوعاً في السياسة فهو القس " ويليام هـ هشلر " 1845-1931 . فقد عمل في السفارة البريطانية بفيينا ونظم عملية تهجير اليهود الروس الى فلسطين . وفي العام ألف وثمانماية وأربعة وتسعين 1894 نشر كتاباً عنوانه [عودة اليهود الى فلسطين ] وطرح هذه العودة على قاعدة تطبيق النبوءات الدينية الواردة في العهد القديم ، والأهم من كل ذلك انه كان من المؤمنين المتحمسين لأبي الصهيونية ـ تيودور هيرتزل ـ وقد أتاح "هشلر" الدعم السياسي والاتصالات لهرتزل خلال المرحلة الحاسمة ، وبذل مساعيه في اللوبي من أجل القضية الصهيونية لمدة تناهز الثلاثين سنة .
وأخيراً ، لا بد من ذكر إسم " اللورد آرثر بلفور " مهندس وعد بلفور الذي صدر في العام ألف وتسعماية وسبعة عشر 1917 . لقد كان " بلفور " من الألفيين ومن الصهيونيين المسيحيين ، وقد أدت لقاءاته بكل من تيودور هيرتزل و حاييم وايتزمان الى ما يقارب الانسجام، رغم انه كان معروفاً عنه بمواقفه المعادية لليهود. ]
(202)

[هذا وإن نهاية العالم على الطريقة الأميركية الصهيونية تستند شكلاً على بعض أسفار العهد القديم ، كسفر حزقيال وسفر دانيال ، ومن العهد الجديد على سفر رؤيا يوحنا ، وتستنتج أن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية ، وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية ، وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت الى نهاية - حسب زعمهم- لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية ، بل لأن هذا هو قصد الله . نهاية العالم ليست مدعاة للقلق بنظر " الألفيين " لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني . لكن قبل هذا المجيء على بعض الأحداث أن تقع، إنها " علامات الأزمنة " أي تبشير العالم ، وعودة اليهود ، وإعادة بناء دولة إسرائيل وظهور [ المسيح الدجال ] وموجة من الصراعات. كل هذا يتوج بمعركة [ هرمجدون ] وهي قرية مذكورة في سفر الرؤيا ، وتقع الى شمال القدس حيث تزج الأمم الكبيرة في معركة بين [ الحق والباطل ] وعند اقتراب إفناء العالم يظهر المسيح . وهناك أكثر من رواية تفصيلية لهذا الحدث الإنقضائي ، لا مجال لذكرها هنا ، لكن المهم في هذا التصور [ الرؤيوي ] أن السلاح النووي يصبح عندئذ أداة لتحقيق مقاصد الله ، وأن الميل الى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور " نهاية العالم " يصبح مشروعا ً، لا بل ضرورياً ، علماً بأن دعاة الألفـية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحا للحرب-الكارثة المذكورة أعلاه. ] (203)


66 ــ السفارة المسيحية والبعد الدولي للصهيونية المسيحية


إن التأييد المسيحي الأصولي لإسرائيل يستند عند الكثيرين كما رأينا الى رؤية للعالم، أو بالأحرى لنهايته، تفترض تبشير اليهود . ولكن ، هل أن تبشير اليهود يرضي اليهود؟ .. مع ذلك ، فإن مواقف أصولية مسيحية صهيونية ، ورغبة منها بتطمين اليهود ، راحت تقول بعدم تبشير اليهود ، بل بالوقوف الى جانبهم - ] .. تعزيتهم [ .[ على حسب ما جاء في سفر أشعياء في التوراة - 1:40-2 ـ ] عزوا شعبي يقول إلهكم ، طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهازها قد كمل ] .
أبرز ممثلي هذا التيار وأخطرهم اليوم هم جماعة [ السفارة المسيحية العالمية في القدس ]. تأسست هذه السفارة في العام ألف وتسعماية وثمانين 1980 رداً على سحب ثلاثة عشرة دولة سفاراتها من القدس استنكاراً لإعلانها عاصمة لإسرائيل ، ولهذه السفارة فروع في خمسين دولة في العالم ، ولها في الولايات المتحدة الأميركية عشرون مكتباً قنصـلياً . المكاتب تقوم بعمل دعائي من مختلف الأنواع ، وتجمع المساعدات المالية والعينية وتسوق البضائع الإسرائيلية. من نشاطات " السفارة " المؤتمر الدولي للقادة المسيحيين الصهاينة الذي عقد في بازل (سويسرا) خلال شهر آب عام ألف وتسعماية وخمسة وثمانين 1985 والذي انتهى الى إصدار بيان ، يضيف الى تكرار المواقف التقليدية المؤيدة لدولة إسرائيل و [ التائبة عن اللا سامية ] ، تهنئة لدولة إسرائيل ومواطنيها على إنجازات الأربعين سنة الأخيرة ، ودعوة للإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ، وبيهودا والسامرة [ الضفة الغربية ] كأجزاء من أرض إسرائيل، وتحذيراً للأمم التي تعادي الشعب اليهودي.
لقد أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا البيان بشدة . إن السفارة المسيحية في القدس هي مثال واضح ومفضوح لانحياز التيار المسيحي الأميركي الأصولي لدولة إسرائيل ، و لتوظيف الدين توظيفاً مغرضاً في السياسة .
وهناك عدة أصناف من السلوك تصف الصهيونيين المسيحيين كأصدقاء لإسرائيل ومنها:
1. تشجيع الحوار ما بين اليهود والمسيحيين
2. مقاومة معاداة السامية
3. التعريف بالأصول اليهودية للإيمان المسيحي والتركيز عليها لدرجة تبدو فيها المسيحية وكأنها إحدى الطوائف اليهودية
4. العمل الإنساني بين اللاجئين اليهود
5. مقاومة المواقف اليهودية "المعتدلة" التي تسعى الى التفاوض بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام
الصهيونية المسيحية في ميزان الكنائس الأميركية
تقول الكاتبة "هيلينه كوبان": [ قرأنا جميعا التحليلات الإخبارية التي تشير الى ان أقوى دعم سياسي حصل عليه أرييل شارون في الولايات المتحدة الأميركية م يكن من الطائفة اليهودية الأميركية، ولكن من الجمعيات القوية لليمين المسيحي، هل هذا يعني أن جميع المسيحيين تقريبا في الولايات المتحدة أصبحوا ضد المصالح الفلسطينية والإسلامية والعربية؟ وهل يعني هذا أن المجتمع الأميركي على وشك أو تسيطر عليه الرغبة القوية ليحول مواجهة دولته مع المجتمع الإسلامي الى حملات صليبية عدائية؟ ]
وتجيب الكاتبة على هذا التساؤل الذي هو حقا في مكانه قائلة:"لحسن الحظ فإن الحالة داخل المجتمع الأميركي ليست سيئة لهذا الحد. فمع ان جمعيات اليمين المسيحي قوية الا أنها ليست على وشك أن تسيطر على كل المجتمع الأميركي ومن المفيد ان نذكر هنا أن نسبة صغيرة فقط من المسيحيين الأميركيين تدعم برنامج الشرق الأوسط للجمعيات التابعة لليمين المسيحي، غير أن المشكلة تكمن في أن اليمين المسيحي هو في أفضل درجات التنظيم، وله تأثير فعال في العمل السياسي بينما الطوائف والجمعيات المسيحية غير اليمينية ليست بذات التنظيم الكبير، لكن هذا الوضع يجب أن يتغير".
ما تقوله هيلينه كوبان هو عين الصواب. ففي الواقع تمثل الصهيونية المسيحية عدديا نسبة ضئيلة ما بين الكنائس الأميركية، لكنها نسبة فاعلة جدا، وتقود جماعات الصهيونية المسيحية جمعيات من المعمدانيين الجنوبيين (
Southern Baptists)، هذا ويشكل المعمدانيون بمجملهم مع الكنائس الأخرى ذات التوجه اليميني وليس فقط المعمدانيون الجنوبيون نسبة تبلغ حوالي الستة عشر بالمئة فقط من السكان، أما الطوائف البروتستانتية الأربع الكبيرة غير المعمدانية أي المثوديست واللوثريون والمشيخيون والأنغليكان أو الأسقفيون فإنها تشكل نسبة خمسة عشر بالمئة من عدد السكان, ومن الأهمية بمكان أن هذه الطوائف الأربع بالإضافة الى الكاثوليك والطوائف الأرثوذوكسية هي متعاطفة عموماً مع القضية الفلسطينية وجميعها حتى كنيسة الميثوديست التي ينتمي إليها شكلاً الرئيس جورج 2 بوش قد أصدرت بيانات نددت فيها بالحرب على العراق ووصفتها بأنها حرب لا أخلاقية ولا شرعية ومدانة مسيحيا. ] (204)

ويلاحظ أنه في نفس الوقت كان لـ " مارتن لوثر " موقف مؤيد لليهود في أوروبا عبّر عنه في كتابه الصادر عام 1523م بعنوان [ المسيح ولد يهوديًّا ] ويبدو أنه في هذا الكتاب كان يأمل في ضم اليهود إلى المسيحية؛ حيث عبّر عن موقفه المناهض لهم بعد عشرين عامًا ؛ أي في عام 1543م .. في كتاب " اليهود وأكاذيبهم "، محرضًا الأمراء الألمان على اقتلاع اليهود وعزلهم ومصادرة ثرواتهم وطردهم إلى أرض كنعان من حيث جاءوا.. ويبدو أن لوثر قد ضاق بأمرين :

1. تمسك اليهود بمعتقدهم.

2. تمسك اليهودي بممارسة الربا الذي يجعله قادرًا على امتياز جزء من الثروة الألمانية القومية. الأمر الذي جعله يطالب بمصادرة الثروة التي نهبها اليهود من الأمة.

مولد الصهيونية الدينية

بيد أن حركة [الطهريون Puritans ] وهي الحركة الأكثر تشددًا في الحركات البروتستانتية قد التزمت التفسير الحرفي المقدسي؛ حيث اعتبرت التوراة كلمة الله المعصومة. كما اعتبروا الأساطير والنبوءات العبرية تاريخًا، والشريعة الموسوية قانونًا، وعَمدوا أولادهم بأسماء عبرية، وقدسوا يوم السبت، وأدخلوا اللغة والأدب العبريين إلى المدارس، وأصبحت العبرية لغة القداس في الكنائس، وأدخلت في القداس نصوصا من التوراة؛ بل إن العبرية دخلت في نسيج الحياة اليومية للأمة.

وتعد عودة البروتستانت الطهريين البريطانيين إلى العهد القديم وإعادة توظيفه سياسيا خاصة فيما يتعلق باليهود بات بمثابة حاضنة ثقافية خرجت منها الصهيونية الدينية ثم الصهيونية السياسية.

لقد تماهى الطهريون مع الإسرائيليين القدامى، فوصفت بريطانيا في عهد كرومويل (1649-1658) "بإسرائيل البريطانية وصهيون الإنجليزية، ووصف الطهريون أنفسهم بأبناء إسرائيل وطالبوا منذ 1573 بجعل الشريعة الموسوية ملزمة للأمراء المسيحيين".

إن هذا التماهي الديني قابله تلاقٍ على المستوى الاقتصادي حيث يقول "ويبر": إن كلاً من اليهودية والبروتستانتية تقفان في صف الرأسمالية، الفرق هو "أن اليهودية وقفت إلى جانب الرأسمالية المغامرة متجهة نحو السياسة والمضاربة، وكانت تقاليدها هي تقاليد الرأسمالية المنبوذة. أما البروتستانتية الطهرية فقد تبنت تقاليد المشروع البرجوازي العقلاني والتنظيم العقلاني للعمل؛ حيث كان كرومويل قد فتح بلاده لرؤوس الأموال اليهودية.

وما أن حل القرن السابع عشر حتى أخذت ظاهرة "إحياء السامية" كما أسماها المؤرخ اليهودي "سيسيل روث" تفرض نفسها وتكتسب الاعتراف في الأوساط الرسمية والشعبية، وقد اتسمت هذه الظاهرة بمظاهر ثلاثة هي:

1. التعاطف مع اليهود.

2. الخجل مما عانوه في الماضي.

3. الأمل في تحقيق نبوءة عودة اليهود إلى فلسطين.

تأثيرات واتجاهات

وأدت موجة الإحياء للسامية في أوروبا إلى إحداث التأثيرات التالية:

1. إمكانية قبول التفسير اليهودي للعهد القديم، ولا سيما التفسير المتعلق بمستقبل استعادة اليهود لفلسطين.

2. إقناع طلبة الجامعات والباحثين بأن كلمة إسرائيل الواردة في العهد القديم تعني كل الجماعات اليهودية في العالم.

3. قبول التفسير بارتباط زمن نهاية العالم بعودة المسيح الثانية، وإن هذه العودة مرتبطة بمقدمة تشير إلى عودة اليهود إلى فلسطين.

على هذه الأرضية توالت كثير من الكتابات تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين، ومنها البحث الذي وضعه السير هنري فنش (Henry Finch) المستشار القانوني لملك إنجلترا ونشره عام (1621م) بعنوان "الاستعادة العظمى العالمية The World’s Great Restoration " واعتبر أولى المشروعات الإنجليزية لاستعادة فلسطين لليهود؛ حيث طالب الأمراء المسيحيون بجمع قواهم لاستعادة إمبراطورية الأمة اليهودية.

في هذه الأجواء التي راجت فيها فكرة عودة اليهود إلى فلسطين، وبرزت فكرة أخرى مكملة لها مفادها أن هذه العودة "تمهد لمجيء المسيح الثاني الذي يندرج في سياق النظرة "الألفية" إلى المستقبل، والقائلة إن العالم كما نعرفه أشرف على النهاية، وإن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية".

وقد ارتبطت هذه الفكرة بصياغة علاقة لاهوتية مباشرة بتصور دولة يهودية حديثة تتميما لنبوءة الكتاب المقدس حيث يعود السيد المسيح إلى الأرض كملك لمدة ألف عام "الحكم الألفي" مقيدا إبليس. وقد صارت إنجلترا مركز هذه النزعة التي تزايد نفوذها مع مطلع القرن التاسع عشر.

هذا وقد ظهرت عدة اتجاهات حول فكرة الملك / الحكم الألفي وذلك كما يلي:

اتجاه عرف باسم [سابقو الألف : . Pre-Millennialism : مذهب السابقية ]

اتجاه عرف باسم [ لاحقو الألف Post-Millennialism. ]

اتجاه التفسير الروحي.

يمكن القول بداية إن رفض هذه الفكرة هو ما استقرت عليه الكنيسة الشرقية وأغلب الكنائس الرئيسية في الغرب: الكاثوليكية والتيار الرئيسي للكنيسة الإنجيلية. حيث الربط بين إقامة دولة يهودية والتفسير الحرفي للنصوص والتفسير التاريخي للكتاب المقدس، وتمييز اليهود الذي يعيد فكرة أنهم المختارون والمدعوون، فالمسيحية فتحت الباب للجميع، والله لا يميز شعبا بعينه.

بيد أن الأخطر في الاتجاهات السابقة هو الأول أو ما عرف باتجاه "السابقية" أو سابقو الألف: "التدبيريون" أو[الحقبيون ] أو [ الدهريون : Dispensational/ Pre-Millennialism ] حيث يرى أتباع هذا الاتجاه "المسيحية كفرقة من الفرق اليهودية، ولذلك يخلطون بين ما هو يهودي وما هو مسيحي وبين الدين والأحداث السياسية"، وحاولوا قراءة التاريخ قراءة سياسية تاريخية ] (205)


67 ــ تأثيرات الفكر التوراتي في العقيدة المسيحية :

[ وتتركز تأثيرات الفكر التوراتي الأسطوري في العقيدة المسيحية الصهيونية في ثلاثة أمور، أولها أن اليهود هم شعب الله المختار وهم الأمة المفضلة على كل الأمم، وثانيها أن هناك ميثاقاً إلهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين أعطاه الله لإبراهيم (ع)، وهو ميثاق أبدي، وثالثها أن عودة المسيح عليه السلام مرتبطة بقيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم في فلسطين وإعادة بناء الهيكل. إن العالم الجديد، حسب تسمية الإنسان الأبيض المركزي العنصري للقارة الأمريكية، لم يكن عالماً جديداً، فكما هو معروف، كان لها شعبها الأصلي بحضارته وثقافته وديانته، لكن البيض انتهكوها واستملكوها، طبيعة وروحاً، أرضاً وشعباً، بالسلب والنهب والقتل والأعمال الإبادية، وكل ذلك جرى باسم الرب والمدنية والتقدم، وباسم الرب، تحولت القارة التي صار اسمها أمريكا إلى موطن لمعتقدات وأشكال وتحولات دينية طائفية متعددة تتكاثر بتكاثر المستعمرات. واليوم، يوجد مئات النحل والمجموعات الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد بلغ من تأثير الفكر التوراتي اليهودي الأسطوري في عقيدة الرواد الأوائل في أمريكا، أن الرئيس الأمريكي جيفرسون اقترح اتخاذ شعار لأمريكا يمثل بني إسرائيل تظللهم غيمة في النهار وعمود من النور في الليل، بدلاً من شعار النسر، وذلك توافقاً وانسجاماً إلى حد التطابق، مع ما ورد في سفر الخروج. ] (206)

68 ــ بطريرك القدس يهاجم المسيحية الصهيونية :

[إننا نرفض قطعيا عقائد المسيحية الصهيونية ونعتبرها تعليما خاطئا يفسد رسالة المحبة والعدالة والمصالحة الإنجيلية. كما نرفض أيضاً الحلف المعاصر بين قادة المسيحية الصهيونية والمنظمات والذين يفرضون حاليا حدودا وتسلطا استباقيين وأحادي الجانب على فلسطين يقود هذا بلا شك إلى حلقة مستمرة من العنف الذي يستهتر بأمن جميع الناس في الشرق الأوسط وباقي العالم. إننا نرفض تعاليم المسيحية الصهيونية التي تسهل وتدعم هذه السياسات في تعزيزها للإقصائية العرقية والحرب المستمرة بدلاً عن إنجيل الحب الكوني والغفران والمصالحة التي علمها يسوع المسيح. وبدلا عن دعوة العالم الى هرمجدون، فإننا ندعو كل فرد الى تحرير ذاته من إيديولوجيات الحرب والاحتلال وللبدء، بدلا عن ذلك، شفاء الأمم، إننا ندعو المسيحيين في كنائس كافة القارات للصلاة لفلسطين ولشعب إسرائيل اللذان يعانيان كلاهما كضحايا للاحتلال والحرب. تلك الأعمال العنصرية تحول فلسطين الى غيتوات فقيرة محاطة بمستوطنات إسرائيلية اقصائية. ان تأسيس مستوطنات لا شرعية وبناء حائط الفصل على أراض فلسطينية مصادرة يفقد الدولة الفلسطينية حيويتها ويفقد كامل المنطقة السلام والأمن. إننا ندعو الكنائس التي ما زالت صامتة ان تكسر صمتها وتتكلم لأجل المصالحة والعدالة في الأراضي المقدسة. ] (207)
ولفهم المدخل لتبلور هذه النشأة لا بد أن ندرك أبعاد الحقائق التاريخية للهجمة الماشيحانية وجذورها العقدية والسياسة وهي المرتبطة جدليا في حركة الثورة الأوروبية ، والتي كان للشيطان وحكومة الماسون الخفية أعظم الدور في اندلاعها مؤكدين حقيقة تلك العين الشيطانية الساهرة على تحطيم العالم وتفكيكه ، والمطلع على كتاب بروتوكولات صهيون و كذلك حقائق التلمود وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج يكتشف البعد التكويني لحركة الانحطاط الغربية وجذورها . وهي التي ترفع اليوم الأهداف التنفيذية للماسونية الزرقاء ، فيما يعرف اليوم جليا واضحا بالحركة المسيحية الصهيونية في الغرب .. وهي ترجمان حركة المسيح الكذاب كما وصف التوراة والإنجيل .. وحتى ندخل في التعريف الموجز للظاهرة لابد أن نحدد أصولها الفرنسية البونابرتية .. ففرنسا منبع الماسونية الزرقاء !! ]

69 ــ خطاب نابليون والماشيحانية :


وتكشف الحقائق التاريخية أن نابليون كان من أوائل من حملوا فكر العداء الشيطاني الصليبي على بلاد المسلمين ؟؟ فمن قاهرة المعز لدين الله الفاطمي الطاهرة إلى قلعة عكا الصامدة المقدسة كان تسقط ماشيحانية بونابرت .. ويسقط أبطال فلسطين بقيادة الجزار التاريخي الشاهدة كل سياسات بونابرت الحصارية اليهودية .. فهم بوعيهم الثاقب كشفوا صهيونية بونابرت ودوافعه النازية المبكرة في حمل مطامع اليهود في الأرض المقدسة . ولن تنسي فرنسا وكل النازيين والمسيحيين الجدد هذا الصمود في عكا .. والتي من سفنها سيفتح المهدي الموعود كل حصون الكفر الهرمجدوني المحاصرة للمسلمين.. وبكل المواصفات كان نابليون يواصل الحملات الصليبية ولكن بثوب ماشيحاني صهيوني وهو أول من وجه خطابا لليهود باستيطان فلسطين في وعد بالفور بونابرتي مبكر ، يجئ وفق تصور استعماري مبكر فهو أول الوعود الماشيحانية الساقطة والمهزومة !! [ لقد انطوت حملة نابليون على مصر عام 1798 على كل التوجهات الاستعمارية الغربية تجاه الشرق العربي، فقد كان نابليون يسعى من وراء هذه الحملة إلى تمزيق وإضعاف الدولة العثمانية تمهيداً للقضاء على دولة الخلافة الإسلامية وفرض النفوذ الفرنسي على الشواطئ الشرقية للمتوسط، حتى تكون فرنسا قادرة على فرض شروطها على بريطانية. من ناحية أخرى فقد حمل نابليون معه إلى الشرق العربي مشروعين اثنين كانا قد كثر الحديث عنهما في بعض الأوساط الفرنسية ، وهذان المشروعان هما إنشاء دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين ، والآخر هو إنشاء كيان للمسيحيين في الشرق وبالتحديد الموارنة.

لقد كتب نابليون يخاطب يهود العالم قائلاً :

[ من بونابرت القائد الأول في جيوش الجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا، إلى الورثة الشرعيين لأرض إسرائيل . الإسرائيليون هم الأمة الفريدة التي لم تستطع آلاف السنين وشهوة الفتح والطغيان أن تجردهم سوى من أراضيهم ، ولكن ليس من اسمهم وكيانهم القومي... ألا ثوروا على العار يا أيها المشردون وأعلنوها حرباً لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية، حرب تقوم بها أمة اُعتبرت أرضها- بجرة قلم من الحكام - غنيمة لأعدائها الذين يريدون بفظاظة تقاسمها فيما بينهم وكما يشاءون. إن فرنسا تنتقم لعارها وعار أبعد الأمم التي تركت منسية وقتاً طويلاً تحت أغلال العبودية ، وتنتقم للعار الذي أحاق بكم خلال ألفي سنة.

إن الأمة العظيمة التي لا تتاجر بالشرف ، كما فعل أولئك الذين باعوا أجدادكم إلى كل الأمم تناديكم الآن من أجل أن تستلموا منها ما قد احتلته حتى الآن وبحصانة ومساعدة هذه الأمة ، كي تبقوا أسياد البلاد ، ولكي تدافعوا عنها ضد كل الذين يريدون غزوها. لقد جعل الجيش الصغير الذي بعثتني العناية الإلهية به إلى هنا من القدس مقر قيادته الرئيسية. إن هذا الجيش الذي يقاد بالعدل ويصحبه النصر سوف ينتقل بعد أيام قليلة إلى دمشق ، المدينة المجاورة التي تهدد مدينة داوود.... فها قد سنحت الفرصة التي قد لا تتكرر ثانية خلال ألفي سنة ، من أجل المطالبة باسترداد حقوقكم المدنية بين سكان المعمورة والتي حُرمتم منها بشكل مخز طيلة ألفي سنة، ومن أجل المطالبة باستعادة كيانكم السياسي كأمة بين الأمم وبحقكم الطبيعي في عبادة يهوه بحسب إيمانكم علناً ومن غير شك ، إلى الأبد» (208)

ونقل اليهودي الماشيحاني : إيلي ليفي أبو عسل هذا الخطاب النابليوني فقال : [ أيها الإسرائيليين ــ لقد قربت الساعة التي ينتهي فيها أجل حالتكم التعسة .. إن الفرصة سانحة فحاذروا أن تفلت منكم ..] (209)

هذا وقد نقل لنا التاريخ أن الحاخام : موسى مردخاي : يوسف بنوحس : كان من أشد أنصار مشروع بونابرت ، ومن أقوى المجندين لغايته ومراميه ، ومن المحقق إعادة بني إسرائيل الى فلسطين طفقت تزداد سعيرا في ذهن نابليون ، وكانت شغلا شاغلا له .. وقد كان يلوح ان هذا الحل ممكنا إذا نجح ولو قليلا ، سيعمل على تغيير مجرى الأمور في الشرق ، ولم تكن حملة مصر إلا لبلوغ هذه الغاية ..] (210)

[ وقد عبر جيمس بيشنو عام 1800 في كتابه : بعث اليهود أزمة كل الأمم : ينادي ببعث اليهود [ عن أمله في أن تكون فرنسا هي الأداة التي تستخدمها العناية الإلهية لتحقيق هذه العودة الكبرى الى فلسطين ــ خاصة وان مبادرة نابليون بونابرت لجمع المجلس الأعلى لليهود القدماء بغية تحويلهم إلى أداة سياسية قد انتهت بالفشل !! لكن هذه الأفكار التي تدعوا إلى أمة يهودية.." قد أخذت تشق طريقها وتستأثر بالاهتمام . ] (211)

[ لقد كان الوعد «البلفوري» النابليوني مقدمة لمجموعة من الوعود المتتالية التي نجد مثيلاتها في وعود مقدمة من القيصر الألماني وكذلك من قبل أحد وزراء حكومة القيصر الروسي وصولاً إلى بلفور البريطاني]

(212)

و في السياق : [ فقد نشر نابليون خطابا موجها الى يهود فرنسا في عام 1798 من قبل أحدهم اقترح إنشاء مجلس يهودي من قبل كل يهود العالم يسعى لدى الحكومة الفرنسية من أجل في فلسطين الى شعبها التقليدي ــ يقصد اليهود !! ــ ويتوفر لدينا في هذا المقام دليل غير موثوق على أن نابليون قد لعب دورا بعينه ــ في هذا المشروع الصهيوني ــ فلقد ظهرت في الثاني والعشرين من أيار لعام 1799 رسالة في المونيتور : وهي الجريدة الرسمية للحكومة الفرنسية التي كانت قائمة آنذاك مؤرخة في القسطنطينية تجري سطورها على هذا النحو...[ لقد أمرنا نابليون بإصدار منشور يدعو فيه جميع يهود آسيا وأفريقيا الى الانضمام الى بيارقه من أجل إعادة بناء مدينة القدس القديمة ] (213)

و ..[إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا- حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري- اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام.‏

وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت ـ تشكيل اللوبي اليهودي في فرنسا ـ بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ] (214) [والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب ،و تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين ، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكرياً ، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم ، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية. وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها .

وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت ، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898 ، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر " على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها ". ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري . فقد قام [هيرتزل ] ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903 . وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا ] .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل ـ نيسان 2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948 ، ] (215)

إن جملة الوعود الاستعمارية لليهود وآخرها وعد بالفور المشئوم ، كان بونابرت هو القوة الدافعة والمؤسسة لهذا المخاض الدموي الماشيحاني وهو الذي يحمل عار التاريخ في قضية فلسطين وعلى الشعب الفرنسي الذي زج به في حروب لاتخدم سوى شذاذ الآفاق في الأرض وأهل العداوة التاريخيين لأمة المسلمين ..

[ إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا - حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري - اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام .‏ وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت تشكيل [ اللوبي اليهودي في فرنسا ] بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في مايو من عام 1917م . وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي ] (216)

ان هذا التوجه اليهودي الصهيوني لحملة بونابرت تدفع بالقول : [ ان الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 ، يتعين على القوى الثورية التقدمية دراستها من كل النواحي : فإن حملة عسكرية تأخذ طريقها الى الشرق مزودة بالأجهزة العلمية وبمطبعة عربية وأخرى فرنسية ويرافقه عدد من العلماء الأخصائيين في شتى العلوم تدفعنا بالقول : هل هي حملة عسكرية؟ أم حملة علمية تجسسسية ] (217)

ــ صرح القس ــ بيلى جراهام ـ بأن نابليون عندما شاهد مجدو قال : [ إن هذا المكان سيكون مسرحا لأعظم معركة في العالم وهي معركة هرمجدون ] [ وتصريح نابليون عن هذه المعركة يؤكد أن قادة الغرب يهتمون بها منذ1 بعيد ، وأنهم يقرؤون كتبهم المقدسة جيدا ،] ــ أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ص70

وللرد على التساؤل العلمي المفترض تكون الإجابة في الحملة التترية البوشوية على العراق والمنطقة كما عشيقة الشاروني في اجتياح لبنان عام 1982 وقبلها الاجتياح النابليوني الصومائيلى الى الأرض المقدسة !!

وفي تبيان حقيقة العقيدة الهرمجدونية المفسدة في الأرض :

.. يقول رئيس وزراء إسرائيل الليكودي الماشياحي إسحاق شامير: في حقده على النبي صلى الله عليه وآله وأمته : [ قد يحاول البعض خداعنا وقد يقول أحدهم لنخدع الإسرائيليين كما فعل محمد ــ نعم ــ أنهم دائما يفكرون بتلك الأمثلة حين استخدم محمد جميع أنواع الخدع للقضاء على خصومه في مكة وخيبر وكل مكان إنهم دائما يلجئون لتلك الأمثلة من إستراتيجيات محمد وتهبلاته ] .


ويقولون في سفر حاز وحار:


يا أبناء إسرائيل اعلموا أننا لن نفي محمدا حقه من العقوبة التي يستحقها حتى لو سلقناه في قدر طافح بالأقذار وألقينا عظامه النخرة إلى الكلاب المسعورة لتعود كما كانت نفايات كلاب لأنه أهاننا وأرغم خيرة أبنائنا وأنصارنا على اعتناق بدعته الكاذبة وقضى على أعز آمالنا في الوجود لذا يجب عليكم أن تلعنوه في صلواتكم المباركة أيام السبت وليكن مقره في جهنم وبئس المصير ]
واسمعوا يا سادة وتنبهوا يقول القاضي الصهيوني فريدرك رذرفورد : [يجب تدمير السلطات الدينية في الدول العربية والإسلامية بتعليم وتدريب نخبة مختارة من الشباب المتفوق كيفية الفصل بين الدين وشؤون الحياة إن المسيحية الشائعة مسيحية زائفة مشوهة وهشة وقد سيطرنا عليها أما الأصولية الإسلامية فهي الظلام القادم أمام سيادتكم أيها اليهود ، لذلك أيها السادة فقد صنعوا من أبناء جلدتنا ما صنعوا وسيطروا على أمتنا بكل الطرق والوسائل فبالوسائل العسكرية تارة وبالوسائل غير العسكرية تارة أخرى ولقد أشرنا من قبل للدور الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والذي جاء حاملا العناية الإلهية ــ هو أيضا ــ بعد أن جاءته رؤيا من الرب مثله مثل بابا روما الصهيوني الذي قاد الحروب الصليبية والحرب المقدسة والعدالة المطلقة بعد أن قرأ العظات الإنجيلية من الإله يهوه !! ولا ننسى أن الحملة من فرنسا إلى مصر تحركت بعد تلقى نابليون عن طريق بول بارا باس ، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت ، " الرأسمالي اليهودي الايرلندي " رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق كما نصحه اليهودي بأن يدك معاقل المسلمين في مصر وبقدر قوته وصلفه وجبروته ستفتح له الأبواب وقال له إن في مصر قلاع حصينة لا تحتاج إلا الخيول المدربة والقلوب لا تعرف الهوادة .
ووضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى شخصيات يهودية ــ واستمع إلى نصائح الحاخامات ـــ وما لبثت أن أصدرت بعد اللقاء بيانا تدعو فيه إلى إقامة مجلس ينتخبه اليهود في خمسة عشر بلدا ليقرر ما يجب عمله . وإبلاغ ذلك إلى الحكومة الفرنسية . كما دعت إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق في فرنسا ، في إقليم الوجه البحري من مصر ! مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر ] (218)
[ والوعود البلفورية هي مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال ‏السياسة في الغرب، التي تعبر عن هذا المنحى وجوهرها هو الدعوة لإقامة وطن ‏قومي لليهود في فلسطين، ونقل يهود العالم الغربي إليها ، مما يعني تخليص أوروبا ‏ منهم ، وأن لليهود حقوقاً مطلقة في فلسطين ، بينما لا توجد أية حقوق لسكانها ‏الأصليين . وكانت هذه التصريحات تهدف إلى أن يكون نقل اليهود هو مقدمة ‏لتأسيس دولة يقوم الغرب بتمويلها ودعمها اقتصادياً وعسكريا ً، على أن تكون ‏وظيفتها هي خدمة مصالح الدولة الغربية التي تقدم الدعم، ومن ثم فإن الدولة ‏الصهيونية هي دولة وظيفية . وهذه هي العناصر الأساسية في كل الوعود البلفورية ‏التي تدعم هذه الدولة وتضمن بقاءها واستمرارها. وليس من قبيل الصدفة أن أول غاز ‏للشرق في العصر الحديث ، وهو نابليون بونابرت، كان أيضاً أول من أصدر وعداً ‏بلفورياً ، يتضمن معظم العناصر التي يتضمنها وعد بلفور، والوعود الأخرى . كما ‏صدر وعد بلفوري ألماني في سبتمبر 1898، وكان عبارة عن خطاب من دوق ‏إيلونبرج باسم حكومة القيصر إلى هيرتزل جاء فيه أن القيصر "على استعداد أن ‏يأخذ على عاتقه مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها ". ومن الأمثلة الأخرى ‏على الوعود البلفورية ، الوعد البلفوري الروسي القيصري. فقد قام هيرتزل ، بتفويض من المؤتمر ‏الصهيوني الخامس (1901)، بمقابلة فون بليفيه ، وزير الداخلية الروسي المعادي ‏لليهود ، حتى يَحصُل على تصريح يعبِّر عن نوايا الروس يتلوه في المؤتمر ‏الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903. وبالفعل ، صَدَر الوعد البلفوري ‏القيصري في شكل رسالة وجهها بليفيه إلى هيرتزل ، وجاء فيها :

[ ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة ‏مستقلة في فلسطين ، وتنظيم هجرة اليهود الروس ، فمن المؤكد أن تظل الحكومة ‏الروسية تحبذ ذلك . وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من ‏روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في ‏روسيا ] .

ويمكن القول إن الغرب لا يزال ملتزما ‏بوعوده البلفورية ولا يزال يؤكدها ، ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في واشنطن ‏يوم 14 أبريل/ نيسان 2004 ، كشف شارون وبوش عن رسائل متبادلة بينهما قبل ‏وصول شارون إلى البيت الأبيض تضمنت تقديم وعود وضمانات أمريكية لتنفيذ ‏خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. من بينها ضرورة تخلي اللاجئين ‏الفلسطينيين عن حق العودة إلى أراضي عام 1948، وأن لإسرائيل الحق في ‏الاحتفاظ ببعض " المستوطنات" ـ المستعمرات ــ في الضفة الغربية ، وأنه من غير ‏الواقعي توقع اتفاق سلام نهائي بانسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 5 ‏يونيو/حزيران 1967 ، على اعتبار أن هذه الحدود ليست مقدسة ومن ثم يمكن ‏تجاوزها ، وأن الفلسطينيين ] . (219)

وفي السياق البونابرتي الماشيحاني يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو باحث ومفكر مصري جدير .. [ واستمر نابليون في نفس الإتجاه ، فأصدر بعد ذلك قراراته الخاصة بتنظيم علاقة اليهود بالدولة الفرنسية . ففي عام 1808 أصدر مرسومين تم بمقتضى الأول إقامة لجان من الحاخامات والرجال العاديين للإشراف على الشئون اليهودية تحت إشراف مجلس كنسي مركزي / وكان من مهام هذا المجلس أن ترعى معابد اليهود وغيرها من المؤسسات الدينية ، وتنفذ قوانين التجنيد وتشجع اليهود على تغيير المهن التي يشتغلون بها . أما المرسوم الثاني فقد اعترف باليهودية دينا ، كما ألغى ــ أو أنقص أو أجل ــ الديون اليهودية المستحقة للمرابين ، وأصبح الحاخامات مندوبين للدولة مهمتهم تعليم أعضاء الجماعات اليهودية تعاليم دينهم وتلقينهم الولاء للدولة وأن الخدمة العسكرية واجب مقدس ، وكان على الحاخامية توجيه أعضاء الجماعات اليهودية الى الوظائف النافعة ، وقد اعترفت الحكومة الفرنسية باليهود بوصفهم أقلية ، وأصبح لهم كيان رسمي للدولة . فحصلوا على حقوقهم ومنحوا شرف الجندية ولم يعد يسمح لهم بدفع بدل نقدي ، وشجعوا على الإشغال بالزراعة . وحرّّّّم نابليون على اليهود الأشكناز للاشتغال بالتجارة .. وراح أخيرا يتباهى بأن الثورة الفرنسية ثورة يهودية ماسو نية ] . (220)

وهكذا تحول بونابرت كجنرال صهيوني متشحا بلباس المسيح اليهودي الكذاب ومهندسا لمشاريع الاستيطان العبراني المبكر ووكيلا مؤسسا للمذابح في شوارع فلسطين !! فقد كان له حق السبق لكل المشاريع الماشيحانية .. وهاهي الوكالة البونابرتية تتحول لطبيعة هرمجدونية وبرنامج توسعي الشارونية العاشقة البوشوية !! و.. هكذا كان نابليون ماسو نيا صهيونيا كشف عن منهجيته التوراتية لمجرد وصوله الى فلسطين ، قادما بتمويل آل روتشيلد الربويين الماسون ورجال الحكومة الخفية .. ولم يخف نابليون ورجاله المرافقين له في الحملة والذين كرسوا جهودهم لرسم الخارطة التوسعية للمنطقة بحيث يضع الأصوليون التوراتيون في الغرب مواقع أقدامهم في المنطقة بهدف تركعيها وتجزئتها في منهاجيه هرمجدونية وأساطيرية كشفت عنها قرائتنا ، وحسب المصادر .. [ كان نابليون أول من اجتذبته فكرة فلسطين ، فبعد شروعه في غزو فلسطين عام 1799 وجه نداء الى جميع اليهود في العالم يستحثهم فيه على الانضمام تحت لواءه والانضمام تحت رايته لإعادة [ مجد إسرائيل الضائع في القدس ] على حد تعبيره ، ويصفهم بأنهم الورثة الشرعيين لفلسطين ] [ ويعتقد أن نابليون قد تأثر بما كتبه بعض الكتاب الفرنسيين مثل ــ البرنس دي لينيه ــ الى امبراطورية النمسا جوزيف الثاني سنة 1979 ، حيث أشار الى وجوب إصلاح شأن اليهود وإعادتهم الى ملك يهوذا ..] (221) [ أما أبرز المشاريع في نهاية القرن الثامن عشر فتمثل في دعوة - مشروع نابليون بونابرت اليهود للالتحاق بجيشه والمحاربة من أجل إقامة دولة لهم في فلسطين برعاية وحماية فرنسيتين . وتعد هذه أهم المشاريع التي عرضتها الصهيونية الأوروبية غير اليهودية قبل صدور وعد بلفور عام 1917 . إذ كان بونابرت , كما تقول ريجينا الشريف [ أول رجل دولة يقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين قبل وعد بلفور بـ 118 سنة ] . ولعل طبيعة شخصية نابليون وطموحه الإمبراطوري التوسعي , خصوصاً في المشرق العربي هي التي لعبت الدور الحاسم في استعجال فرنسا بلورة الفكرة الصهيونية في مشروع دولة لليهود في فلسطين.

فشل نابليون أمام أسوار عكا عندما عجز عن اقتحامها , ومن ثم فشلت حملته كلها على مصر واضطرت قواته إلى مغادرتها بعد ثلاث سنوات فقط من غزوها بعد ان اضطر هو إلى الهرب منها والعودة إلى فرنسا وقد تحطمت آماله في إمبراطورية فرنسية في الشرق تأخذ على عاتقها إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين لتكون مرتكزاً وقاعدة لهذه الإمبراطورية. والأهم من ذلك ان يهود أوروبا , كما يهود الشرق, لم يبدوا اهتماماً كبيراً بدعوات أو نداءات نابليون الصهيونية , ربما لأن الصهيونية لم تكن قد تبلورت بعد كفكرة وليس فقط كمشروع سياسي بين اليهود أنفسهم , ولم تكن قد تبلورت بينهم فكرة إنهم شعب أو أمة ذات حقوق سياسية , فالظروف الذاتية لكل من فرنسا واليهود ومعها الظروف الموضوعية العربية والدولية أسهمت في فشل حملة نابليون وحالت دون تحقيق أهدافها الفرنسية أولاً واليهودية تالياً. ] (222)

والحركة الصهيونية المعاصرة وهي ما تسمى بالموسيديت ، إنما هي تأكيد لوجهة نابليون وختم سوداوي لرسالته غير المقدسة .. والذي يدور اليوم في العراق وفلسطين من مجازر دموية فهي خير تفصيل لحقيقة أساطير الماشيحانيين الجدد وفلسفة الهرمجدون المزيفة ..

70 ــ نشأة الحركة المسيحية الصهيونية :
[ تقول الكاتبة غريس هالسيل : أواخر أغسطس 1985م سافرت من واشنطن إلى سويسرا ، لحضور المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في بازل ، برعاية السفارة المسيحية العالمية في القدس ، لأتعرّف على خلفية الصهيونية السياسية … في أحد مقررات المؤتمر حثّ المسيحيون إسرائيل على ضمّ الضفة الغربية ، بسكانها المليون فلسطيني ، فاعترض يهودي إسرائيلي : بأن ثلث الإسرائيليين يُفضلون مقايضة الأراضي المحتلة بالسلام مع الفلسطينيين … فردّ عليه مقرر المؤتمر : إننا لا نهتم بما يُصوّت عليه الإسرائيليون وإنما بما يقوله الله ، والله أعطى هذه الأرض لليهود . ــ يقصد الرب يهوه المسيح ـ وتقول : كان تقديري أنه من بين 36 ساعة … فإن المسيحيين الذين أشرفوا على المؤتمر ، خصصوا 1% من الوقت لرسالة المسيح وتعاليمه ، وأكثر من 99% من الوقت للسياسة . ولا يُوجد في الأمر ما يُثير الاستغراب ، ذلك أن المشرفين على المؤتمر ، برغم أنهم مسيحيون فهم أولا وقبل كل شيء صهاينة ، وبالتالي فإن اهتمامهم الأول هو الأهداف الصهيونية السياسية . وفي بحثها عن أصل الصهيونية السياسية ، الداعية إلى عودة اليهود إلى فلسطين ، تؤكد الكاتبة أن : [ تيودور هيرتزل ] لم يكن أصلا صاحب هذه الفكرة ، وإنما كان دُعاتها هم المسيحيون البروتستانت ــ ذوي الأغلبية في أمريكا وبريطانيا الآن ــ قبل ثلاث قرون من المؤتمر الصهيوني الأول . حيث ضمّ لوثر زعيم حركة الإصلاح الكنسي في القرن السادس عشر ، توراة اليهود إلى الكتاب المقدّس تحت اسم العهد القديم . فأصبح المسيحيون الأوربيون يُبدون اهتماما أكبر باليهود ، وبتغيير الاتجاه السائد المُعادي لهم في أوروبا . وتقول الكاتبة : توجه البروتستانت إلى العهد القديم ليس فقط لأنه أكثر الكتب شهرة ، ولكن لأنه المرجع الوحيد لمعرفة التاريخ العام . وبذلك قلّصوا تاريخ فلسطين ما قبل المسيحية إلى تلك المراحل التي تتضمّن فقط الوجود العبراني فيها . إن أعدادا ضخمة من المسيحيين وُضِعوا في إطار الاعتقاد ، أنه لم يحدث شيء في فلسطين القديمة ، سوى تلك الخرافات غير الموثقة من الروايات التاريخية المدوّنة في العهد القديم . وتقول : في منتصف عام 1600م بدأ البروتستانت بكتابة معاهدات ، تُعلن بأن على جميع اليهود مُغادرة أوروبا إلى فلسطين . حيث أعلن ــ أوليفر كرمويل ــ بصفته راعي الكومنولث البريطاني الذي أُنشئ حديثا ، أن الوجود اليهودي في فلسطين هو الذي سيُمهّد للمجيء الثاني للمسيح . ومن هناك في بريطانيا بدأت بذرة الدولة الصهيونية الحديثة في التخلّق . وفي خطاب لمندوب إسرائيل في الأمم المتحدّة : بنيامين نتنياهوعام 1985م - والذي أصبح فيما بعد رئيسا لإسرائيل - أمام المسيحيين الصهاينة ، قال : إن كتابات المسيحيين الصهاينة من الإنجليز والأمريكان أثّرت بصورة مُباشرة على تفكير قادة تاريخيين ، مثل : لويد جورج و آرثر بلفور و ودرو ويلسون ، في مطلع هذا القرن … الذين لعبوا دورا أساسيا ، في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية . وتقول : لم يكن حلم هيرتزل روحانيا بل كان جغرافيا ، كان حُلما بالأرض والقوة ، وعلى ذلك فإن السياسة الصهيونية ضلّلت الكثير من اليهود … وقد ادّعى الصهاينة السياسيون أنه لم يكن هناك فلسطينيون يعيشون في فلسطين … ويقول موش مانوحين : : أنه انتقل إلى الدولة اليهودية الجديدة ، على أمل أن يجد جنّة روحية ، ولكنّه اكتشف أن الصهاينة لا يعبدون الله ، ولكنهم يعبدون قوتهم . ] .
وتقول : لأن يهود أمريكا – مثل : آندي غرين – يعرفون أنه يمكنهم الاعتماد ، على دعم 40 مليون مسيحي إنجيلي أصولي ، فهم يُصادرون الأرض من الفلسطينيين بقوة السلاح . ويقول غرين الذي انتقل إلى إسرائيل عام 1975م ، ولا يزال يحتفظ بجواز سفره الأمريكي : ليس للعرب أي حق في الأرض إنها أرضنا على الإطلاق ، هكذا يقول الكتاب المقدّس إنه أمر لا نقاش فيه . من أجل ذلك لا أجد أي مُبرر للتحدّث مع العرب حول ادعاءاتهم المنافسة لنا ، إن الأقوى هو الذي يحصل على الأرض . ] المرجع : كتاب هالسل

71 ــ غاية إسرائيل من التحالف مع اليمين المسيحي في أمريكا :

يوضح ( ناتان بيرلمتر ) يهودي أمريكي ، من حركة : بناي برث – منظمة يهودية - في أمريكا ، أسباب تحالف يهود الولايات المتحدة مع الأصوليين المسيحيين ، بقوله : أن الأصوليين الإنجيليين يُفسّرون نصوص الكتاب المُقدّس بالقول : أن على جميع اليهود ، أن يؤمنوا بالمسيح أو أن يُقتلوا في معركة هرمجدون . ولكنه يقول في الوقت نفسه : نحن نحتاج إلى كل الأصدقاء لدعم إسرائيل … وعندما يأتي المسيح فسوف نفكر في خياراتنا آنذاك . أما الآن دعونا نُصلّي ونرسل الأسلحة . ]
وتقول الكاتبة : إن للقادة الأصوليين الإنجيليين اليوم قوة سياسية ضخمة . إن اليمين المسيحي الجديد هو النجم الصاعد في الحزب الجمهوري ، وتحصد إسرائيل مكاسب سياسية جمة داخل البيت الأبيض من خلال تحالفها معه . وتنقل الكاتبة للقول : إن [ مارفن ] – أحد زملائها في رحلة الحج - كغيره من اليمين المسيحي الجديد ، يشعر بالنشوة لأنه مع الحليف الرابح . وقد نقل إلي مرة المقطع 110 الذي يتحدّث عن يهوه وهو يسحق الرؤوس ، ويملأ الأرض بجثث غير المؤمنين ، والمقطع 137 الذي يُعرب فيه عن الرغبة من الانتقام ، من أطفال بابليين وإلقائهم فوق الصخور . ثم قال [ مارفن ] : وهكذا يتوجب على الإسرائيليين أن يُعاملوا العرب بهذه الطريقة . ورغم أن [ مارفن ] كان معجبا ومطلعا على نصوص التاريخ التوراتي ، إلا أنه كان جاهلا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي . لأنه يعرف مسبقا كل ما يعتقد أن الله يريد منه أن يعرفه . وقال لي : إن على الأمريكيين أن يتعلموا من الإسرائيليين كيف يُحاربون . ويشارك ( مارفن ) كذلك هؤلاء بالاعتقاد بأننا نحن المسيحيين نؤخر وصول المسيح من خلال عدم مساعدة اليهود على مصادرة مزيد من الأرض من الفلسطينيين . وتخلُص الكاتبة إلى القول : بأن عدة ملايين من المسيحيين الأمريكيين ، يعتقدون أن القوانين الوضعية يجب ألا تُطبق على مصادرة اليهود واسترجاعهم لكل أرض فلسطين ، وإذا تسبّب ذلك في حرب عالمية نووية ثالثة فإنهم يعتقدون بأنهم تصرّفوا بمشيئة الله . وتذكر الكاتبة أن هناك قائمة بأسماء 250 منظمة إنجيلية أصولية موالية لإسرائيل ، من مختلف الأحجام والعمق في أمريكا ، ومعظم هذه المنظمات نشأت وترعرعت خلال السنوات الخمس الأخيرة ، أي منذ عام 1980م . وتقول الكاتبة في فصل مزج الدين بالسياسة : أن الإسرائيليون يُطالبون بفرض سيادتهم وحدهم ، على المدينة التي يُقدّسها مليار مسيحي ومليار مسلم ، وحوالي 14 مليون يهودي . وللدفاع عن ادّعائهم هذا فإن الإسرائيليين – ومعظمهم لا يؤمن بالله – يقولون : بأن الله أراد للعبرانيين أن يأخذوا القدس إلى الأبد . ومن أجل ترويج هذه الرسالة توجّه الإسرائيليون إلى [ مايك ايفنز ] اليهودي الأمريكي ، الذي قُدّم في أحد المعابد على أنه قسّ تنصّر ليساعد شعبه ، وأنه صديق لجورج بوش ويحتل مكانة مرموقة في الحزب الجمهوري ، ومن حديثه في هذا المعبد قوله : إن الله يريد من الأمريكيين ، نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس ، لأن القدس هي عاصمة داود . ويحاول الشيطان أن يمنع اليهود ، من أن يكون لليهود حق اختيار عاصمتهم . إذا لم تعترفوا بالقدس ملكية يهودية ، فإننا سندفع ثمن ذلك من حياة أبنائنا وآبائنا ، إن الله ، سيُبارك الذين يُباركون إسرائيل ، وسيلعن لاعنيها ] وفي نفس الإتجاه [نظمت مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم اسم‏ [‏ المسيحيون الصهاينة‏ ]‏ مظاهرة حاشدة تضامناً مع إسرائيل يوم الخميس ‏(6‏ مايو ‏2004)‏ خارج مبنى الكونجرس في العاصمة الأمريكية تم فيها عرض إحدى الحافلات الإسرائيلية التي دمرتها التفجيرات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏ وقال بيان منظمة‏ [‏مسيحيون من أجل إسرائيل] :‏ إن أنشطة هذه المظاهرة تشمل إعلان يوم ‏6‏ من مايو يوماً قومياً للصلاة من أجل [ إسرائيل ] تستمر فيه المظاهرات والصلوات من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة بعد الظهر‏.‏ وعقدت المظاهرات تحت عنوان : ‏ [الإرهاب‏ ,‏ تذكرة في اتجاه واحد‏ ],‏ وتم عرض إحدى الحافلات المحترقة التي قالوا إنها تم تفجيرها من قبل الفلسطينيين في إسرائيل ] ‏.‏ وقال منظموا المظاهرة إن الحافلة رقم ‏19‏ ستعرض أمام مبنى الكونجرس وستبقى هناك للعرض طوال شهر مايو ليشاهدها الجمهور الأمريكي الذي يقبل على هذه المنطقة السياحية بكثافة في شهور الصيف‏.‏ وقال المتظاهرون في بيان لهم‏:‏ نحن المسيحيون الصهاينة‏..‏ مهمتنا حث الدعم لدولة [إسرائيل ] والشعب اليهودي عن طريق الصلوات وعن طريق العمل الجاد وفق مشيئة وكلمة الرب‏..‏ إننا نريد أن يتفهم الآخرون قلب الرب وأغراضه من أجل اليهود وأن نحصل على الفهم الجديد للأصول اليهودية للعقيدة المسيحية‏ ] (223)

[وقد لعبت القوى الصهيونية المسيحية دوراً رئيسياً في صياغة الأبعاد الأيديولوجية والتصورات الفلسفية والأخلاقية لقوى اليمين المحافظ‏,‏ كما أمدته بعناصر وكفاءات بشرية بارزة‏,‏ وساندته بمؤسساتها ومنظماتها المختلفة بحيث أضحى أبرز مفكري هذا اليمين المحافظ يعبرون عن جوهر المنطلقات الفكرية لتيار الصهيونية المسيحية‏,‏ وأخذوا يوظفون هذه المنطلقات في صياغة الفكر الاستراتيجي الحاكم في الولايات المتحدة‏,‏ كما يتجلى الآن في عهد الرئيس جورج بوش‏.‏ ]

[وتعتبر مؤلفات الكاتبة الأمريكية جريس هالسل وبالذات كتاب ‏: [‏النبوءة والسياسة‏ ‏] ثم كتاب‏ [يد الله ] ‏ترجمهما للعربية الأستاذ محمد السماك وصدرا من دار الشروق بالقاهرة‏ ،‏ ومن أبرز ما كتب عن هذا التيار الديني‏ -‏ السياسي المؤثر بقوة متصاعدة في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية وبالذات نحو الصراع العربي‏-‏ الإسرائيلي خاصة‏ ,‏ والوطن العربي بصفة عامة‏ .‏

لقد بين كتاب [ ‏النبوءة والسياسة‏ ]‏ أن الصهيونية أضحت بسبب تيار الصهيونية المسيحية‏ ,‏ صهيونيتين‏,‏ الأولى والأساسية صهيونية مسيحية ‏,‏ والثانية يهودية‏ .‏ ويأتي كتاب‏ [ يد الله‏ ]‏ ليبين أن اللاسامية أضحت‏,‏ وبفضل هذا التيار أيضاً‏ ,‏ لا ساميتين‏ ,‏ الأولى تكره اليهود وتريد التخلص منهم وإبعادهم بكل الوسائل الممكنة‏ [‏ لا سامية المجتمعات الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين‏ ] ,‏ والثانية تكره اليهود أيضاً بيد أنها تريد تجميعهم في مكان محدد هو فلسطين ‏,‏ ليكون هذا المكان مهبط المسيح في مجيئه الثاني المنتظر ‏[‏لا سامية أمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده‏ ]‏ وفكر هذه اللاسامية يجئ امتداداً للفكر الذي أرسته بعض الحركات الدينية المسيحية وبالذات‏ ــ ‏الحركات الألفية‏ ــ‏ التي تؤمن بأن السيد المسيح سيعود ليحكم العالم مدة ألف سنة‏ ,‏ وربطت بين هذه العودة ووقوع بعض الأحداث الرمزية من أهمها عودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة ـ إسرائيل ـ وإعادة بناء الهيكل ثم ظهور المسيخ الدجال ‏,‏ وتفجر مجموعة من الصراعات الدموية تتوج بالمعركة الشهيرة المعروفة بمعركة‏ هرمجدون‏ [ قرية مذكورة في الرؤيا وتقع شمال القدس‏ ]‏ حيث تقع معركة بين ما يسمى بـ‏ [‏الحق والباطل ] ,‏ وعند اقتراب إفناء العالم يظهر السيد المسيح‏ .‏ ولقد خطف تيار الصهيونية المسيحية هذه المعتقدات بالربط بين الانتصار الساحق لإسرائيل وعودة السيد المسيح ونشأة تيار مسيحي يزداد قوة يربط بين شدة الولاء والدعم لإسرائيل وبين تعجيل عودة السيد المسيح‏.‏ ] [ومن القيادات الصهيونية المسيحية البارزة الأخرى‏,‏ القس بات روبرت سون ‏,‏ الذي يعود بأصوله إلى أسرة هاريسون الذي وقع إعلان استقلال أمريكا‏ ,‏ وكان والده عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي لمدة ‏34‏ عاما‏ً,‏ وأعلن بات روبرت سون ترشحه للرئاسة الأمريكية عام ‏1988.‏ ويقف روبرت سون على رأس منظمة متشعبة الأغراض والوسائل ولها جذور شعبية وتأثير واسع المدى‏,‏ وتعتبر شبكته الإعلامية المسماة‏ [‏ شبكة الإذاعة المسيحية‏ ـCBN ]‏ من بين المحطات الأكثر حداثة وحذقاً ونشاطا‏ً,‏ واحتلت الموقع الرابع بعد شبكات التلفزة الرئيسية الثلاث في الولايات المتحدة الأمريكية ‏,‏ وتصل إلى أكثر من‏30‏ مليون منزل‏.‏ وتملك مؤسسة روبرت سون جامعة معتمدة منذ عام ‏1977‏ تصدر نشرة إخبارية تضم أكثر من ربع مليون مشترك‏ ,‏ وقد اعتاد أن يقول فيها : إن ـ إسرائيل ــ هي أمة الله المفضلة ويؤيد احتلالها للأراضي العربية ويعتبر العرب في برامجه المتلفزة أعداء الله ‏.‏] (224)

[ ونتيجة لهذه المعتقدات ظهر الكثير من الحركات الدينية المسيحية الإنجيلية الأصولية في بريطانيا والولايات المتحدة ، وأهم وأخطر هذه الحركات هي ( الحركة التدبيرية ) ، التي نشأت في الولايات المتحدة بعد قيام دولة إسرائيل . وتضمّ في عضويتها أكثر من أربعين مليون أمريكي ، لحظة تأليف هذا الكتاب في أواسط الثمانينيات ، ومن بين أعضائها الرئيس الأمريكي آنذاك [ رونالد ريغان ] وهي تسيطر على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية ، وتمتلك محطات تلفزة خاصة بها ، ويشارك قادتها كبار المسؤولين في البيت الأبيض ، ومجلس الأمن القومي الأمريكي ، ووزارة الخارجية بصناعة القرارات السياسية والعسكرية ، المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي . وتعتقد هذه الحركة أنّ الله قد وضع في الكتاب المقدس نبوءات واضحة ، حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته : المصدر السابق ]

هذا وتحصر هذه الحركة أهدافها في خلق قاعدة فاشية هرمجدونية تعتمد كما بينا على تكريس إسرائيل كحقيقة لاهوتية ودعمها بإتجاه إحداث محرقة في العالم الإسلامي هي في وجهتهم الهرمجدون الحتمية والتي لا نرى لها سند حقيقي بسبب تزييف حقائق التوراة على يد حاخامات السبي وعملاء ملوك إسرائيل والتوحد معهم في العداء ضد الدين والأنبياء عليهم السلام !! بزيف أساطير ظهور المسيح في الألفية وهؤلاء التدبيريون التدمير ون هم الذين يقفون اليوم ونحن في نهاية الزمان خلف كل نكبة ومجزرة ينتقم بهم الماشياح الخائن لله والتاريخ والإنسان ، يتقدمهم نحو النشوء والارتقاء بمملكة الزيف الشيطانية ،و كانت العراق بعد فلسطين ولبنان هي المدخل المركزي للصراع المفتوح بين شياطين قادة الهرمجدون وجماهير الأمة الذين يتعرضون الى عملية تهجير من أوطانهم بعد نفاذ خارطة التطبيع مع دولة الماشيح المزيف في إسرائيل من أهدافها !! وذلك تحت نير التهديد الماشيحاني البوشوي بقيام حرب نووية ، ودفع الأمة نحو الرعب للهجرة من أوطانها ولذلك يضع الغريب وجيوشه كل إمكانياتهم العدم هزيمة الهرمجدوني بوش وخروجه مهزوما من العراق كما أداته الماشيحانية اللقيطة إسرائيل !! وفي مبحثا تفصيل في الموضوع .

و .. تؤكد الكاتبة الأمريكية ( غريس هالسل ) أن بذور هذه المُعتقدات المُدمّرة ، نشأت في نهاية القرن التاسع عشر . وكان رائد هذا الاتجاه في تفسير الكتاب المُقدّس هو ( سايروس سكوفيلد ) ، وقد طُبع أول مرجع إنجيلي له عام 1909م ، زرع فيه آراءه الشخصية في الإنجيل ، وصار أكثر الكتب المتداولة حول المسيحية . وبدأت هذه المُعتقدات في الظهور وتعزّزت ، عندما تتابعت انتصارات إسرائيل على دول الجوار العربية ـ النظام العربي الرجعي ـ وبلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان .
وتقول الكاتبة : وفي إحدى المناسبات كان [ سكوفيلد ] يذكّر مُستمعيه بأنه : عام بعد عام كان يُردّد التحذير بأن عالمنا ، سيصل إلى نهايته بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية . ولكنه يقول أيضا : أن المسيحيين المُخلّصين يجب أن يُرحّبوا بهذه الحادثة ، لأنه مُجرّد ما أن تبدأ المعركة النهائية ، فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسيُنقذون ، وأنهم لن يُواجهوا شيئا من المعاناة التي تجري تحتهم .ـ ونحن نقول أن الدجال سيقذفهم نحو عمق الهاوية كما في الإنجيل ــ وتقول : بالرغم من أن بعض الأصوليين لم يتقبّلوا هذه الفكرة ، إلا أنها تسبّبت في انقسام كبير . فهناك مؤشر إلى أن أعداد المسيحيين الذين يتعلّقون بنظرية [هرمجدون] في تزايد مُضطرد ، فهُم مثل سكوفيلد يعتقدون أن المسيح وعد المسيحيين المُخلّصين بسماء جديدة وأرض جديدة ، وبما أن الأمر كذلك ، فليس عليهم أن يقلقوا حول مصير الأرض ، فليذهب العالم كلّه إلى الجحيم ، ليُحقّق المسيح للقلّة المُختارة سماءً وأرضا جديدتين . إن استقصاء عام 1984م ، الذي أجرته مؤسسة [ باتكيلو فيتش ] أظهر أن 39 بالمائة من الشعب الأمريكي ، يقولون ، أنه عندما يتحدّث عن تدمير الأرض بالنار ، فإن ذلك يعني ، أننا نحن أنفسنا سوف نُدمّر الأرض ب ـ هرمجدون ـ نووية . وأظهرت دراسة لمؤسسة ـ نلسن ـ نُشرت في أُكتوبر 1985م ، أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين ، يقولون أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا ، لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا .
ـ ومن أكثر الأصوليين الإنجيليين شهرة ، من الذين يُبشرون على شاشة التلفزيون بنظرية [هرمجدون ] :
1. بات روبرتسون : يملك شبكة تلفزيونية مسيحية ، مكونة من ثلاث محطات ، عائداته السنوية تصل إلى 200 مليون دولار ، ومساهم في محطة تلفزيون الشرق الأوسط في جنوب لبنان ، يشاهد برامجه أكثر من 16 مليون عائلة أمريكية .
2. جيمي سوا غرت : يملك ثاني أكبر المحطات الإنجيلية شهرة ، يُشاهد برامجه ما مجموعه 9,25 مليون منزل .
3. جيم بيكر : يملك ثالث أشهر محطة تبشيرية ، عائداته السنوية تصل إلى 50ــ 100 مليون دولار ، يُشاهد برامجه حوالي 6 ملايين منزل ، يعتقد أن علينا أن نخوض حربا رهيبة ، لفتح الطريق أمام المجيء الثاني للمسيح .
4. أورال روبرتس : تصل برامجه التلفزيونية إلى 5,77 مليون منزل .
5. جيري فولويل : تصل دروسه التبشيرية إلى 5,6 مليون منزل ، يملك محطة الحرية للبث بالكابل ، أقام بعد شرائها بأسبوع ، حفل عشاء على شرف جورج بوش نائب الرئيس ريغان آنذاك . وقد أخبر فولويل يومها بأن جورج بوش ، سيكون أفضل رئيس في عام 1988م .
6. كينين كوبلاند : يُشاهد برامجه 4,9 مليون منزل . يقول : [ أن الله أقام إسرائيل . إنّنا نُشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نبدأ في دعم حكومتنا ، طالما أنّها تدعم إسرائيل … إنه لوقت رائع أن نُشعر الله ، مدى تقديرنا لجذور إبراهيم . ]
7. ريتشارد دي هان : يصل في برنامجه إلى 4,75 مليون منزل .
8. ريكس همبرد : يصل إلى 3,7 مليون منزل ، وهو يُبشّر بتعاليم سكوفيلد التي تقول : أن الله كان يعرف منذ البداية الأولى ، أننا نحن الذين نعيش اليوم ، سوف نُدمّر الكرة الأرضية .
وتعقّب الكاتبة بقولها : لقد ذكرت ثمانية من الذين يٌقدّمون البرامج الدينية ، ويُبشّرون بنظرية هرمجدون نووية في الإذاعة والتلفزيون ، ومن بين 4 آلاف أصولي إنجيلي ، … هناك 3 آلاف من التدبيريين ، يعتقدون أن كارثة نووية فقط ، يمكن أن تُعيد المسيح إلى الأرض . إن هذه الرسالة تُبث عبر 1400 محطة دينية في أمريكا . ومن بين ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج من خلال 400 محطة راديو ، فإن الأكثرية الساحقة منهم من التدبيريين . وتقول : أن بعض هؤلاء القساوسة ورؤساء الكنائس ، هم من القوة بحيث يظهرون كالملوك في مناطقهم . والرسالة التي يُرسلها هؤلاء على الدوام هي : لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة ــ تخريف وكفر ـ إنه ضد كلمة الله ـ ضد ما جاء في الكُتب المقدسة ـ إنه ضد المسيح . وهذا ما يقوله أيضا [ جيم روبرت سون ] التلفزيوني الإنجيلي الذي دعاه الرئيس [ ريغان ] لإلقاء صلاة افتتاح المؤتمر الحزب الجمهوري عام 1984م .

كتاب : آخر أعظم كرة أرضية ومؤلفه : هال لندسي :

تقول الكاتبة [ هالسل ]أن هذا الكتاب ، أصبح الأكثر مبيعا خلال السبعينات ، حيث بيع منه حوالي 18 مليون نسخة ، وفي تعليقها على هذا الكتاب ومؤلفه ، تقول أن المؤلف يفسّر كل التاريخ ، قائلا أن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل .
[ ومن ذلك يأتي تقديس النصارى الأمريكان لإسرائيل ، ولاحظ أن هذا الكتاب قرأه ما لا يقل عن 18 مليون أمريكي عند صدوره ، أما الآن فربما قد قرأه معظم الشعب الأمريكي ، وخطورة هذا الكتاب تنبع من كون الأفكار والمعتقدات التي أوردها المؤلف منسوبة إلى الله ، كما أوضح في كتابه المقدّس لديهم ] .
ويقول لندسي : أن الجيل الذي وُلد عام 1948م ، سوف يشهد العودة الثانية للمسيح . ولكن قبل هذا الحدث ، علينا أن نخوض حربين ، الأولى ضد يأجوج ومأجوج [ أي الروس ] ، والثانية في هرمجدون . والمأساة ستبدأ هكذا : كل العرب بالتحالف مع السوفييت ( الروس ) ، سوف يُهاجمون إسرائيل .
ـ وهذا تحذير وتحريض للغرب النصراني ، لمعاداة العرب المسلمين والروس الشيوعيين : ـ المصدر ـ
وتقول الكاتبة بعد مقابلتها للمؤلف : أن لندسي لا يبدو عليه الحزن ، عندما يُعلن : أن كل مدينة في العالم سيتم تدميرها في الحرب النووية الأخيرة ، وتعقّب الكاتبة : تصوّروا أن مُدنا مثل لندن وباريس وطوكيو ، ونيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وقد أُبيدت . ــ تحريض فاضح للغربيين : المؤلف ــ
ويقول لندسي : إن القوة الشرقية سوف تُزيل ثلث العالم … عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى ، بحيث يكون كل شخص تقريبا قد قُتل ، ستحين ساعة اللحظة العظيمة ، فيُنقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل ( الفناء ) .
ويُتابع لندسي : وفي هذه الساعة سيتحول اليهود ، الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية … سيبقى 144 ألف يهودي فقط ، على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون . ]

يقول عبد العزيز مصطفي في كتابه : قبل أن يهدم الأقصى : [ وأهمية ذلك تنبع من كون غالبية أتباع التيار الأصولي في أمريكا يؤمنون بقرب حدوث هذه المعركة ، ويترقبون ساعة وقوعها ، باعتبارها الحدث الذي سيظهر من خلاله المسيح ، ليقضي على قوى الشر ــ كما يزعمونــ التي تحارب اليهود ، حيث بعدها يدخل اليهود الذين تبقوا على قيد الحياة في الديانة المسيحية ، وسيبدأ العصر الألفي السعيد حتى يحكم المسيح العالم من مقره في القدس ؟! ـ ويقول المؤلف : [ من العقائد المشتركة بين اليهود والنصارى ، الاعتقاد بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين الخير واشر ، فهناك 85 مليون أمريكي يعتقدون بأن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار يعني أن الأرض ستدمر في حروب نووية فاصلة لا مفر منها ] (225)

يقول الأستاذ محمد السماك : تقوم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث قواعد دينية :

القاعدة الأولى : هي أن إدارة جورج بوش هي أكثر إدارة منذ الرئيس جيمي كارتر ملتزمة بعقيدة [ الولادة الثانية للمسيح] . وبأن من مستلزمات هذه العودة قيام إسرائيل دولة لكل يهود العالم على كل الأرض الموعودة .

والقاعدة الثانية : في عمل 200 محطة تلفزيونية و 1500 محطة إذاعية على نشر تعاليم هذه العقيدة على أوسع نطاق في محاولة لتجعل منها ركنا ثابتا كمن أركان الإيمان الديني والثقافة العامة في الولايات المتحدة.

ان نسبة الأمريكيين الذين يترددون الى الكنائس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع ـ يوم الأحد ــ تزيد على أربع 04 % علما بأن هذه النسبة تقل في أوروبا عن 10% والذين يصوتون عادة للحزب الديمقراطي هم أقل ترددا على الكنائس من الذين يصوتون للحزب الجمهوري . ومن الثابت أن أشدهم تمسكا بعقيدة الولادة الثانية هم سكان الولايات الجنوبية مثل ولاية دالاس التي كان [ جورج بوش ] حاكما لها قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة .

أما القاعدة الثالثة : فتقوم على أكتاف قساوسة أمثال [ فرانكلين جراهام ] : ابن المبشر الشهير بيلي جراهام ـ وجيري فولويل ـ وبات روبرسون ــ الذين يحيطون به . وهؤلاء القساوسة الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام ويطلقون يوميا الشتائم بحق النبي محمد صلى الله عليه وآله ، هم رواد عقيدة [ الولادة الثانية ] ومفلسفو سيناريو العودة الثانية للمسيح . ويشكل هؤلاء الجسر الذي يقوم بهين بوش وشارون وبين إسرائيل والولايات المتحدة . ] (226)

72 ــ جيري فولويل أنموذج صليبي هرمجدوني

الحديث عن جيري فالويل في واقع السياسة الأمريكية البوشوية يكتشف الى أي عمق وصل الدجل الديني في أميركا .. و أن منهجية صكوك الغفران الكنسية اليهودية قد أعادها أمثال جيري فالويل كمنظر للصهيونية المسيحية المعاصرة وربط الأساطير والأحلام بالغفران ووهم الهرمجدون بفتح سوق الهرمجدونية على مصراعيه وتغليفه بروح صليبية حاقدة !! وفالويل كمربي لحقد بوش يسعى نحو تحقيق الرؤية الماشيحانية وتكريس أمريكا كما هويتها التي نشأت من أجلها..ولهذا كان فالويل أحد أخطر عملاء الماشيحانية الصهيونية وحاضنة الإستكبار المالي أحادي العين والدجال الإتجاه !! وهو مؤسس أمبراطورية الجنس الإستخبارية وهو حسب المصادر يعد وكيلا استخباريا مهماته.. تقديم التقارير والوصايا باجتياح العراق وتحطيم بلاد المسلمين تتويجا لمصالح اليهود وحكومة الماسون العالمية وتؤكد التقارير قدرته الفائقة على الدجل والنهب المالي من مؤسسات اليهود واللوبي الصهيوني فهو أخطر رجالاتهم البروتستانت في أميركا !! ، وقد ساهم في إسقاط رؤساء أميركيين بأمر اللوبي الصهيوني ، هذا وقد.. [أكد انه ورئيس الوزراء ـ الإسرائيلي ــ السابق بنيامين نتنياهو تآمرا بالفعل في وقت حرج، للإيقاع بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باللجوء تحديداً، للضغط عليه بفضيحة مونيكا لوينسكي الجنسية لإرغامه على التخلي عن الضغط على ـ إسرائيل ــ للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة [ وعلى الرغم من أن الرابطة المناوئة للتشهير شجبت ما وصفته ـ نظرية المؤامرة ـ إلا أن اعتراف فالويل بأن الكشف عن فضيحة لوينسكي أجبر كلينتون على التخلي عن الضغط على إسرائيل ] و [خلال زيارة نتنياهو لواشنطن دي .سي ، في عام ،1998 اجتمع مع جيري فالويل في فندق مايفلاور في الليلة التي سبقت الاجتماع بين نتنياهو وكلينتون. ويتذكر فالويل تلك الليلة قائلا: " جمعت ألف شخص تقريبا للقاء نتينياهو وقد تحدث الينا في تلك الليلة . وكان ذلك في الوقت الذي حدثت فيه فضيحة مونيكا لوينسكي و.. بعد عرضه لنظرية هرمجدون مستخدما الأدلة التوراتية والإنجيلية . تقول الكاتبة بعد حضورها للعرض : رسم فولويل صورة مُرعبة عن نهاية العالم ، ولكنه لم يبدُ حزينا أو حتى مهتمّا . في الواقع أنهى عظته بابتسامه كبيرة ، قائلا : ما أعظم أن نكون مسيحيين ! إن أمامنا مُستقبلا رائعا . ولهذا يبدوا فالويل كعراب زائف همه الترويج لهرمجدون وسياساتها الناهبة والمتناغمة سوقيا مه مطامح أسرة بوش !!
وفالويل [هو قسيس إنجيلي معروف، ويقيم في مدينة ( لينشبرج Lynchburg) في منطقة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وله برنامج أسبوعي إذاعي وتلفزيوني يصل إلى أكثر من 10 مليون منزل أسبوعيا، وله جامعة خاصة أصولية تسمى جامعة الحرية (Liberty University) يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ، إضافة إلى موقعه الخاص على الإنترنت (www.falwell.com)، يضع في صفحته الأولى تأريخاً زائفاً عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم، كما أنه يروج من خلال موقعه كتاب "السير إلى معركة هرمجدون" "March to Armageddon" وهي معركة نهاية التاريخ حسب معتقدات النصارى الإنجيليين، وقد أثارت تصريحات فالويل موجة غضب واسعة النطاق في الأوساط المسلمة والعربية - داخل وخارج أمريكا- قادت إلى خروج مظاهرات جماهيرية في بلدان عديدة ، وإلى صدور انتقادات سياسية رسمية إسلامية وعربية عديدة . و مما قاله:

في برنامج " ستون دقيقة " الأمريكي و أذيع في 6 أكتوبر 2002م وصف فالويل- الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه، بأنه "إرهابي" ، وقال " أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً. لقد قرأت ...كتابات المسلمين ولغير مسلمين، - لكي أقرر- أنه كان رجلاً عنيفاً، و رجل حرب"،] (228) . . وفي ذات السياق التلمودي يقف الأرعن فالويل ليكيل الاتهامات لنبينا الأعظم ويدفع بموجة الحقد الصهيوتلمودي في عموم أوروبا ولأمثاله تعود حملات التشهير المنحطة على نبي الإسلام العظيم و الذي شهد له كل مفكرو الغرب بأنه على رأس عباقرة التاريخ !! وأن النبي العربي يحل مشاكل التاريخ على فنجان قهوة ؟؟ وقد وصف النبي r [بالإرهابي وداعية الحرب ] (229)

[من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ـ أبرار الإيرانية ـ ان ممثلا شخصيا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي دعا الى قتل القس الأميركي جيري فالويل واثنين آخرين من المبشرين العاملين في شبكة التلفزيون الأميركية الإنجيلية [الذين أهانوا النبي ] (230)

[ أما القس جيري فالويل و الذي أخذ مكان بات روبرت والذي قال عنه مرة بأنه المرشد الروحي للرئيس الذي سون في توجيه بوش الابن الرئيس الأمريكي الحالي بوش ] (231)

وهو كباقي أصحاب الإتجاه التدميري لا يرى نهاية العالم إلا بالدمار والانسحاق وتناسى أن تلمود أسياده الماسونييين هو الذي يقف وراء هذه السمات !! والسيد المسيح عليه السلام قد أفصح عن ذلك في الخطاب الذي نقله لنا إنجيل متي .. وأضاف هؤلاء الماشيحانيون أساطيرهم على كلام الأنبياء عليهم السلام وفصموا العلاقة بين هذا الدمار وملوك إسرائيل وجوقتهم من الأنبياء والمصلحين الكذبة !! وأمثال فالويل يتربه على سدة العرش البوشوي يزيف لهم وجهات وبركات ربهم يهوه وأنه يمنح بوش رخصة الشيطان بغزو العراق !! وفي إحدى تسجيلاته يقول : [وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة ، إنها حقيقة مُركّبة . ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة ، لأنه بعد ذلك سيكون المسرح مُعدّا ، لتقديم الملك الرب المسيح ، بقوة وعظمة … إنّ كل المُبشّرين بالكتاب المُقدّس ، يتوقّعون العودة الحتمية للإله … وأنا نفسي أُصدّق ، بأننا جزء من جيل النهاية ، الذي لن يُغادر قبل أن يأتي المسيح ]. وشكات هذه الأساطير هاجسا للرعب في العقل والخطاب الديني ووضع إسرائيل البوشوية في معركة مع روسيا وغيرها .. في حين لا يوجد نص واحد في المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب تفيد بغزو روسيا لإسرائيل ولكنها من تخر صات الديماغوجيين الدين الذين أفررزتهم الحالة الأمريكية التلمودية منذ غزوها لبلاد الهنود الحمر وتحطيم حضارتهم لصالح الفكر التلمودي وليس أدل من خطاب المبشرين الذين يتكلمون العبرانية في حملات أميركا الأولى وكأنه غزو خزري جديد في أميركا اللاتينية ؟؟

وفي كتاب ـ فالويل ـ : الحرب النووية والمجيء الثاني … ، في فصل الحرب القادمة مع روسيا ، يتنبأ فولويل : بغزو سوفييتي لإسرائيل ... وفي نهاية المعركة سيسقط خمس أسداس الجنود السوفييت ، وبذلك يبدأ أول احتفال للرب . ويجري احتفال آخر بعد معركة هرمجدون … وسيتوقف التهديد الشيوعي إلى الأبد ، وسيستغرق دفن الموتى مدة 7 أشهر . ] (232)

73 ــ هرمجدونية ريجان النووية :

وتجاوزت البروتستانتية حدودها لاختراق الكاثوليك وصهينتهم وتحميلهم رؤى الهرمجدونية !! [ يشير ريجان نفسه إلى عواطفه الدينية المبكرة ، إذ قال في مقابلة تلفزيونية مع المبشر جيم ببكر عام 1980 : [ كنت محظوظاً لأن أمي غرست في إيماناً عظيماً أكثر بكثير مما أدرك في ذلك الحين ] وقال في تصريح علني آخر : [ إن الكتاب المقدس يضم كل الإجابات على قضايا العصر ، وعلى كل الأسئلة الحائرة إذا ما قرأنا وآمنا ، إن الأموال التى ننفقها في محاربة المخدرات والمسكرات والأمراض الاجتماعية يمكن توفيرها لو حاولنا جميعاً أن نعيش وفق الوصايا العشر .. لقد أخبروني أنه منذ بداية الحضارة سنت ملايين القوانين، ولكنها جميعاً لم تصل إلى مستوى قانون الله في الوصايا العشر] (233)

[ لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحرك


[ بوحي من الله " وأنه : [ ينفذ الإرادة الإلهية وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد

[ حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا

قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في


ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : [ إن رامسفيلد يتحرك بوحي


من الله ... وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا " ، وأضاف بأن رامسفيلد


"
رجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم ..
إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون .] [لم يعد الرئيس الأمريكي جورج بوش وحده هو الذي كما قال عن نفسه مرارا يتحرك " بوحي من الله " وأنه " ينفذ الإرادة الإلهية " ، وإنما التحق به وزير دفاعه رونالد رامسفيلد " حيث خلع الجنرال بيتر بايس أعلي مسئول عسكري أمريكي في البنتاجون علي رامسفيلد شيئا قريبا مما منح به بوش نفسه وقال الجنرال بايس خلال احتفال أقيم في 19 أكتوبر الماضي في
ولاية فلوريدا بمناسبة تسلم وتسليم قيادة البنتاجون في الجنوب : " إن رامسفيلد يتحرك بوحي من الله ... وأنه يدير الأمور بالطريقة التي يقول له الله إنها الأفضل لبلادنا " ، وأضاف بأن رامسفيلد " رجل تتخطي وطنيته وطاقته وإدارته بشكل كبير وطنية وطاقة وإدارة جميع الذين عرفتهم .. إنه يجهد أكثر من أي شخص آخر في البنتاجون " . هكذا أصبح رامسفيلد علي خطي بوش ينفذ " الإرادة الإلهية " بتخريب وتدمير العراق وأفغانستان ودعم إسرائيل لتدمير فلسطين والفلسطينيين ، ولا ندري حتى الآن هل الإرادة الإلهية التي توجه
بوش تختلف عن تلك التي توجه رامسفيلد أم أن كلاهما أصبح بدرجة واحدة ] [إن أبرز ما كشف عنه تصريح قائد الجيوش الأمريكية الجنرال بيتر بايس أن كلا من بوش ورامسفيلد شريكان في النبوءة ، وهذا سر رفض بوش طوال السنوات الماضية إبعاد رامسفيلد عن موقعه رغم الاعتراضات الداخلية الكبيرة علي سياساته فكلا الرجلين يتصرفان بــ [ إلهام من الله وينفذان : الإرادة الإلهية ] ويديران الأمور بالطريقة التي يقول الله لهما " إنها الأفضل " وهذا ما جعل بوش يؤكد للصحفيين في الثاني من نوفمبر الجاري أن " رامسفيلد باق في منصبه حتى نهاية فترتي الرئاسية الثانية " ، ولكن أي إله هذا الذي يوحي لهما بتخريب
الكون ورب العالمين استخلف الناس في الأرض لعمارة الكون وإقامة العدل وليس لتخريبه ونشر
الظلم كما يأمر إله بوش ورامسفيلد (234)

وقد نقلت الراحلة هالسيل : [ إن ريجان كان يشعر بذلك الالتزام خصيصا وهو يعمل على بناء القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها . وقال : [ صحيح إن حزقيال تنبأ بانتصار جيوش إسرائيل وحلفائها في المعركة الرهيبة ضد قوى الظلام ، ومع ذلك فإن المسيحيين المحافظين مثل رئيسنا ] (235)

ـ ويبدو أن تلقين فالويل لم تسعفه على مقاصد الأنبياء وهم يكيلوا اللعنات على وثنية الملوك التي أزهقت أرواح أغلب الأنبياء وهو كحاخام فريسي ليس له هم سوى التزييف وصب اللعنات على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم !! ولا نعرف أي مسيح يريده ؟؟ هل هو مسيح الضلالة ؟؟ أم مسيح الحق وصانع السلام في العالم وهوا لقادم حسب مصادرنا الصحيحة ليصنع في دولة المختارين.. و كما تؤكد ذلك مصادر الإنجيل وأحرار النصارى . ويبدوا أن فالويل وجماعته من حاخامات اليهود المزروعين في قلب المجتمعات المسيحية أن لوثر : هو الذي أضاف العهد القديم مع الإنجيل وحاول أن يتجاوز حقد النصارى على اليهود بتحميلهم قتل السيد المسيح حسب اعتقادهم.. ونسي أن البابا السابق هو الذي أصدر فرمان بتبرئة اليهود من دم المسيح !! ولم يحل الفتوى بالمراجعة العقائدية ولكن بالمراجعة اللوبية الماشيحانية المنزرعة في حقد كل هؤلاء الماشيحانيين في قلب الفاتيكان ؟؟ ألا يحق للسيد المسيح الآتي وشيكات أن ينزع الصليب من على الكنائس كونه يحمل واقع دموي يهودي ظالم والسيد المسح كما في الإنجيل هو الذي أمر تلاميذه أن يحمل كل واحد منه الصليب لا ليرمزوا لقتل المسيح ولكم كونه شعار استشهادي ..فقد كان الرومان كانوا يصلبون خصومهم على الصلبان الخشبية ، فجيري فالويل لايفكر سوى في الدولار الماسوني الذي يحمل قرن العجل الذهبي ومثلث الموت وعين الماشياح الدجال الكذاب !!

تقول السيدة الراحلة جريس هالسل : [ إن المسيحيين الصهاينة يفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية فولويل وسياسته لا علاقة لها بالأخلاق أو القيم أو بمواجهة المشاكل الحقيقة . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل . ويطلب من دافع الضرائب أن يقدم لإسرائيل 5 ملايين دولار في السنة.. ] (236)

[أثار باحث جزائري جدلا واسعا في جنيف بعد أن قدم أطروحة تتحدث عن درجة القرابة بين إسرائيل والعنصرية، وبين الصهيونية والعنصرية وعن العلاقة الحميمة بين إسرائيل والمسيحية الصهيونية وعن أوجه الشبه بين الوضع السياسي في إسرائيل ونظام الفصل العنصري القديم في جنوب إفريقيا وسر المودة والتعاون بينهما. جاء هذا في ندوة علمية كان من الصعب إقامتها في أوروبا في مايو الماضي فبحضور حوالي 40 باحثا ومتخصصا تحدث الباحث والمؤرخ الجزائري محمد طالب عن مسألة "العلاقة بين الصهيونية والعنصرية، وإسرائيل والعنصرية والمسيحية الصهيونية". وأكد أن المسيحية الصهيونية هي نفسها التي قامت بربط النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا بإسرائيل، وهي نفسها التي حققت أكبر تعاون نووي وعلمي وعسكري وصناعي واقتصادي بين الكيانين. ثم عاد الباحث إلى عصر الإصلاح الذي سبق عصر النهضة في أوروبا وشرح كيف أن البروتستانت عرّفوا أنفسهم إلى اليهود، وكيف فهم اليهود البروتستانت وخلافاتهم مع الكاثوليكية، وكيف جلس الطرفان يحدد أحدهما للآخر هويته، وكيف بدأ تعاون بسيط بين الطرفين ثم كيف ظهر من رحم هاتين المجموعتين تيار جديد ضم قلة من اليهود وغالبية من البروتستانت ليقوموا بصياغة أفكار جديدة لا علاقة لها بالبروتستانتية واليهودية، ومن هذا التيار، كما يقول الباحث [ ولدت المسيحية الصهيونية] (237)

تقول الكاتبة : كان رونالد ريغان واحدا ، من الذين قرءوا كتاب : آخر أعظم كرة أرضية … في وقت مبكر من عام 1986م ، أصبحت ليبيا العدو الأول ( لريغان ) … واستنادا إلى جيمس ميلز الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا ، فإن ريغان كره ليبيا لأنه رأى أنها واحدة من أعداء إسرائيل ، الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو الله . وعندما كان ( ريغان ) مرشحا للرئاسة عام 1980م ، كان يُواصل الحديث عن هرمجدون ، ومن أقواله : إن نهاية العالم قد تكون في متناول أيدينا … إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد هرمجدون . إن معظم المؤمنين ( بالتدبيرية ) ، ينظرون إلى روسيا على أنها شيطانية ، وأنها تُمثّل إمبراطورية الشيطان . ولقد جاهر ( ريغان ) بذلك في 8 / 3 / 1983م ، عندما قال : إن الاتحاد السوفييتي هو حجر الزاوية في العالم المعاصر . إنني أؤمن أن الشيوعية فصل حزين وسيئ في التاريخ الإنساني ، الذي يكتب الآن صفحاته الأخيرة . وتقول الكاتبة : يقول (جيمس ميلز ) في مقال صحفي : إن استعمال ( ريغان ) لعبارة إمبراطورية الشيطان … كان إعلانا انطلق من الإيمان الذي أعرب لي عنه ، في تلك الليلة عام 1971م … إن ( ريغان ) كرئيس أظهر بصورة دائمة ، التزامه القيام بواجباته ، تمشيا مع إرادة الله … إن ( ريغان ) كان يشعر بهذا الالتزام خصّيصا ، وهو يعمل على بناء ، القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها …

[ وفي مقابلة صحفية أجراها الصحافي روبرت شير في مارس 1981 مع جيري فالويل ، كشفت عن أن الرئيس ريغان قال له : [ ان تدمير العالم قد يحدث سريعا جدا ]

وإن التاريخ سيصل الى ذروته ] [ وبلغ فالويل الصحافي أيضا إنه لا يعقد أنه بقى أمامنا خمسون سنة أخرى . وسأل الصحافي إذا كان ريجان يوافق على . .أيضا فأجاب : لقد أخبرني بذلك ريجان ونقل فالويل عن ريجان قوله له : [ جيري إنني أحيانا أؤمن بأننا نتوجه بسرعة كبيرة الآن نحو هرمجدون] (238)

ـ وهكذا رحل ريجان بهوسه الهرمجدوني يقبع في بيته بتخلف عقلي !! أورثه له الماشياح اليهودي الكذاب عدو السيد المسيح إبن مريم عليه السلام .. ويا ترى الى أين يتجه 2 بوش ارعن البيت الأبيض !! وهو ينتظر هرمجدون نسجها له مرتزقته الدولاريين أمثال فالويل وغيره ممن حملوا قضية الحقد وفكر التلمود في جمهورية الدولة الماسونية الخفية !!

.. إن أنبياء إسرائيل عليهم السلام وهم يردون كما في قراءتنا على حقيقة اليهود ودمويتهم .. وكذلك حقيقة أيديولوجيته الناهبة وأساطيرهم الهرمجدونية الزائفة ،

وهي التي قبض جيري فالويل ثمنها بطائرته النفاثة وملايين الدولارات الممنوحة له من دولة الدجال الماسونية نظير عمله كحاخام ماسوني مهمته زرع الحقد في عقلية 2 بوش الضعيفة والتي لا يخفي تاريخه واستخفاف اليهود به !!

[ … وبالتأكيد فإن توجهه بالنسبة للإنفاق العسكري ، وبرودته اتجاه مُقترحات نزع السلاح النووي ، متفقة مع وجهة نظره هذه ، التي يستمدّها من سفر الرؤيا … إن هرمجدون التي تنبأ بها حزقيال ــ حسب زيفهم ــ لا يُمكن أن تحدث في عالم منزوع السلاح . إن كل من يؤمن بحتمية وقوعها ، لا يُمكن توقع تحقيقه لنزع السلاح . إن ذلك يُناقض مشيئة الله كما وردت على لسانه …
… إن سياسات الرئيس ريغان الداخلية والمالية ، مُنسجمة مع التفسير اللفظي ، للنبوءات التوراتية والإنجيلية . فلا يوجد أي سبب للغضب من مسألة الدَيْن القومي الأمريكي ، إذا كان الله سيطوي العالم كلّه قريبا . وتقول الكاتبة : وبناء على ذلك ، فإن جميع البرامج المحلية ، التي تتطلب إنفاقا كبيرا ، يمكن بل يجب أن تُعلّق من أجل توفير المال ، لتمويل برامج تطوير الأسلحة النووية ، من أجل إطلاق الحمم المُدمّرة على الشياطين ، أعداء الله وأعداء شعبه ، وأضاف ميلز : لقد كان ريغان على حق عندما اعتقد أن أمامه فرصة أكبر ، لينفق المليارات من الدولارات ، استعدادا لحرب نووية مع يأجوج ومأجوج ، لو كان معظم الشعب الذي أعاد انتخابه ، يؤمن كما أخبرني ، بما يؤمن هو به ، بالنسبة ( لهرمجدون ) والعودة الثانية للمسيح .
الإنجيليون الأصوليون يؤمنون بأكاذيب التوراة أكثر من اليهود أنفسهم : في لقاء للكاتبة مع محام فلسطيني مسيحي بروتستنتي إنجيلي ، يعمل في القدس ، بعد أن عاد من أمريكا ليعيش في فلسطين ، في معرض ردّه على سؤال ، عن رأيه في الحجّاج الأمريكيين ، الذين يُنظّمهم المُبشّر ( فولويل ) لزيارة أرض المسيح ، قال :
بالنسبة للإنجيليين الأصوليين مثل ( فولويل ) ، فإن الإيمان بإسرائيل يتقدم على تعاليم المسيح . إن الصهاينة يُفسدون تعاليم المسيح . إن صهيونية ( فولويل ) سياسية لا علاقة لها ، بالقيم أو الأخلاق أو بمواجهة المشاكل الحقيقية . إنه يدعو أتباعه إلى تأييد إسرائيل ، ويطلب من دافع الضرائب الأمريكي ، أن يُقدّم لإسرائيل 5 مليار دولار كل سنة . إذ أنه يؤكد لأتباعه وبما أنهم مؤيدون للصهيونية ، فهم على الطريق الصحيح ، وفي الجانب الرابح دوما … وفي الواقع فإن مسيحيين مثل ( فولويل ) ، يُوفّرون للإسرائيليين الدافع للتوسع ومصادرة المزيد من الأراضي ، ولاضطهاد مزيد من الشعوب ، لأنهم يدّعون أن الله إلى جانب إسرائيل ، وأن العم سام راغب في التوقيع على الفاتورة … إن الإسرائيليين ، يعرفون أن مسيحيين جيدين ومؤثرين مثل ( فولويل ) ، يقفون معهم على الدوام ، بغض النظر عما يفعلون أخلاقيا ومعنويا . ومهما بلغوا من القمع ، فإن الإسرائيليين يعرفون أن الصهيونيين المسيحيين الأمريكيين معهم ، ويرغبون في إعطائهم الأسلحة ومليارات الدولارات ، وسيُصوّتون إلى جانبهم في الأمم المتحدّة .

74 ــ المُبشر ( فولويل ) والترويج لإسرائيل سياسيا :

في بحث قام به اثنان من الأساتذة الجامعيين عن حياة [ فولويل ] ، يؤكد د. [ غودمان ] أن [ فولويل ] تحوّل من الوعظ الديني ، إلى الوعظ السياسي المؤيد للدولة الصهيونية ، بعد الانتصار العسكري الإسرائيلي في عام 1967م . حيث أن هذا الانتصار المُذهل ، كان له تأثير كبير على العديد من الأمريكيين ، في الوقت الذي كان فيه شعور الهزيمة والخيبة ، يُخيّم على الكثير من الأمريكيين من جرّاء الحرب الفيتنامية ، ومن هؤلاء كان ( فولويل ) الذي نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة ، حيث قال : أن الإسرائيليين ، ما كانوا لينتصروا لو لم يكن هناك تدخّل من الله .
ونتيجة لذلك بدأ الإسرائيليون باستخدام ( فولويل ) في السبعينيات ، لتحقيق أغراضهم ومطالبهم ، وتأييد سياساتهم لدي الشعب والساسة الأمريكان ، وفي خطاب له عام 1978م في إسرائيل ، قال : إن الله يُحب أمريكا ، لأن أمريكا تُحب اليهود . وفي مناسبات عديدة كان يقول للأمريكيين : إن قدر الأمة يتوقف على الاتجاه ، الذي يتخذونه من إسرائيل … وإذا لم يُظهر الأمريكيون ، رغبة جازمة في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح ، فإن أمريكا ستخسر الكثير . وقد قامت وسائل الإعلام الصهيونية بإبرازه وتلميع صورته ، ليصبح شخصية سياسية وإعلامية مرموقة على الساحة الأمريكية ، لدرجة أن الرئيس ( ريغان ) رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي ( البنتاغون ) ، ليستمع ويُناقش كبار المسؤولين فيه ، حول احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا .
يُتابع د. ( غودمان ) : في عام 1981م ، عندما قصفت إسرائيل المفاعل النووي قرب بغداد ، تخوّف [ بيغن ] من رد فعل سيّء في الولايات المُتحدّة . ومن أجل الحصول على الدعم ، لم يتصل بسيناتور أو كاهن يهودي ، إنما اتصل [ بفولويل ] … وقبل أن يُغلق سماعة الهاتف ، قال [ فولويل ] [ لبيغن ] : السيد رئيس الوزراء ، أريد أن أهنئك على المهمة ، التي جعلتنا فخورين جدا بإنتاج طائرات ف 16 .
وقال د. ( برايس ) : إن أي عمل عسكري قامت أو ستقوم به إسرائيل ، تستطيع أن تعتمد فيه على دعم اليمين المسيحي .

هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ، مطلب إلهي منصوص عليه فيه التوراة ، كما يعتقد مسيحيو الغرب ، فضلا عن يهود الشرق والغرب : أثناء رحلة الحج الثانية للكاتبة ، وفي لقاء مع أحد مستوطني مُستعمرة ( غوش أمونيم ) - مُعقبة على قوله - قالت له : إن بناء هيكل للعبادة شيء ، وتدمير المسجد شيء آخر ، فمن الممكن أن يُؤدي ذلك إلى حرب بين إسرائيل والعرب ، فردّ قائلا : تماما هذا ما نُريده أن يحدث لأننا سوف نربحها ، ومن ثم سنقوم بطرد العرب من أرض إسرائيل ، وسنُعيد بناء الهيكل وننتظر مسيحنا .

تقول الكاتبة : لقد زرت قبة الصخرة ، وهي واحدة من أجمل الصروح في العالم – والتي تُقارن بجمال تاج محل – وقد تم بناؤها عام 685م ، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، وهو البناء الأجمل في القدس . وتقول : على الرغم من أن المسيح دعا إلى إقامة المعابد في النفس ، فإن الأصوليين المسيحيين يُصرّون على أن الله يُريد أكثر من بناء معبد روحي ، إنه يُريد معبدا حقيقيا من الإسمنت والحجارة ، يُقام تماما في الموقع الذي توجد فيه الصروح الإسلامية .
ويقول [ لندسي ] في كتاب [ آخر أعظم كرة أرضية ] : لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماما أمام إسرائيل ، لتقوم بدورها في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية ، وهو إعادة بناء الهيكل القديم ، في موقعه القديم . ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه ، استنادا إلى قانون موسى في جبل موريا حيث الهيكلان السابقان ـ ونستطيع تلخيص العلاقة ما بين إسرائيل وأمريكا ( اليهود والنصارى ) كما يلي :
أن التحالف بين الدولتين ، فضلا عن كل شيء ، هو حلف ديني عقائدي ، أقوى من أي معاهدة أو اتفاقية مكتوبة على الورق .
كل من الأمريكان والإسرائيليون ينتظرون المسيح الخاص بهم .
يتفق الطرفان على أن قيام الدولة اليهودية في فلسطين إشارة لقرب مجيئه .
ويتفق الطرفان على وجوب سيطرة اليهود على فلسطين كاملة ، واتخاذ القدس عاصمة للدولة اليهودية ، ومن ثم يتوجب عليهم إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى ، وأن هذه الأمور ما لم تأخذ مجراها على أرض الواقع فإنها ستعطل مجيء المسيح بالنسبة للطرفين .
وأن ظهور المسيح سيكون مسبوقا بحرب مُدمرة ستقع بين إسرائيل وأعدائها ، تحصد ما لا يُعدّ ولا يُحصى من أرواح البشر وتنتهي بخراب الأرض ، وروّاد المؤامرة اليهودية العالمية يبذلون قصارى جهدهم لإشعالها ، لقطف ثمار مخططهم الشيطاني بإثارة الفتن وافتعال الأزمات .
وبناء على ذلك ، تجد أمريكا نفسها ملزمة عقائديا بتسليح إسرائيل ما أمكنها ذلك ، وبدعمها في كل مخططاتها داخل فلسطين وخارجها ، استعدادا لوقوع هذه الحرب المدمرة لضمان انتصار إسرائيل وحلفائها ضد أعداء الله . هكذا هي المعادلة بكل بساطة ، فساسة الشعب الأمريكي جملة وتفصيلا صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسهم ، وما عبادة الأمريكيين لإسرائيل إلا لتقرِّبهم إلى الله زلفى ، ولذلك يسعى الأمريكيون قبل الإسرائيليون لتلبية متطلبات مجيء المسيح ، وأعجب من العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع ظلم صهاينة الشرق . ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء وبدأنا بتتبّع الرؤساء الأمريكيين المتأخرين ، لتبين لنا أن الرؤساء من الحزب الديمقراطي كانوا أكثر اعتدالا وأكثر ميلا إلى السلام مع العرب وروسيا ، بغض النظر عن مفهومهم له ، وأقل تجاوبا مع متطلبات كل من الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية الأصولية المُتطرّفة ، كما هو حال الرئيس : كارتر– المنتهية ولايته عام 1980م – حيث أُنجزت في عهده اتفاقية ـ كامب ديفيد ـ بين مصر وإسرائيل ، والرئيس [ كلينتون ] ، 1992-200م ، الذي أُنجزت في عهده اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل ، وحاول جاهدا صنع [ كامب ديفيد ] أخرى مع الفلسطينيين ، رغم خروجه عن النص بمحاولاته الخجولة لإرضاء هؤلاء بقصف مصانع الأدوية السودانية وقصف العراق بين حين وأخر . ولتبين لنا أيضا ، أن الرؤساء من الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الإنجيلي التوراتي الأصولي المتطرّف ، كانوا أكثر تطرفا وعدوانية وأقل اهتماما بالسلام ، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل يُنفّذونها بحذافيرها . فالرئيس ( ريغان ) 1980-1988م شنّ الحرب على ليبيا ، وتم في عصره ضرب المفاعل العراقي واجتياح بيروت ، واشتعلت في عصره نيران الحرب الإيرانية وتم إطالة أمدها وانتهت بنهاية ولايته . والرئيس ـ بوش الأب ــ 1988-1992م ، شنّ الحرب على العراق وفرض عليه الحصار ، وتم إسقاط الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفييتي ، وأعلن عن نظامه العالمي الجديد المذكور في بروتوكولات اليهود . ومؤخرا جاء دور ـ بوش الابن ــ ليُكمل سلسلة جرائم أسلافه من الجمهوريين ، ويُنفذ ما أُعدَّ له هؤلاء من برامج مسبقة ، كان أبالسة اليهود قد خطّوها ، قبل وصوله لسدة الحكم ، كما خطّ أجدادهم أسفار التوراة والإنجيل ، وبروتوكولات الحكماء ، فيما يُسمّى : بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى 2001 ، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر ، فور تسلّمه للسلطة :
1. ضرب بغداد دون سابق إنذار ، وبدأت إدارته بالترويج للعقوبات الذكية ، التي طالب بها خبثاء معهد واشنطن .
2. وأظهر عداءه لروسيا والصين .
3. وطلب الرئيس المصري لمعاقبة مصر على موقفها المتشدّد مع إسرائيل في قمة القاهرة ، بخفض المساعدات وتأخير إنشاء منطقة التجارة الحرة فيما لو أصرّت على ذلك .
4. وصرّح عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .
5. ودعم إسرائيل في قمعها لانتفاضة الإرهابيين الفلسطينيين ، وبرّر وما زال يُبرّر جرائمها .
6. وظهر هناك من يدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان ، من اللبنانيين المدعومين بالأموال اليهودية تحت غطاء الدين .
7. وقام وزير الخارجية بجولة في دول المنطقة ، لشرح السياسة الجديدة التي جاء بها هذا التقرير ، الذي تمت صياغته بذكاء ودهاء يهودي صرف ، بناء على المخاوف النبوية التوراتية .

تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لعام 2001م موقع هذا التقرير باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت هو : (239)

المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــع

(175) التثنية : 9 / 7 ـ13 التفسير التطبيقي ص 374= خروج : 32 / 1ــ 10 التفسير التطبيقي ـ المصدر السابق ص 194

(176) سفر التثنية : 31 /27 ــ 30 = أنظر : د أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 316 ــ 317

(177) د أحمد شلبي : اليهودية ص 251 ــ سلسلة مقارنة الأديان ــ

(178) د . صابر طعيمة : التاريخ اليهودي العام ج2/ ص 100 ــ 102 ط1/1975 دار الجليل بيروت

(179) د . أحمد سوسة : نفس المصدر ص 181 ــ 182 = نفس المصدر السابق ص 281 ــ 282

(180) الدكتور أحمد شلبي : نفس المصدر ص 140
(181) إرمياء 2/ 8 ،9 = كتابنا : الأنبياء عليهم السلام : في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية .. [ تحت الطبع ]
(182) إرمياء : 2/89
(183) ارميا : ج 2/ 11 ــ 13 : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 1479
(184) سفر الخروج : 20 /23 ،24، 25
(185) التثنية : 13/6 ــ 10

(186) راجع : اليهود :أو الجزء الثامن من موسوعة تاريخ الأقباط ص 483 = أنظر الموضوع في : د . فتحي الزغبي : تأثير اليهودية بالأديان اليهودية ص 689 ــ 690

(187) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(188) سفر القضاة : 10/6 ،8 التفسير التطبيقي ص509

(189) د. فتحي الزعبي : نفس المصدر السابق ص 703

(190) سهيل ذيب : التوراة بين الوثنية والتوحيد ص 16 ــ 17 ط دار النفائس 1985 = فقي الموضوع : فوزي محمد حميد : عالم الأديان بين الأسطورة والحقيقة ص 386 ــ 396 : منشورات : جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ـ ليبيا ط 1991 = أنظر : كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية [ عقيدة يهوه ] .
(191) نفس المصدر السابق

(192) سفر القضاة : 3/5 ،6 : التفسير التطبيقي ـ نفس المصدر ص 484 ، 485

(193) http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv...ama_county.htm

(194): http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/hornedhand.jpg
http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/satanicsalute2.jpg
http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/witchsign.jpg
http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/baphomet-symbol.jpg
http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/baphomet.jpg
http://www.al-forqan.net/photo/15-325.jpg
http://www.exposingsatanism.org/images/symbols/yinyang.jpg
http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.exposingsatanism.org/signsymbols.htm
http://www.enduringvision.com/archiv...ama_county.htm

( 195) صحيح البخاري : ج4/1598 رقم 4141 الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987

(196) m/om.html

(197) www.sandroses.com/abbs/showthread.php?p=683005 - 204k –

(198) hailiat.com/vb/showthread.php?t=6063 - 73k

as7apcool.com/vb/showthread.php?t=88499 - 88k

(199) القس د. رياض جرجور: المسيحية الصهيونية = مقال منشور على موقع : http://qudapy.maktoobblog.com/?post=184152 :

السبت,كانون الثاني 13, 2007 المفاهيم الأساسية للمسيحية الصهيونية

(200) المصدر السابق

(201) مصدر سابق : صلاح عبد العاطي : salahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن - العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 = = الأصولية الإنجيلية : د. فيكتور سحّاب : http://arabic.bayynat.org.lb/kadaya/2osoliainjelia.htm

(202) القس د. رياض جرجور : المسيحية الصهيونية http://www.maganin.com/palestine/articlesview.asp?key=131

مقال بعنوان : صهيو مسيحية أم صهيو أميركية؟ نشرت على الموقع بتاريخ: 23/04/2005 = أنظر في الموضوع : صلاح عبد العاطي salahati2@hotmail.com : الحوار المتمدن - العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23

(203) نفس المصدر السابق

(204) نفس المصدر السابق [مـــارتن لوثر ]

(205) نفس المصدر السابق
(206) نفس المصدر السابق =أنظر مقال : http://www.topuae.net/vb/showthread.php?t=8951 ومقال أخر منشور : http://www.topuae.net/vb/archive/index.php/t-8951.html

BUSINESS م lrhg lil = مقال مهم : إعلان القدس عن الصهيونية المسيحية صادر عن بطريرك القدس والقيادات الكنسية المحلية : غبطة البطريرك ميشيل صبّاح بطريرك اللاتين، القدس.
المطران ساويروس ملكي مراد مطران السريان الأرثوذكس، القدس.
المطران رياح أبو العسل، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط.
المطران منيب يونان الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة

: كنائس الشرق الإنجيلية تتبرأ من « المسيحية الصهيونية » = http://harakamasria.org/node/5628

(208) الوعود البلفورية من نابليون بونابرت وحتى المحافظين الجدد ..

alarabnews.com/alshaab/2005/09-09-2005/25.htm - 19k

(209) إيلي ليفي أبو عسل : يقظة العالم اليهودي ط 1/ 1943 ط بمطابع النظام بمصر ص 99 ـ 100

(210) إيلي ليفي أبو عسل : نفس المصدر السابق ص 104 ــ 109

(211) الدكتور: جوزيف حجار : أوروبا ومصير الشرق العربي : ترجمة بطرس الحلاق ط المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1979 ص 288 ــ 229

(212) نفس المصدر السابق

(213) ج . م. ن . جيفرير : فلسطين إليكم الحقيقة ج1/ص 78 ــ 79 : ترجمة أحمد خليل ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1971 . = كتابنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية الصهيونية

(214) www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm - 25k : مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(215) (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏ : لقاء مع الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري

(216) www.alarabnews.com/alshaab/2004/27-08-2004/4.htm - 25

: مقال : بقلم :مجدي إبراهيم محرم

(217) إبراهيم خليل أحمد : إسرائيل فتنة الأجيال في العصور الحديثة ط مكتبة الوعي العربي القاهرة 1970 ص 79

(218) : 4flying.com/vb/archive/index.php/t-10101.html - 21k : مصدر سابق

(219) = الباحث والمفكر ‏المصري عبد الوهاب المسيري ‏: حول كتابه الجديد .. (الصهيونية .. وخيوط العنكبوت)‏

(220) الدكتور المسيري : البروتوكولات واليهودية والصهيونية ص 24 ط دار الشروق ط1 : 22ــ 23

(221) الدكتور أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ص 352 ط العربي للإعلان والطباعة والنشر دمشق

(222) www.wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=980 - 30k

(223) صحيفة الأهرام 22/5/2004

(224) صحيفة الأهرام : المصدر السابق

(225) عبد العزيز منصور : عندما يهدم الأقصى ط دار التوزيع والنشر الإسلامية ص 167 ، 169 = يوسف الطويل : الصليبيون الجدد : الحملة الثامنة غزة ـ ط1/1995 : مطبعة منصور

(226) مقال منشور : كتاب : أحمد حجازي السقا : عودة المسيح المنتظر ط 1/ 2003دار الكتاب العربي القاهرة = وكذلك في جريدة الأهرام المصرية في 12/2/ 2003

(227) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199

http://www.newsabah.com/paper.php?name=News&file=article&sid=16268

(228) http://www.icsfp.com/Ar/Contents.aspx?AID=199 http://www.bahrainonline.org/showthread.php?t=41872 وأنظر أيضا : http://ebaa.net/khaber/2002/10/06/khaber07.htm

(229) http://ebaa.net/khaber/2002/10/15/khaber07.htm

(230) http://www.arabiyat.com/forums/archive/index.php/t-45861.html

(231)

http://www.malazi.com/index.php?d=95&id=17

(232) هالسل : مصدر سابق : النبوءة والسياسة

(233) نفس المصدر السابق : يراجع : http://www.elfarouk.net/modules.php?name=News&file=article&sid

(234) نبوءة بوش ورامسفيلد : http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=75854 بقلم : أحمد منصور ـ الجزيرة توك

(235) نفس المصدر : ص 70 ، 71

(236) هالسيل : نفس المرجع ص 88

(237) http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-06-04/culture/culture01.htm

(238) النبوءة والسياسة : الإنجيليون العسكريون في الطريق الى الحرب النووية : تأليف : جريس هالسل ترجمة الأستاذ محمد السماك ص 68 ط أنصار المهدي Y .ORGًًWWW.ALAHD

(239) http://www.washingtoninstitute.org/pubs/psg/psg2000.htm [ بتصرف ]

التفسير التطبيقي : المصدر: السابق : أشعياء: 34 : 6 7 .

تمت بحمد الله تعالى الحلقة السابعة

نشرت هذه الحلقة على موقعنا : " مركز دراسات أمة الزهراء "

في فلسطين

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/08/28




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق